الجمعة 4 تشرين الأول 2024

هل يكون "انفجار إسطنبول" مبررا لشن عملية عسكرية تركية شمالي سوريا؟

النهار الاخبارية - وكالات 
في وقت بدأ فيه التحسن التدريجي في العلاقات التركية السورية، أثار تفجير إسطنبول واتهام الفصائل الكردية السورية بالوقوف خلفه، مخاوف البعض في إمكانية شن أنقرة لعملية عسكرية في سوريا.
ووقع انفجار، الأحد الماضي، في شارع الاستقلال القريب من ميدان تقسيم الشهير في إسطنبول، مخلفا 6 قتلى وأكثر من 80 مصابا.
وقالت السلطات إن الانفجار نجم عن وضع قنبلة في الموقع من قبل سيدة تنتمي إلى حزب العمال الكردي (المصنف كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة ودول أخرى).
وقال مراقبون إن الحادث الأخير قد يدفع تركيا لشن حرب واسعة على الشمال السوري، وقد يكون ذلك عبر القصف الجوي، حيث هناك صعوبة ومعوقات في التدخل البري في الوقت الراهن، مؤكدين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لزيادة شعبيته قبيل الانتخابات المقبلة.
رد تركي
واعتبر علاء الأصفري، المحلل السياسي السوري، أن العملية الإرهابية التي شهدتها إسطنبول، وراح ضحيتها العديد من الأشخاص، تفتح الباب على عدة احتمالات، أقلها درجة من يقول إن المخابرات التركية قد فبركت الحادث وتورطت فيه، حتى تمتلك أنقرة مسوغا للتدخل العسكري في الشمال السوري بعملية واسعة النطاق.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن الاعترافات التي أدلت بها المتهمة الرئيسية في التفجير، التي كشفتها كاميرات المراقبة تؤكد أن هناك تورطا كبيرا لتنظيم "بي كي كي"، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في هذه العملية، وهو ما قد يفتح الباب واسعا أمام صدام تركي مع الأكراد المتطرفين في شرق الفرات.
وأكد الأصفري أن الدولة السورية تريد أن تسترجع كل هذه المناطق لسيادتها، حتى تتمكن من حماية أمنها القومي، وبالتالي حماية الأمن القومي لتركيا والدول المجاورة.
وعن إمكانية شن أنقرة عملية عسكرية واسعة النطاق، قال إن كل الاحتمالات واردة ومفتوحة، وتورط الأكراد الانفصاليين في هذه الواقعة من شأنه أن يدفع تركيا إلى شن عملية كبيرة في الشمال السوري.
ذرائع الانتخابات
وقال فريد سعدون، المحلل السياسي السوري، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحتاج إلى تحقيق بعض الإنجازات على أرض الواقع في سوريا، خاصة أنه مقبل على العملية الانتخابية وشعبيته في حدها الأدنى.
وتابع في حديثه لـ "سبوتنيك": "نحن أمام استحقاقات انتخابية تركية في شهر يونيو/ حزيران المقبل، ولم يبق لدى أردوغان سوى 6 أشهر، وهو بحاجة إلى أن يقدم شيئا للتعزيز من مكانته الانتخابية، ويعزز فرص نجاحه لكسب أكبر عدد من الأعضاء في البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسته، وهو يعلم أن وضعه هشا وربما لن يحقق الأكثرية في البرلمان".

واستطرد: "يسعى الرئيس التركي إلى الحصول على التأييد الشعبي، وهذا التأييد سيأتي من تأجيج العواطف الشعبية، من خلال الإشارة إلى أن الأمن القومي مهدد، وأن الدولة مهددة من قبل جماعات إرهابية خطيرة، لذلك اتهم حزب العمل الكردستاني في هذه التفجيرات".
ويرى سعدون أن الرئيس التركي يبحث عن ذريعة ما ليحقق بعض المكاسب، وربما يكون هناك هجوم على منطقة كوباني، بعد أن ادعى بأن من قامت بعملية التفجير موجودة هناك، وبتدريب من قوات "قسد" وحزب العمال الكردستاني.
وأكد أنه يخلق ذريعة للهجوم حتى إن لم يكن هناك اجتياح بري بسبب معارضة القوات الروسية والأمريكية والإيرانية في المنطقة، وتواجد القوات النظامية للجيش السوري، مضيفا: "ربما يكون هناك صعوبات وعوائق تمنعه من الاجتياح البري، لكنه يمكن أن يهاجم جوا على الأقل، ليظهر للشعب التركي أنه بصدد حماية أمن تركيا القومي".
وأعلنت السلطات التركية اعتقال عدد من المتورطين في التفجير الذي هز وسط إسطنبول موقعا 6 قتلى وعشرات الجرحى، ومن بينهم من وصفتها بالمنفذة.
وقالت الشرطة التركية، إنها اعتقلت 46 شخصا يشتبه بصلتهم بالهجوم الذي وقع في شارع الاستقلال.
وقالت الشرطة التركية إن الشابة التي تم اعتقالها اعترفت بالوقائع، مشيرة إلى اعترافها بأنها تصرفت بناء على أوامر حزب العمال الكردستاني، كما تلقت تعليمات بشأن هذا الهجوم في عين العرب (كوباني) في شمال شرقي سوريا.
ومن جانبه، نفى حزب العمال الكردستاني في بيان له، أن يكون لديه أي دور في الانفجار. وقال: "شعبنا والأشخاص الديمقراطيون يعلمون عن كثب أننا لسنا على صلة بهذا الحادث وأننا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر وأننا لا نقبل أعمالا تستهدف مدنيين".
ومطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده قد تقيم رفع مستوى العلاقات مع سوريا من الاستخباراتي إلى الدبلوماسي، إذا كانت الظروف مناسبة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعرب في وقت سابق عن استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه لا يستبعد لقاءه مع الأسد في المستقبل، ومن الممكن أن يلتقي الأسد في الوقت المناسب حسب الظروف في المستقبل.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد كشف عن إجرائه محادثات قصيرة مع نظيره السوري فيصل المقداد، بحثا فيها سبل دعم تركيا للمصالحة بين المعارضة والحكومة السورية.