الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

مشروع “الحزام والطريق” الصيني “يتجمد” بعد حرب أوكرانيا..

النهار الاخبارية - وكالات 

يخطط الزعيم الصيني شي جين بينغ، لإقامة احتفال ضخم لمبادرته الخاصة بالبنية التحتية "الحزام والطريق"، فيما ستتغيب الدول الأوروبية تحديداً عن الاحتفال؛ وهو ما يعكس توتر العلاقات بين القارة والصين، بحسب ما كشفته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 29 يوليو/تموز 2023. 
كانت بكين تأمل ربط أوروبا بشبكتها من الحزام والطريق عبر روابط التجارة والنقل العالمية، لكن القادة الأوروبيين يتراجعون، ويشاركون واشنطن في حذرها من زيادة اعتمادهم الاقتصادي على الصين.

وتسبب الضيف البارز الوحيد الذي قال إنه سيحضر، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مزيد من تنفير القادة الأوروبيين، إذ تبنى كثيرٌ منهم موقفاً أشد تجاه الصين، بسبب دعمها لموسكو منذ بداية حرب أوكرانيا.

ووضعت بكين رؤيتها لمبادرة "الحزام والطريق" لضخ تريليون دولار في شبكات السكك الحديدية والطرق وخطوط الأنابيب والموانئ، التي من شأنها ربط آسيا بأوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وقبل خمس سنوات فقط، كانت الصين تسجل بسرعةٍ أعضاءً جدداً في مبادرتها من جميع أنحاء العالم النامي، وتحقق تقدماً بين الاقتصادات الغنية ذات العلاقات الوثيقة مع واشنطن- وضمن ذلك إيطاليا واليونان وجمهورية التشيك- بينما تصل البضائع إلى الموانئ الأوروبية والسكك الحديدية بتمويل من مبادرة الحزام والطريق.

حضور بوتين
ولكن الآن، تنأى العديد من هذه الدول بنفسها عن المشروع، حيث تسعى أوروبا إلى تقليل النفوذ الاقتصادي للصين في المنطقة.

ووفقاً لمسؤولين حكوميين كبار، لا يخطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولا المستشار الألماني أولاف شولتز ولا رئيسة وزراء إيطاليا حالياً لحضور منتدى الحزام والطريق هذا العام. 

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إنَّ سويسرا، المحايدة تاريخياً، والتي أرسلت رئيسها إلى القمتين الماضيتين، تنظر فيما إذا كانت ستشارك هذا العام.

وقد أبلغت اليونان، التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق في 2018، بكين بالفعل أنَّ رئيس وزرائها لن يحضر. وقال متحدثون باسم الحكومة إنَّ جمهورية التشيك، التي وقعت على المبادرة في عام 2015، لا تتوقع إرسال رئيسها أو كبار المسؤولين.

وقال نواه باركين، الذي يركز عمله على أوروبا والصين بشركة Rhodium Group للأبحاث: "في السنوات الماضية، تعاملت الدول الأوروبية مع [مبادرة الحزام والطريق] بعقل متفتح. لكن الآن، تغير السرد وصار يُنظَر إلى البرنامج إلى حد كبير، على أنه وسيلة لنشر النفوذ الصيني في الخارج".

وتشير الاستجابة الباهتة من أوروبا حتى الآن إلى مشهد عالمي أكثر تحدياً لطموحات شي الدبلوماسية. وإذا كانت الدول الأوروبية قد انجذبت سابقاً للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، فهي الآن تتنافس معها.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية في وقت سابق، أنَّ الرئيس شي دعا بوتين للحضور خلال زيارة رسمية، وقال الكرملين هذا الأسبوع، إنَّ بوتين سيشارك.

ويقول أشخاص مطلعون على الأمر إنَّ وجود بوتين جعل من المستحيل على الصين الحصول على التزامات بالمشاركة من الحكومات التي أدانت الغزو الروسي لأوكرانيا وفرضت عقوبات على موسكو.