السبت 23 تشرين الثاني 2024

هل تتخلى تركيا عن الإخوان لتطبيع علاقاتها مع مصر؟

هل تتخلى تركيا عن الإخوان لتطبيع علاقاتها مع مصر؟
 يتودد النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان إلى مصر، سعياً للتقرب منها وإعادة بناء العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت قبل 8 سنوات، بعد أن شعر الرئيس التركي بفشل مشروعاته في منطقة الشرق الأوسط وتضييق الخناق عليه أمريكياً.
ويرى سياسيون أن مصر لديها شروط لاستئناف مسار العلاقات مع الجانب التركي، وعلى رأس هذه الشروط التخلي عن دعم الإرهاب وتنظيم الإخوان تماماً، حتى تثبت أنقرة جديتها في التفاوض والوصول إلى تطبيع كامل في العلاقات السياسية والدبلوماسية.
التخلي عن الإخوان
ووضع خبراء سياسيون سيناريو لمسار عودة العلاقات بين مصر وتركيا، وما هو المتوقع للخروج بنتائج إيجابية ترضي مصر أولاً حسب سياستها، وذلك بعد أن أبدت أنقرة رغبتها في عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية.
ومن جانبه قال المحلل السياسي التركي سين باغجي، إن تركيا ارتكبت خطأً سياسياً بدعم تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، وأدركت الآن أن التنظيم ليس لديه فرصة للوصول إلى السلطة مرة أخرى.
وبحسب صحيفة "زمان" التركية، أضاف باغجي أن كيفية التراجع عن سياسة دعم الإخوان الخاطئة على الملأ هي مشكلة أردوغان، وأضاف: "لا يمكن لتركيا رسمياً أن تقول إننا سوف نتخلى عن هذا الدعم، لن يقول أردوغان هذا رسمياً، ولكن ربما سوف يغير ببطء موقفه الرسمي المناهض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
فيما أكد الأميرلاي التركي المتقاعد جيم جوردينيز أن توجه مصر للعمل ضد أنقرة يعود إلى سياسات أردوغان القائمة على دعم الإسلام (السياسي) الموجه إلى جماعة الإخوان ، وقال: "عندما تترك تركيا السياسة الدينية (الإسلام السياسي)، أنا متأكد من أن العلاقات التركية المصرية ستكون أفضل".
وأضاف باغجي قائلاً: "مصر ليست مهتمة بذلك كثيراً، مصر تريد أن تظهر لشعبها أن تركيا أخطأت".
خطوة متأخرة
وتحدثت زعيمة الحزب الصالح ميرال أكشينار عن محاولات الحكومة التركية إعادة تطبيع العلاقات مع مصر، ولفتت أنّ هذه الخطوة تأخرت كثيراً وكان يجب أن تتمّ في وقت أبكر.
وقالت أكشينار في حوار لها مع موقع تي 24 التركي "نريد إقامة علاقات صحية ومستقرة مع جميع الدول"، وأشارت إلى أنّها ترفض هدر طاقات الدولة ومقدراتها على سياسات العداء والاستعداء.
وتابعت مُنتقدة سياسة حافة الهاوية التي يعتمدها أردوغان قائلة "إن استمرار حكم السيد أردوغان سيتطلب التحدث مع مصر وإسرائيل، وفي ذلك الوقت، لم تعد ساحة رابعة ولا غزة ولا ما في مرمرة مهمة للسيد أردوغان بعد الآن".
كما أضافت زعيمة الحزب الصالح أن صادرات تركيا إلى مصر انخفضت بسرعة بعد عام 2013، وقالت "لدينا خسارة في الصادرات تقارب 4 مليارات دولار، أي 30 مليار ليرة، هل كنا سنواجه هذه الخسارة؟ نشأ تحالف دبلوماسي واسع في ليبيا، مع مصر في المركز، وأضافت "لو لم تكن علاقاتنا مع مصر متوترة، فهل كان هذا التحالف لا يزال قائمًا؟ الجواب على كل هذه الأسئلة هو "لا". بسبب غضب أردوغان المراهق، ومواقفه الأنانية واستراتيجيته المشوهة التي جعلت من السياسة الخارجية مادة للسياسة الداخلية، فقد ضعف أمن دولتنا ولا يمكن حماية مصالح أمتنا".