النهارالاخباريه- القدس
اختارت صحيفة "التايمز" البريطانية الشهيرة، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، الشقيقان الفلسطينيان محمد ومنى الكرد
ضمن قائمة الشخصيات الـ 100 الأكثر تأثيراً، إذ يعتبران أيقونة حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وقد برز اسمهما خلال الاعتداءات الأخيرة لقوات الاحتلال على المقدسيين، بعد أن تم اعتقالهما.
وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية، أنه "من خلال المشاركات على الإنترنت والظهور في وسائل الإعلام، أتاح الشقيقان محمد ومنى الكرد للعالم نافذة على العيش تحت الاحتلال في القدس الشرقية هذا الربيع، مما ساعد على إحداث تحوّل دولي في الخطاب" فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
أيقونة النضال الفلسطيني
تضيف الصحيفة، أنه "لأكثر من عقد من الزمان، تحارب عائلة الكرد مع العشرات من جيرانهم في حي الشيخ جراح ضد إمكانية إخلاء منازلهم قسرياً من قبل المستوطنين الإسرائيليين".
في مايو/أيار الماضي، امتدت التوترات في "الشيخ جراح" إلى البلدة القديمة المجاورة، حيث هاجمت القوات الإسرائيلية المصلين في المسجد الأقصى.
حدى محمد ومنى الكرد -اللذان احتجزتهما السلطات الإسرائيلية مؤقتاً هذا الصيف- الروايات الحالية حول المقاومة الفلسطينية من خلال المنشورات والمقابلات، وإضفاء الطابع الإنساني على تجارب جيرانهما والرد على الشائعات التي روجها الاحتلال الذي يزعم أن العنف كان في الغالب من قبل الفلسطينيين.
وصفت الصحيفة الشقيقين بأنهما يتمتعان "بشخصية جذابة وجريئة، وأصبحا من أكثر الأصوات شهرة لأولئك المهدَّدين بفقدان منازلهم في (الشيخ جراح) حول العالم".
احتفاء "فلسطيني" على تويتر وبيان "مزلزل" من "الكرد"
في أول رد له على تصنيف "التايمز" اعتبر محمد الكرد في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن هذا الاختيار "ربما يكون إيجابياً لمحورية القضية الفلسطينية"، لكنه اعتبر أن صناعة "الرموز- التي تختزل نضال شعب واحد في وجه واحد- لا تكفي لمناصرة الشعب الفلسطيني".
كما اعتبر أن "المطلوب تغيير جذري للمنظومة الإعلامية (التي تشمل "التايمز")؛ لإنهاء انحيازها للصهيونية".
على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى عدد كبير من المغردين باختيار محمد ومنى الكرد ضمن قائمة أكثر 100 شخص تأثيراً في العالم، معتبرين ذلك مفخرة لكل الفلسطينيين، وحكاية ملهمة للأجيال.
كما تمت الإشادة أيضاً بالرد الذي أصدره الأخوان على هذا التصنيف، ووصفه العديد من المغردين بأنه "مثال على الثبات وعدم الانحياز".
واجهتْ "يعقوب" فتم اعتقالها من بيتها
تُعد منى إحدى الناشطات الفلسطينيات المدافعات عن حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ويعد منزل عائلتها واحداً من بيوت عدة حصلت عليها 28 عائلة فلسطينية عام 1956، هُجِّرت إبان النكبة واستقرت في تلك المنطقة.
كان مقطع فيديو لمنى قد تصدّر شاشات وسائل الإعلام العربية والعالمية، عندما حاورت مستوطناً إسرائيلياً أقر باستيلاء إسرائيل على منازل الفلسطينيين في القدس عبر سرقتها.
كانت منى قد واجهت المستوطن يعقوب بجرأة، عندما قالت له إنه سرق منزلها، وقالت له: "يعقوب، أنت تعلم أن هذا ليس منزلك"، وردّ عليها المستوطن الذي كان يرتدي "القلنسوة" على رأسه، في أثناء وجوده بحديقة منزل الكرد: "إذا لم أسرقه أنا فسيسرقه أحدٌ آخر"، وأزعج هذا الرد منى، فصاحت: "ليس مسموحاً لأي شخص بأن يسرقه".
اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، منى الكرد من منزلها بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بعدما فتشوا غرف منزلها، واقتادوها إلى جهة مجهولة، قبل أن يسلم توأمها محمد نفسَه فيما بعد.
تبلغ منى من العمر 23 عاماً، وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل وجود الشرطة الإسرائيلية بمنزل منى، كما أظهرت لحظة وضع الأصفاد في يديها، وقالت لعائلتها وهي تخرج من المنزل: "تخافوش".