السبت 23 تشرين الثاني 2024

مطالب بتجنيد المتدينين فوراً، وحاخام كبير يدعوهم للتمرد

النهار الاخباريه وكالات

أثار القرار "الدراماتيكي التاريخي"، بحسب ما وصفته القناة 12 الإسرائيلية، للمحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع، فرض التجنيد على المتدينين اليهود، غضباً واسعاً في المؤسسة الدينية والأحزاب اليمينية المؤيدة لها، حيث دعا حاخام كبير الحريديم للتمرد، فيما تدرس أحزاب مشاركة في الحكومة الانسحاب منها، وهو ما قد يؤدي لحلها. 

وأعادت المحكمة العليا الإسرائيلية قضية "تجنيد الحريديم" إلى وسط المسرح السياسي حينما أقرت الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2024، بالإجماع، وجوب تجنيد المتدينين اليهود في الجيش، ومنع المدارس الدينية من الحصول على تمويل حكومي إذا لم يلتحق طلابها بالخدمة العسكرية. 

هذا القرار تبعه إعلان المستشارة القضائية للحكومة بإلزام كافة الوزارات المعنيّة وعلى رأسها وزارتا المالية والحرب، بتجنيد قرابة 4 آلاف من الحريديم كخطوة أولى، ومن سيمتنع عن ذلك سيُعاقب عبر طرق عديدة من بينها سحب المخصّصات التي يحصل عليها كفرد أو كمؤسسة تعليمية.

وبهذا القرار تخسر المدارس الدينية بطواقمها وطلابها كل الامتيازات التي تمتعوا بها طوال عقود من الزمن من تمويلات ضخمة من ميزانية الدولة، وإعفاء من التجنيد الإجباري في الجيش، وأصبحوا مجبرين على الالتحاق بالجيش أو تصنيفهم كهاربين من الخدمة، وهو ما يعرّضهم للاعتقال. 

ويشكل "الحريديم" نحو 13% من عدد سكان إسرائيل، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة في المعاهد اللاهوتية، فيما يلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاماً بالخدمة العسكرية، فيما يثير استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلاً منذ عقود.

مطالب بتجنيد فوري 
من جانبه، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عدم تطبيق قرار المحكمة العليا بتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) "خيانة للجيش"، باعتباره أصبح قانوناً.

وقال لابيد في منشور على منصة إكس: "لقد تحدثت المحكمة العليا هذا الصباح، وكانت واضحة وحادة، بما في ذلك القضاة الأكثر تحفظاً: لم يعد هناك استثناء للحريديم".

وأضاف: "ابتداءً من هذا الصباح (الثلاثاء)، أصبح تجنيد اليهود المتشددين هو القانون، وعدم تطبيقه خيانة لجنود الجيش الإسرائيلي".
حاخام يدعو للتمرد 
على الطرف الآخر، وصف الحاخام موشيه مايا، وهو عضو منذ فترة طويلة في مجلس حكماء التوراة، حكم المحكمة العليا بالمخالف للشريعة اليهودية".

وقال الحاخام في مقابلة إذاعية محلية: "الشريعة تنص على أنه لا يُسمح لعضو المدرسة الدينية بالتجنيد في الجيش"، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".  

ودعا الحاخام مايا جميع المتدينين لرفض التجنيد والتمرد على قرار المحكمة. 
وأضاف: "إنهم يرتكبون خطأً كبيراً، لولا وجود أهل التوراة لكان هناك المزيد من القتلى، نصلي بالدموع من أجل ثلث الجنود، ومن أجل عودة المختطفين". 

ويعتقد رجال الدين اليهود والأحزاب الدينية المتشددة أن دولة الاحتلال ما زالت قائمة بسبب دورهم الديني وأدائهم الصلوات والدعوات المستمرة، وأن محاربتهم ستؤدي إلى هدم دولة إسرائيل. 

فيما قال وزير شؤون القدس مئير باروش وهو من حزب "يهودوت هتوراه": "قرار العليا سيقود لدولتين!". 
الانسحاب من الحكومة 
وتشير تقديرات مراقبين، إلى أن قرار المحكمة العليا سيكون له تأثير على حكومة بنيامين نتنياهو التي تضمّ أكبر حزبين دينيين وتسعى لتمرير قانون في الكنيست لمنح إعفاءات للمتدينين.

حيث أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن حزبي "شاس" و"يهودوت هتوراه" يعتزمان الانسحاب من الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو.