الأحد 24 تشرين الثاني 2024

نقاش سعودي أمريكي حول شروط معاهدة دفاع مشترك

النهار الاخبارية - وكالات 
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023 إن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يتناقشون في شروط معاهدة دفاع مشترك من شأنها أن تشبه الاتفاقيات العسكرية القوية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع حلفائها المقربين اليابان وكوريا الجنوبية، وهو عنصر أساسي في دبلوماسية الرئيس بايدن عالية المخاطر لحمل السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب مسؤولين أمريكيين.

الصحيفة الأمريكية قالت إنه وبموجب الاتفاق، تتعهد الولايات المتحدة والسعودية بشكل عام بتقديم الدعم العسكري إذا تعرضت الدولة الأخرى لهجوم في المنطقة أو على الأراضي السعودية ووضع نموذج للمصطلحات على غرار المعاهدات في شرق آسيا، والتي تعتبر من بين أقوى المعاهدات التي أبرمتها الولايات المتحدة خارج اتفاقياتها الأوروبية.

اتفاق دفاع مشترك بين أمريكا والسعودية 
يقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يعتبر أن اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة هي العنصر الأكثر أهمية في محادثاته مع إدارة بايدن بشأن إسرائيل، ويقول المسؤولون السعوديون إن اتفاقية دفاع قوية من شأنها أن تساعد في ردع الهجمات المحتملة من قبل إيران أو شركائها المسلحين حتى مع قيام الخصمين الإقليميين بإعادة العلاقات الدبلوماسية، ويطلب الأمير محمد أيضاً من إدارة بايدن مساعدة بلاده على تطوير برنامج نووي مدني، والذي يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين أن يكون غطاءً لبرنامج أسلحة نووية لمواجهة إيران.


الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان/ رويترز
كذلك قالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه لا توجد حالياً مناقشات جادة بشأن وجود فرقة كبيرة من القوات الأمريكية في السعودية بموجب أي اتفاقية دفاعية جديدة.

قلق سعودي من التطبيع 
جدير بالذكر أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قد سبق أن كشفت في تقرير لها، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، أن المسؤولين في السعودية يشعرون بقلق بشأن موضوع التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، أو إجراء اتفاق مع الحكومة الحالية المتشددة، وأوضحت الصحيفة أن موقف الرياض يأتي على الرغم من ترويج أمريكا لاتفاق مع الرياض بشأن التطبيع.

الصحيفة قالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبر لمستشاريه عن "عدم استعداده للتطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، وأنه ليس حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بحسب ما نقلته عن تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

فيما نوه مسؤولون أمريكيون إلى أن أسلوبهم في تحقيق تقارب بين المملكة وإسرائيل لا يعتمد على نهج "تحقيق كل الشروط أو انعدام الاتفاق"، وأنهم يركزون على خطوات مؤقتة لتحقيق التقارب نحو التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل.

إلا أن الموقف الذي استعرضه تقرير "وول ستريت جورنال" يعكس "ما يبدو أنها أول مرة يقترح فيها مسؤول سعودي أن المملكة لن تتعدى تلك "الخطوات المؤقتة"، وأنها غير مستعدة للتوصل إلى اتفاق يشبه ما وقعته الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، في عام 2020″، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية. 


رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان-تعبيرية / رويترز
بينما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "وعلى الرغم من اعتراف المسؤولين الأمريكيين سراً بأن المعارضين للسيادة الفلسطينية، سيعقّدون الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تطبيع، فإن تقرير وول ستريت جورنال شكل أيضاً أول مرة تعبر فيها الرياض عن عدم ارتياحها للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع الحكومة الإسرائيلية الحالية". 

فيما قال مسؤولون أمريكيون لـ"وول ستريت جورنال" إن تفاصيل الاتفاق المرتقب قبل توقيع السعودية التطبيع مع إسرائيل قد يتم تحديدها خلال ما بين تسعة أشهر إلى 12 شهراً، لكنهم لم يؤكدوا أن التوقيع عليه قد يتم في الإطار الزمني ذاته، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية. 

مشروع أمريكا لدعم التطبيع مع إسرائيل
كما نقلت الصحيفة الإسرائيلية نفي البيت الأبيض "القاطع" للتقرير، وكان منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، نفى الأربعاء صحة التقارير بشأن اتفاق وشيك للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلاً إن المفاوضات لا تزال جارية بشأن هذا الأمر.

حيث قال كيربي في تصريحات صحفية: "سنواصل تشجيع السعودية على التطبيع مع إسرائيل، لأن ذلك يخدم مصالح المنطقة". وأضاف: "ليس هناك اتفاق حول حزمة من المفاوضات، ليس هناك اتفاق بشأن إطار عمل لوضع قواعد التطبيع أو أي اعتبارات أمنية أخرى تخصنا نحن أو أصدقاءنا في المنطقة". 


جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض/رويترز
المسؤول الأمريكي قال أيضاً إن "التقرير ترك انطباعاً لدى بعض الأشخاص، أن المفاوضات قطعت شوطاً أطول وأقرب للتأكيد مما هو عليه الحال فعلاً". 

فيما أوضح كيربي أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وجّه أرفع مستشاريه بالفعل "لبحث آفاق ما هو متاح عندما يتعلق الأمر بالسعي نحو تطبيع سعودي-إسرائيلي"، وأن "هناك التزاماً لدى الإدارة (الأمريكية) بمواصلة المحادثات والمحاولات للدفع بالأمور قدماً".