الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية زار الصين سراً لتهدئة الأجواء

النهار الاخبارية - وكالات 

كشفت صحيفة Financial Times البريطانية، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023، أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، توجه إلى الصين خلال مايو/أيار الماضي، في زيارة سرية، مما يشير إلى مدى قلق البيت الأبيض حيال تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن.

إذ قالت خمسة مصادر مطلعة للصحيفة، إن بيرنز، الدبلوماسي الكبير السابق الذي يُعهد إليه عادةً بالمهام الخارجية الحساسة، قد سافر إلى الصين لإجراء محادثات مع المسؤولين.

تُعَدُّ هذه الرحلة هي الزيارة الأبرز بواسطة مسؤول في عهد إدارة بايدن، وتأتي بالتزامن مع ضغط واشنطن من أجل بناء تفاعلات رفيعة المستوى مع بكين.

وقد رفض البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية التعليق على الأمر. لكن أحد المسؤولين الأمريكيين قال إن بيرنز التقى مسؤولين في الاستخبارات الصينية خلال الزيارة.

وأوضح المسؤول الأمريكي: "في الشهر الماضي، سافر بيرنز إلى بكين والتقى نظراءه الصينيين، حيث شدد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة عبر القنوات الاستخباراتية".

وجرت مهمة بيرنز في الشهر نفسه الذي شهد لقاءً في فيينا بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية وانغ يي. ولم يعلن البيت الأبيض عن ذلك الاجتماع إلا بعد اختتامه.

كما كانت زيارة بيرنز هي الأعلى لمسؤولٍ أمريكي إلى الصين منذ زيارة نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، لتيانجين في يوليو/تموز عام 2021.


بينما قال عدد من الأشخاص المطلعين على الوضع، إن بايدن أرسل بيرنز إلى الكونغرس العام الماضي؛ في محاولةٍ لإقناع رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي، بعدم زيارة تايوان.

يحاول البيت الأبيض تدشين الاتصالات المتبادلة مع الصين عقب فترة الاضطراب الأخيرة، التي بدأت في فبراير/شباط إثر تحليق منطاد تجسس صيني محتمل فوق أمريكا الشمالية.

وقال بايدن إنه يتوقع "انفراجةً" وشيكة في العلاقات، دون تقديم أي تفاصيل. يُذكر أن بيرنز قد سافر إلى الصين قبل إدلاء بايدن بتصريحه خلال قمة السبع في هيروشيما.

من ناحيته، قال المسؤول السابق في الشأن الصيني داخل البيت الأبيض، بول هاينلي، إن إحدى مميزات زيارة بيرنز تتمثل في كونه يحظى باحترام الديمقراطيين والجمهوريين، فضلاً عن كونه معروفاً لدى المسؤولين الصينيين.

وأردف هاينلي، الذي يُدير حالياً مركز أبحاث Carnegie China: "إنهم يعرفونه باعتباره من المحاورين الموثوقين. وسيرحبون بفرصة التعامل معه بهدوء خلف الكواليس. وسيرون في التفاعل السري الهادئ مع بيرنز فرصةً مثالية".

يُذكر أن بيرنز يُعتبر على نطاقٍ واسع، من أكثر الشخصيات الموثوقة داخل الحكومة الأمريكية، بينما تأتي رحلته استكمالاً لتقاليد إرسال مديري الوكالة في المهام الحساسة.