الأحد 24 تشرين الثاني 2024

معارضة صربية تضرب عن الطعام للتنديد بتزوير الانتخابات

النهارالاخباريه وكالات
تخوض مارينيكا تيبيتش التي تعد من قادة المعارضة الصربية إضراباً عن الطعام للتنديد بتزوير الانتخابات التشريعية في الـ17 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مؤكدة رغم ما تبدو عليه من ضعف أنها تريد المضي قدماً حتى النهاية، على رغم الأخطار التي تهدد صحتها.
وتطالب هذه النائبة التي ترأس قائمة الائتلاف المعارض للرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي أعلن حزبه القومي اليميني الفائز الأكبر في عملية الاقتراع، بإلغاء الانتخابات، وبدأت إضراباً عن الطعام الإثنين مع ستة برلمانيين آخرين.
وقال حزبها السبت إن صحتها "في خطر"، وإنها مضطرة إلى تلقي حقن يومية، لكن مارينيكا تيبيتش ترفض التخلي عن معركتها.
وتقول المرأة البالغة من العمر 49 سنة "أحاول ألا أفكر في الأمر (الموت)، لا أعتبره تضحية، بل نضال ووسيلة للحفاظ على نفسي على قيد الحياة"، مشيرة إلى السرير الموقت الذي تمكنت من تجهيزه لنفسها على أحد مقاعد البرلمان في بلغراد.
وتضيف تيبيتش "الأطباء يحاولون إبقائي بوضع جيد لأطول فترة ممكنة، لأنه ليس لديَّ أي نية للاستسلام حتى يتم إسقاط هذه الانتخابات المزورة وحتى يعترفوا بوجود تزوير انتخابي، وما دام لم يتم الدفاع عن إرادة الشعب".
وتتابع المعارضة الصربية "تفاجأ الأطباء بأنني لم أعان من أي نوبات مرتبطة بالطعام والجوع، لكنني أعتقد أن الأمر كله يجري هنا"، مشيرة إلى رأسها، وتقول "يجب القيام بذلك ببساطة لرفع مستوى الوعي في صربيا وفي الخارج".
وأثارت الانتخابات كثيراً من الانتقادات بعدما ندد فريق مراقبين دوليين، يضم ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بسلسلة من "المخالفات"، بما في ذلك "شراء أصوات" و"حشو صناديق اقتراع".
وتظاهر مئات الأشخاص يومياً أمام اللجنة الانتخابية الصربية، بينما توالت الإدانات الدولية.
ووصفت ألمانيا التزوير المفترض بأنه "غير مقبول" بالنسبة إلى دولة تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما دعت واشنطن بلغراد إلى معالجة "مخاوف" مراقبي الانتخابات. وقال الاتحاد الأوروبي إن "العملية الانتخابية في صربيا تتطلب تحسينات ملموسة ومزيداً من الإصلاحات".
على رغم سيل الانتقادات لم يتزعزع الرئيس الصربي. وقال في خطاب متلفز الأحد "أريد أن أطلب من جميع المضربين عن الطعام ألا يفعلوا ذلك، يمكنهم تنظيم تظاهرات كل يوم، أنا معتاد على التظاهرات".
من جهته أعلن مكتب المدعي العام في صربيا أول من أمس السبت أنه طلب من الشرطة التحقيق في عديد من المخالفات المفترضة لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية لتوجيه اتهامات رسمية.
وقال مكتب المدعي العام في بلغراد في بيان إنه تم الإبلاغ عن عديد من المخالفات المفترضة، بما في ذلك حالات "فساد انتخابي" و"شراء أصوات".
كذلك، أفادت الشرطة الصربية الأحد عن تقديم 344 شكوى في المجمل يوم الاقتراع، مشيرة إلى أن المحققين وجدوا في 18 حالة مؤشرات على "أعمال إجرامية"، غير أن المراقبين الدوليين لفتوا أيضاً إلى معلومات عن "ناخبين يعيشون في الخارج تم إحضارهم بالحافلات من قبل الحزب الحاكم للتصويت في بلغراد".
وفي هذا السياق، تقول تيبيتش إن صاحب فكرة "إحضار الناخبين" هو الرئيس ألكسندر فوتشيتش. وتضيف "أعتقد أن صربيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد ظاهرة مهاجرين انتخابيين".
ورفض الرئيس هذه الاتهامات، مؤكداً أنه "سيدافع عن إرادة الشعب التي عبر عنها عبر صناديق الاقتراع".