الجمعة 26 أيلول 2025

هل يتمكن أسطول الصمود العالمي من كسر الحصار عن قطاع غزة؟


وكالة النهار الاخبارية/عبد معروف
تتجه الانظار نحو مسار أسطول الصمود العالمي في عمق البحر المتوسط نحو قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار وتأمين المساعدات الاغاثية والانسانية والأدوية وحليب الأطفال لسكان القطاع المحاصرين من قبل آلة الحرب الاسرائيلية.
وفي محاولات إسرائيلية لمنع وصول الأسطول إلى شواطئ القطاع، تمارس تل أبيب كل أساليب الضغط والتهديد، للمشاركين في الأسطول من أجانب وعرب، وتطرح البدائل وتفريغ المساعدات في موانئ أخرى لضمان عدم وصول الأسطول إلى القطاع.
لذلك، أكد عضو هيئة تنظيم أسطول الصمود العالمي وائل نوار رفض الأسطول عرض سلطات الاحتلال الاسرائيلي على سفنه الرسو في ميناء عسقلان لتفريغ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددا على أن "القافلة تحمل فقط مساعدات إنسانية من أدوية وحليب أطفال تم تفتيشها مسبقا من قبل سلطات ومراقبين دوليين".
وقال :"إنه إذا كان فعلا الاحتلال لا ينوي التصعيد ولا الدخول في مواجهة مع الأسطول، فما عليه إلا أن يتركنا نصل إلى غزة ونسلم مساعداتنا الإنسانية إلى الهيئات الدولية الموثوقة وإلى الهيئا الطبية المؤهلة لاستلام الأدوية وحليب الأطفال".
وأوضح نوار أن "كل هذه المساعدات قد تم تفتيشها من قبل ثلاث موانئ وثلاث سلطات مختلفة، إضافة إلى برلمانيين وهيئات تفتيش مستقلة ونحن لا نحمل إلا حليب الأطفال والأدوية، ومستعدون لتفتيش جديد من جهة محايدة دولية على مشارف غزة"، مؤكدا "وجود تواصل مع المنظمات الإنسانية الدولية والمستشفيات التي ستستقبل المساعدات داخل القطاع".
وبسؤاله حول استهداف الأسطول بطائرات مسيرة قال : "بالنسبة للسفن فهي تواصل الإبحار الآن، وكل الطاقم والمشاركين بخير بالنسبة للسفن التي تعرضت لهجوم، هناك سفينة واحدة تمزق شراعها وهي بصدد الإصلاح لمواصلة الرحلة".
مؤكدا أن "الاستهداف تم بواسطة طائرات مسيرة هاجمت 11 سفينة، منها 9 بقنابل صوتية استهدفت الأشرعة، واثنتان بمقذوفات أحدهما مقذوف دخان، والآخر لم يتم تحديد طبيعته لأنه سقط في البحر".
فكرة انطلاق أسطول الصمود العالمي:
أسطول الصمود العالمي (واختصارًا GSF) هو مبادرة بحرية دولية بقيادة المجتمع المدني أُطلقت في منتصف عام 2025، بمشاركة سفن تحمل ناشطين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مساعدات إنسانية موجهة لسكان قطاع غزة الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية نتيجة الإغلاق البحري والجوي والبري الذي يفرضه كيان الاحتلال الاسرائيلي.
نشأت المبادرة في يوليو 2025، ونظمها تحالف أسطول الحرية، والمسيرة العالمية إلى غزة، وقافلة الصمود المغاربية، أثناء الحرب على غزة ويضم الأسطول أكثر من 50 سفينة، يشارك فيها آلاف المشاركين من أكثر من 44 دولة. 
وأكدت بيانات صدرت عن مرجعيات  متابعة، أن أسطول الصمود العالمي نتيجة جهد مشترك بين منظمات حقوقية وإنسانية دولية، جمعت بينها الرغبة في إيصال رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وإبراز معاناته أمام الرأي العام العالمي. وقد شارك في هذه الرحلات متطوعون، برلمانيون، وصحفيون، إضافة إلى ناشطين سلام من أوروبا، آسيا، إفريقيا، والأميركيتين.
نجحت بعض محاولات كسر الحصار الإسرائيلي قبل عام 2010، ولكن منذ ذلك الحين، تعرضت السفن لاعتراض أو مهاجمة من قبل القوات الإسرائيلية، وكان آخرها في يونيو/حزيران ويوليو /تموز، بالإضافة إلى سفينة أخرى تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة في مايو/أيار 2025.
ومن أبرز أهداف أسطول الصمود: أولا كسر الحصار البحري المفروض على غزة. وإيصال المساعدات الطبية والغذائية بشكل مباشر إلى الفلسطينيين، بالإضافة إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى الآثار الإنسانية الكارثية للحصار، وتأكيد مبدأ التضامن العالمي مع قضايا الحرية والعدالة.
لذلك يمثل أسطول الصمود العالمي منبرًا إنسانيًا يفضح السياسات الإسرائيلية أمام الرأي العام الدولي، ويكشف ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان. كما أنه يجسد إصرار الشعوب الحرة على الدفاع عن المظلومين، ويُظهر أن التضامن مع فلسطين لم يعد مقتصرًا على العرب، بل أصبح قضية إنسانية عالمية، بل ويُعد أسطول الصمود العالمي من أبرز المبادرات الإنسانية والشعبية الدولية التي سعت إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.