الأحد 6 تشرين الأول 2024

ماكرون وتبون يعلنان عن”آفاق واعدة” للعلاقات بين فرنسا والجزائر

النهار الاخباريه وكالات
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، يسعى من خلالها إلى طي صفحة القطيعة و"إعادة بناء" علاقات لا تزال مثقلة بأعباء فترة الاحتلال والتحرر في الجزائر. 
من جانبه، رحّب الرئيس  الجزائري، عبد المجيد تبون، بالمحادثات "البناءة" و"الصريحة" مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، معرباً عن أمله في أن تساهم في "رسم آفاق واعدة" للعلاقات بين البلدين. 
فيما أعلن ماكرون إنشاء لجنة مشتركة تضم مؤرخين من البلدين لدراسة الأرشيفات حول الاستعمار وحرب الاستقلال. كما شدد ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تبون، بعد اجتماع مطول جمعه به في مستهل زيارته للجزائر، على ضرورة التركيز على تحديات المستقبل.
خلال المؤتمر الصحفي، قال ماكرون: "لدينا ماض مشترك معقد ومؤلم"، وقد "قررنا معاً" إنشاء "لجنة مؤرخين مشتركة" من أجل "النظر في تلك الفترة التاريخية بالكامل… منذ بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، بدون محظورات". وأضاف: "نعيش لحظة فريدة آمل أن تسمح لنا بالنظر للمسألة بتواضع وصدق". 
كما شدد الرئيس الفرنسي على أن "ما نريد فعله هو بناء المستقبل، فنحن لم نختر الماضي"، مضيفاً: "لدينا مسؤولية بناء مستقبلنا نحن وشبابنا". 
وتابع ماكرون: "بناء المستقبل يعني النظر معاً إلى مستقبلنا… أن نساعد الشباب الجزائري والفرنسي على النجاح".
من جهته، أشاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بالمحادثات التي أجراها مع ماكرون، حيث قال تبون إن النقاشات "البناءة" و"الصريحة" مع ماكرون "تنم عن مدى خصوصية العلاقات" بين البلدين وتمكن من "رسم آفاق واعدة" لها من خلال "خطوات مدروسة وجدول زمني".  
"توجه جديد في العلاقات"
وأكد الرئيس الجزائري أنه تم الاتفاق على "توجه جديد" في العلاقات يقوم على "مبادئ الاحترام والثقة". 
ولفت إلى أنه سيتم "تكثيف وتيرة تبادل الزيارات"، معرباً عن أمله في أن "تفتح آفاقاً جديدة في علاقات الشراكة والتعاون". 
وأعلن تبون عن تكثيف عمل عدد من اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين من أجل "تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تحقيق أهداف شعبينا وبلدينا". 
كما أوضح أن المحادثات شملت مواضيع الذاكرة والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي، إضافة إلى مناقشة الأوضاع الإقليمية، "خصوصاً الوضع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية".  
زيارة مهمة لماكرون 
وحط الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الرحال بالجزائر في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تهدف إلى طي صفحة القطيعة و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي. وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر في 1962.
ويرافق ماكرون وفد كبير يضم سبعة وزراء، وحطّت طائرة ماكرون في مطار هواري بومدين بالعاصمة حيث استقبله نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أن يتجه الرئيسان إثر ذلك إلى مقام الشهيد الذي يخلد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962)، قبل مأدبة عشاء في القصر الرئاسي.
يلتقي ماكرون أيضاً رواد أعمال جزائريين شباباً قبل أن يتوجه إلى وهران الواقعة في الغرب، وهي ثاني مدن البلاد المشهورة بروح الحرية التي جسدتها موسيقى الراي في الثمانينيات. 
وتعتبر هذه الزيارة للجزائر هي الثانية لماكرون بعد توليه الرئاسة، حيث ترجع زيارته الأولى إلى ديسمبر/كانون الأول 2017 في بداية ولايته الأولى. وقد بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسي شاب وُلد بعد عام 1962 وتحرر من ثقل التاريخ، ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، في تصريحات أدلى بها أثناء زيارة للجزائر سبقت توليه الرئاسة خلال فبراير/شباط 2017.