الأربعاء 25 أيلول 2024

ملك هولندا يعتذر رسمياً عن تورّط بلاده التاريخي في العبودية..

النهار الاخبارية - وكالات

اعتذر ملك هولندا، فيليم ألكسندر، السبت، 1 يوليو/تموز 2023، بشكل رسمي عن تورط بلاده التاريخي في العبودية، وما ترتب على ذلك من آثار حتى اليوم، وذلك في ذكرى إلغاء هولندا للعبودية وتحرير العبيد في المستعمرات السابقة قبل 160 عاماً.

وقال الملك الهولندي: "أقف اليوم أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصياً"، وتلى ذلك تصفيق من الحاضرين الذين كان من بينهم آلاف المتحدرين من عبيد في سورينام وجزر أوروبا.

أضاف ألكسندر أن "تجارة الرقيق والعبودية هما جريمة ضد الإنسانية. الملوك وحكام عائلة أورانج-ناسوا لم يقدموا على أي خطوة ضد ذلك". مضيفاً "أنا أطلب المغفرة عن عدم التحرك في يوم نحيي (ذكرى) العبودية في هولندا".

جاء الاعتذار كجزء من محاسبة أوسع من تاريخ الغرب الاستعماري، حفزتها حركة "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماترBlack Lives Matter) خلال السنوات الأخيرة، بحسب موقع "يورونيوز".

وأدلى الملك بهذا التصريح في أمستردام، تزامناً مع الذكرى الـ160 للإلغاء القانوني للعبودية في هولندا، بما يشمل المستعمرات السابقة في منطقة البحر الكاريبي.

وطالبت جماعات في العام الماضي بأن يتقدم الملك شخصياً بالاعتذار عن "الدور التاريخي" لهولندا في العبودية، بمستعمرة سورينام السابقة في‭ ‬الأول من‭‬‬ يوليو/تموز 2023، بالذكرى الـ160 لإلغاء الرق والاستعباد في المستعمرات الهولندية.

مطالبات سابقة باعتذار الملك
وجاءت تلك المطالبات آنذاك تعليقاً على تقديم رئيس الوزراء، مارك روته، اعتذاراً رسمياً عن تورّط بلاده السابق في العبودية، وذلك في خطاب بمدينة لاهاي، في 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، اعترف فيه بدور هولندا في العبودية "وبأوضح العبارات كجريمة ضد الإنسانية".

وأعرب روته عن أسفه؛ لأن "الدولة الهولندية سمحت وشجعت واستفادت من العبودية على مدى قرون"، ​​​​​​​مضيفاً أن "العبودية تسببت في معاناة كبيرة لا تزال تؤثر على حياة الناس اليوم، ولذلك أتقدم بالاعتذار باسم الحكومة الهولندية"، لافتاً إلى أنه "تم تسليع الناس واستغلالهم والاتجار بهم باسم الدولة الهولندية".

كما قال في خطابه آنذاك: "اليوم، أقدّم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عما قامت به الدولة الهولندية في الماضي: لجميع العبيد في جميع أنحاء العالم الذين عانوا من هذا النشاط، لِبناتهم وأبنائهم ولكل أحفادهم".

استعباد نصف مليون إنسان
وكان هذا الخطاب حول ضلوع هولندا في 250 عاماً من الاتجار بالبشر في المستعمرات السابقة منتظَراً بفارغ الصبر. في الوقت نفسه، بينما كان عدة وزراء هولنديين حاضرين في 7 مستعمرات سابقة "لمناقشة" القضية مع مواطنيها.

وكانت العبودية ألغيت في سورينام والمستعمرات الهولندية وفي بحر الكاريبي في الأول من تموز/يوليو 1863، ولكن معظم العمال من العبيد أُجبروا على مواصلة العمل في المزارع طيلة 10 سنوات إضافية.

يقدّر المؤرخون أن التجار الهولنديين نقلوا أكثر من نصف مليون إفريقي إلى الأمريكتين لاستعبادهم، معظمهم إلى البرازيل ومنطقة البحر الكاريبي.

ويفخر كثير من الهولنديين بتاريخ البلاد البحري وبنفوذها كدولة تجارية. ومع ذلك، لا يتعلم الأطفال سوى القليل عن الدور الذي لعبته في تجارة الرقيق كل من شركة الهند الغربية الهولندية، وشركة الهند الشرقية الهولندية، وكانتا مصدرين رئيسيين لثروات البلاد.

وعلى الرغم من اشتهار هولندا بالبعد عن التعصب، لا تزال العنصرية مشكلة كبيرة. إذ يشكو مواطنو جزر الأنتيل والهولنديون من أصول تركية ومغربية من مستويات كبيرة من التمييز في حياتهم اليومية، وأظهرت دراسات حديثة أنهم يواجهون معوقات كبيرة في أماكن العمل وفي سوق الإسكان.