النهار الاخبارية - وكالات
انتشر مقطع فيديو للرئيس الأمريكي جو بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتحدث عن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع بقية دول العالم.
وقالت المواقع والحسابات التي نشرت الفيديو إن الرئيس الأمريكي سخِر من جميع الدول، قائلاً: "نحن نفعل ما نريد.. العالم بأكمله ليس سوى رقعة على جينزِنا"، فما حقيقة هذا التصريح؟ ولماذا أثار هذا الخطاب جدلاً واسعاً مُحرّضاً ردود فعل دولية؟
حقيقة تصريح بايدن
تداولت حسابات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مجتزأ من أحد خطابات جو بايدن الحديثة، وقالت هذه الحسابات إن بايدن أهان جميع الدول عندما اعتبرهم ليسوا أكثر من "رقعة" على الجينز الأمريكي، وأن لأمريكا أن تفعل ما تشاء.
لكن بالعودة إلى تصريح بايدن الرئيسي، نجد أن المقطع المجتزأ قد أُخِذ من زيارته الأخيرة (في 4 يناير/كانون الثاني 2023) لجسر برينت سبينس في ولاية كنتاكي، وكان هدف الخطاب الاحتفاء بمشروع تطوير الجسر الذي اعتبره الرئيس مشروعاً "تاريخياً"، وذلك بعد أيام من النجاح في الحصول على الموافقة على تمويل فيدرالي بقيمة 1.6 مليار دولار للمشروع.
وعند متابعة الخطاب بالكامل كما نُشر على موقع البيت الأبيض الأمريكي، نجد أن ترجمة التصريح المتناقل عن بايدن خاطئة، فقد قال إن العالم "ليس رقعةً على جينزنا"، ولم يقُل إن "العالم رقعة على جينزنا".
جاءت الفقرة المقتطع منها في أواخر الخطاب على الشكل التالي:
وتعني ترجمتها الحرفية: "قلت منذ زمنٍ بعيد -وأنا أعنيها- لم أكن أبداً، أبداً، بعمري، أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق أمريكا أكثر مما أنا عليه اليوم. أبداً، أبداً. لقد سافرت إلى أكثر من 140 دولة حول العالم. وكما كنت.. سأعيد صياغة عبارة من حيّي القديم: بقية الدول، العالم ليس "رقعة على جينزنا" إذا فعلنا ما نريد فعله وما نحتاج لفعله.
لم تكن المراهنة ضد أمريكا جيدةً يوماً.. وليس الأمر بأصحّ منه من اليوم".
إذاً التصريح المتداول في الحسابات العربية على وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح ومفبرك، لكن ما يعنيه بايدن بكلامه الأصلي في الخطاب؟
خطاب يثير البلبلة
جاءت الفقرة المذكورة من مقطع الفيديو المتداول عن جو بايدن في سياق مدح أمريكا والتأكيد على التفاؤل بشأن المستقبل الأمريكي وإنجازات هذا البلد، إلا أن المقطع أثار موجةً واسعةً من التعليق والاستفهام والتلميح حتى لدى وسائل الإعلام الأمريكية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكيين.
وتساءل العديد من المستخدمين عن المعنى الحقيقي وراء الفقرة المتداولة، فقد بدت الجمل غير متصّلة منطقياً بمعانيها، ولم يفهم الكثيرون ما معنى "إعادة الصياغة" التي تحدث عنها بايدن، وما هي العبارة الأصلية التي يقول أنه اقتبسها من "حيّه القديم".
وشكك عديدون بالسلامة العقلية للرئيس ومدى لياقته الذهنيّة الحالية مع تفكك الخطاب وعدم وضوحه، فيما أعاد آخرون تغريد المقطع فقط مع تعليقات مثل "ماذا؟" أو "ما الذي يقوله جو بايدن بحق الجحيم؟".
ومن أبرز المعلّقين على الخطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي استنكر تصريحات بايدن وتشبيهه بقية دول العالم بالرقعة على الجينز الأمريكي، مُضيفاً أن "مثل هذه التصريحات هي نوع من العودة إلى ثقافة حقبة الاستعمار (الأمريكية)، ودليل على أن الطبيعة الوحشية والروح الشبيهة بالفرعون مختبئة وراء الإيماءات الأمريكية الخادعة لدعم حقوق الإنسان وحقوق المرأة".