الخميس 28 تشرين الثاني 2024

ممثل الاتحاد الأوروبي في البوسنة يحذر من مخاطر تفكك البلاد


النهار الاخباريه وكالات
   نشرت صحيفة "الغارديان” تقريرا حصريا نقلت فيه تحذيرات الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي في البوسنة من مخاطر تفكك البلد.
وقال إن تسليح الانفصاليين الصرب لأنفسهم يهدد بعودة الحرب من جديد.
وجاء في التقرير الذي أعده محرر الشؤون الدولية جوليان بورغر قوله إن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي في جمهورية البوسنة والهرسك كريستيان شميدت حذر في تقرير قدمه للأمم المتحدة واطلعت عليه "الغارديان” من أن هناك منظورا "حقيقيا ” لعودة العنف وأن البلد يواجه خطرا محتوما لتفككه.
وقال إنه لو نفذ الانفصاليون الصرب تهديداتهم وأنشأوا جيشهم الخاص وقسموا الجيش الوطني إلى جيشين، فيجب إرسال مزيد من قوات حفظ السلام لمنع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة.
وتتولى في الوقت الحالي مهام حفظ السلام في البوسنة قوة من بقايا وحدة "إيفور” ومكونة من 700 جندي. ولدى الناتو حضورا من خلال مقرات له في سراييفو.
والتفويض لهذه القوات سينتهي في هذا الأسبوع بمجلس الأمن الدولي، لكن روسيا هددت لمنع قرار إلا في حالة تم حذف كل الإشارات للممثل الأعلى، بشكل يهدد من سلطة شميدت كمراقب لاتفاقية دايتون للسلام في عام 1995.
وفي تقريره، وهو الأول منذ توليه منصبه في آب/أغسطس، حذر شميدت وهو وزير سابق في الحكومة الألمانية من أن البوسنة تواجه "تهديدا وجوديا في مرحلة ما بعد الحرب”. ويهدد الزعيم الصربي ميلوراد دوديك بالانسحاب من مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش الوطني والذي أنشئ بدعم دولي على مدى ربع قرن. وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر قال إنه سيجبر جيش البوسنة الوطني على الانسحاب من جمهورية صرب البوسنة من خلال محاصرة ثكناته.
ولو حاول الغرب التدخل فلديه "أصدقاء” وعدوا بدعم القضية الصربية، في إشارة لصربيا وروسيا.
وقامت الشرطة الصربية بهجوم بتدريب لمكافحة الإرهاب من جبل جاهورينا، وهو المكان الذي قصفت منه قوات الصرب العاصمة سراييفو خلال حصارها ما بين 1992- 1995. وقال شميدت "هذا يصل إلى حد الانفصال بدون الإعلان عنه”.
وقدم المبعوث الأوروبي تقريره يوم الجمعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، وقال فيه إن تصرفات دوديك "لا تهدد السلام واستقرار المنطقة فقط ولكن قد تقود لو لم يتحرك المجتمع الدولي إلى تفكك اتفاقية السلام نفسها” أي اتفاق دايتون.
وقال الممثل الأعلى إن هناك إمكانية من حدوث مواجهات بين قوات حفظ الأمن الوطنية وشرطة صرب البوسنة.
وقال "لو انقسمت قوات البوسنة والهرسك إلى جيشين فهناك حاجة لإعادة تقييم الحضور الدولي”.
وأضاف أن "غياب الرد على الوضع الحالي سيعرض اتفاق دايتون للخطر في وقت سيؤدي عدم استقرار البوسنة والهرسك إلى تداعيات إقليمية واسعة” و "منظور حدوث انقسامات جديدة ونزاعات حقيقية”.
وقدم شميدت تقريره في وقت يقوم فيه مجلس الأمن بمراجعة سنوية لتفويض قوات حفظ السلام، إيفور والناتو وبتصويت سيتم يوم الأربعاء. وتهدد موسكو بمنع القرار إلا في حالة حذف كل الإشارات للممثل الأعلى. وعارض الكرملين تعيين مجلس تطبيق السلام
إيفور والناتو وبتصويت سيتم يوم الأربعاء. وتهدد موسكو بمنع القرار إلا في حالة حذف كل الإشارات للممثل الأعلى. وعارض الكرملين تعيين مجلس تطبيق السلام وهو هيئة دولية أنشئت لتطبيق مخرجات اتفاقية دايتون للسلام، وترفض موسكو الاعتراف به. وقال دبلوماسي على علاقة بالنقاشات "أشك في أن روسيا تريد تخفيض سلطة مكتب الممثل الأعلى من خلال منعه من تقديم إيجازات للمجلس”. وقال كيرت باسونر، المؤسس المشارك والزميل بارز في مجلس سياسة الدمقرطة ببرلين "يظهر أن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وافقوا بشكل فعلي على حذف الإشارات للممثل الأعلى والتي كانت لغة مضمنة وأساسية في القرارات السابقة”.
وأضاف "أن هذا وإن لن يقلل من الممثل الأعلى قانونيا إلا أنه يفعل ذلك سياسيا”. وحتى لو يتم تجديد تفويض إيفور إلا أن الدول الأوروبية ليست لديها الرغبة لزيادة عدد القوات الصغير في البوسنة. وهناك عدد من الدول الأعضاء مثل هنغاريا داعمة لدوديك. وقالت الباحثة البوسنية في العلوم السياسية ياسمين موجانوفيتش عن دوديك "أعتقد أنه مستعد للمقامرة، بإمكانية، على الرغم من أنها غير محتملة، وأنه قد يفلت من عمله من خلال خلق حقائق على الأرض وبسرعة معولا فكرة أن التشوش في سراييفو والمجتمع الدولي لن تقود إلى أي تداعيات دولية”.
وأخبر مساعد وزير الخارجية الأمريكي غابرييل إيسكوبار الكونغرس الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تعمل مع الاتحاد الأوروبي ” للتأكد من حصول تداعيات لأي من النشاطات غير القانونية والمزعزعة للاستقرار” في البوسنة. ولكن ليس من الواضح فيما إن كانت إدارة بايدن ستدعم عودة الناتو. وقالت أليدا فراشيك، من معهد "بوبيولاري” في البوسنة إن الأزمة المتفاقمة والدائمة تسمح للقادة بالتغطية على فشلهم للحكم "خرج دوديك عن طوره لكن القادة السياسيين يأملون بتحقيق نقاط من هذه الأزمة والمواطنون هم الخاسرون كما هو متوقع”. وقالت إن النقاش يأتي في وقت جيد، فهو يعطل كل النقاشات مثل حقيقة أن سراييفو تختنق من الغبار وأن الحكومات الإقليمية تختلس الأموال المخصصة لمكافحة كوفيد-19 وأن حصيلة القتلى في سراييفو أعلى مما كانت أثناء الحرب وأن نصف سكان البلد يعيشون في فقر وأنه لم يتم تمرير أي إصلاح وأن البرلمان لم يناقش قوانين منذ أشهر.