الإثنين 30 أيلول 2024

“هوس” مناطيد التجسس يلاحق أمريكا!

النهار الاخبارية - وكالات

أنفق الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 1.5 مليون دولار لإسقاط 3 أجسام محمولة جواً خلال فبراير/شباط 2023، ليتبين لاحقاً أنها مجرد مناطيد ترفيهية على الأرجح، بحسب ما نقلت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس، 23 فبراير/شباط 2023. 

بحسب الصحيفة، فقد خصصت هذه الأموال فقط للصواريخ الأربعة من طراز "إيه آي إم-9 سايدويندر" التي استُخدِمَت لإسقاط الأجسام الثلاثة عالية الارتفاع فوق ألاسكا ومنطقة يوكون الكندية وبحيرة هورون، حيث قال مسؤولون إن ذلك لا يشمل تكلفة البحرية وخفر السواحل وحرس ألاسكا الوطني والقوات الكندية للبحث عن الحطام. 

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، 17 فبراير/شباط، أنها علَّقت البحث عن حطام الأجسام الثلاثة التي أُسقِطَت. 

أخطأ أول صاروخ هدفه في 12 فبراير/شباط، حين أُطلِقَ على الجسم المحلِّق فوق بحيرة هورون، فأُطلِقَ صاروخ آخر لإسقاطه، وقال مسؤولون دفاعيون إن كل صاروخ كلف 400 ألف دولار على الأقل.

وقال مسؤولو الدفاع إن الرحلات الجوية المستخدمة لرصد المناطيد، وإسقاطها في النهاية، ليست جزءاً من تقديرات التكلفة؛ لأن الجيش الأمريكي يعتبر الرحلات الجوية جزءاً من تدريب الطيارين. 

وأجرى وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مقابلات مع أشخاص ينتمون إلى مجموعات هواية المناطيد أثناء محاولتهم تقييم انتماء هذه المناطيد، لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى نتائج رسمية. 

لكن إدارة بايدن قالت إن تقييمها الحالي هو أن المناطيد من المحتمل ألا تشكل تهديداً وشيكاً لأمن الولايات المتحدة. 

الأسبوع الماضي، قال الرئيس بايدن إن "التقييم الحالي لمجتمع الاستخبارات هو أن هذه الأجسام الثلاثة كانت على الأرجح مناطيد مرتبطة بشركات خاصة أو مؤسسات ترفيهية أو بحثية، تدرس الطقس، أو تجري أبحاثاً علمية أخرى". 

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الأجسام الثلاثة تنتمي إلى "كيان أجنبي".  

هوس مناطيد التجسس 
دافعت القيادة الشمالية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في أمريكا الشمالية، عن تعاملها مع الأجسام، بحجة أنها يمكن أن تهدد الحركة الجوية التجارية؛ لأنها كانت على ارتفاع يتراوح بين 20 ألفاً و40 ألف قدم.  

وقالت الكولونيل إليزابيث ماتياس، المتحدثة باسم قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية والقيادة الشمالية الأمريكية: "كل يوم، تراقب قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية السماء فوق أمريكا الشمالية. إننا نفعل ذلك باستخدام الرادارات والطائرات، لاكتشاف وتتبع وتحديد وتقييم التهديدات المحتملة وفقاً لإجراءات قيادة الدفاع القياسية". وأضافت: "القدرات المستخدمة لإجراء عمليات بتوجيه من الرئيس الأمريكي في 10 و11 و12 فبراير/شباط تشمل القوات الموجودة في قيادة الدفاع الجوي والأصول الإضافية التي وافق عليها وزير الدفاع". 

بدأ القلق بشأن الأجسام عالية الارتفاع في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تعقبت الولايات المتحدة ما اعتقدت أنه منطاد مراقبة صيني، مُشتبه به فوق أمريكا الشمالية، حيث أسقطته بصاروخ سايدويندر آخر بمجرد توجهه إلى المحيط قبالة كارولينا الشمالية.

بدأت الولايات المتحدة بعد ذلك في البحث في بيانات الرادار الأولية، مما دفعهم إلى اكتشاف الأجسام الثلاثة التي أُسقِطَت لاحقاً فوق ألاسكا وكندا وبحيرة هورون، مما دفع الرئيس إلى إنشاء فريق عمل مشترك بين الوكالات للنظر في قضايا السياسة المتعلقة بالمناطيد.