الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

واشنطن ستبحث في موسكو وباريس كيفية المضي قدما إزاء إيران


النهار الاخباريه  وكالات
قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي سيزور موسكو وباريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين روس وأوروبيين بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الوزارة في بيان أن المحادثات ستتناول "البرنامج النووي الإيراني والحاجة للتوصل سريعاً إلى تفاهم حول عودة متبادلة إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذه" في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق الذي قبلت طهران بموجبه فرض قيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات. وردت إيران على إعادة فرض العقوبات الأميركية بانتهاك العديد من تلك القيود. وأجريت آخر محادثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق في 20 يونيو (حزيران).
وقال مسؤول أميركي طالباً عدم الكشف عن هويته لوكالة "رويترز": "تركيز هذه الزيارة سينصب على ما وصلنا إليه بخصوص البرنامج النووي الإيراني ومفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة المتوقفة منذ شهرين ونصف الشهر".
وأضاف "أردنا التشاور مع شركاء متعددين حول أفضل سبيل للمضي قدماً في ضوء حقيقة أننا ما زلنا لا نعلم موعد استئناف المحادثات وفي ظل التقدم المستمر للبرنامج النووي الإيراني".
عرقلة الأنشطة الرقابية
من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير الثلاثاء السابع من سبتمبر (أيلول)، إن إيران زادت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة إنتاجها من اليورانيوم العالي التخصيب، لتواصل انتهاك التزاماتها الواردة في الاتفاق الدولي المبرم عام 2015، منددةً كذلك بشدة بعدم تعاون طهران في إطار مراقبة برنامجها النووي.
وحسب تقديرات في نهاية أغسطس (آب)، لدى إيران حالياً 84.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، مقابل 62.8 كيلوغرام في آخر تقرير للوكالة في مايو (أيار)، إضافةً إلى عشرة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية، مقابل 2.4 كيلوغرام في آخر تقرير.

بالإضافة إلى ذلك، يفترض أن يكون لدى إيران مخزون إجمالي لا يتجاوز 202.8 كيلوغرام، أي ما يعادل 300 كيلوغرام في شكل مركب، لكن التقرير يقدر أن طهران لديها الآن 2441.3 كيلوغراماً.
ونددت الوكالة بشدة بعدم تعاون إيران على صعيد حسن تنفيذ مهمة المنظمة الأممية لمراقبة البرنامج النووي لطهران، قائلةً "منذ فبراير (شباط) 2021، تعرضت أنشطة التحقق والمراقبة لعرقلة جدية في ضوء قرار إيران" الحد من عمليات التفتيش.
آثار اليورانيوم
وانتقدت الوكالة إيران بشدة لاستمرارها في عدم الإجابة عن أسئلة، منها ما يتعلق بآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وهو ما قد يعقد استئناف المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي.
وقالت الوكالة في واحد من تقريرين فصليين عن إيران، "يشعر المدير العام بقلق متزايد من أن قضايا الضمانات الموضحة أعلاه في ما يتعلق بالمواقع الأربعة في إيران، التي لم يتم الإعلان عنها للوكالة لا تزال من دون حل حتى بعد قرابة العامين".
وراجعت وكالة "رويترز" التقارير السرية التي قدمها المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إلى الدول الأعضاء في الوكالة، والتي صدرت قبل اجتماع مجلس محافظيها المؤلف من 35 دولة الأسبوع المقبل. وقال التقرير الثاني إن على إيران أن تحل القضايا المعلقة الخاصة بالمواقع "من دون مزيد من التأخير". وتشمل هذه القضايا أسئلة عن موقع رابع لم تفتشه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
محادثات فيينا
وفي أبريل (نيسان) الماضي، انطلقت محادثات في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الكبرى، بعدما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مايو 2018، لتباشر طهران خرق التزاماتها بموجبه.
وتوقفت المحادثات عقب فوز المحافظ إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران)، ولم يُعلن عن موعد لاستئنافها حتى الآن.
وطالبت فرنسا وألمانيا، وهما من الدول الموقعة على الاتفاق، إيران بالعودة للامتثال له سريعاً، وقال رئيسي إن طهران مستعدة لذلك لكن ليس تحت "ضغط" غربي.
وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي، وإنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنشطتها، وإنها مستعدة للعودة عن الخطوات التي اتخذتها بعيداً عن اتفاق 2015 النووي إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفعت العقوبات التي فرضتها على إيران.