النهار الاخباريه. وكالات
شدَّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، على أن الجيش الفرنسي سيواصل القتال ضد تنظيم الدولة (داعش) في العراق "أياً كانت الخيارات التي يتخذها الأمريكيون"،
تصريحات ماكرون جاءت في القمة التي عُقدت لزعماء المنطقة في بغداد، وقد تطرق في كلمته أيضاً إلى التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي نفذها تنظيم الدولة في أفغانستان، وقال إن فرنسا ستستمر في نشر قواتها في الشرق الأوسط حتى لو غادرت الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة سحبت تدريجياً آلاف الجنود من البلاد، وفي الشهر الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "العمليات القتالية" ضد داعش ستتوقف بحلول نهاية هذا العام، ما أثار مخاوف من استغلال التنظيم لهذا الفراغ.
وفي وقت سابق، قال ماكرون لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: "نعلم جميعاً أنه ينبغي ألا نخفِّف حذرنا؛ لأن تنظيم داعش لا يزال يشكِّل تهديداً. وأنا أعلم أن محاربة هذه المجموعات الإرهابية من أولويات حكومتكم".
من جهة أخرى، التقى ماكرون أمس 29 أغسطس/آب قواتٍ خاصة فرنسية يُفترض أنها منتشرة في العراق للقتال ضد داعش، وزار أيضاً الموصل، التي كانت معقلاً للتنظيم حتى عام 2017.
يُشار إلى أن تنظيم داعش كان قد هُزم في آخر بؤره في سوريا في مارس/آذار 2019، وبعدها بسبعة أشهر، قتلت غارة شنتها القوات الأمريكية زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
مع ذلك، تشير تقديرات إلى بقاء آلاف المسلحين في العراق وسوريا، حيث يشاركون في عمليات منخفضة المستوى ضد قوات الأمن والمدنيين. وفي واحدة من أشد الهجمات دموية مؤخراً، قتل انتحاري الشهر الماضي 35 شخصاً وأصاب أكثر من 50 شخصاً آخرين في انفجار بأحد أسواق بغداد عشية عيد الأضحى.
من جانبه، قال الكاظمي إن العراق وفرنسا، اللذين شاركا في تنظيم قمة السبت 28 أغسطس/آب: "شريكان رئيسيان في الحرب على الإرهاب".
وينتشر نحو 2500 جندي أمريكي في العراق الآن، وهو نصف العدد الذي كان منتشراً هناك العام الماضي قبل أن يسلِّم الجيش الأمريكي عدة قواعد عسكرية تابعة له إلى الجيش العراقي في الفترة الماضية.
فرنسا العراق أمريكا
قوات أمريكية في العراق
ويقال إن جميع الأنشطة الأمريكية تقريباً باتت منصبَّة على تدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، خاصة قوات مكافحة الإرهاب. ويُرجح أن تبقى القوات الأمريكية للاضطلاع بهذه الأدوار حتى بعد الموعد المحدد لإنهاء العمليات القتالية.
أما فرنسا، فلديها 800 عسكري في العراق يشاركون في مهمات التدريب والدعم، فيما تنشر بريطانيا نحو 100 جندي في البلاد. ونفَّذت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية ضربات مشتركة ضمن تحالفهم ضد داعش منذ عام 2014، عندما طلبت الحكومة العراقية عودة القوات الأمريكية.
مع ذلك، تصاعدت المطالبات من سياسيين عراقيين بانسحاب جميع القوات الأمريكية، خاصة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم الميليشيات العراقية الموالية لإيران أبو مهدي المهندس، في قصف لطائرة أمريكية بلا طيار في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، اتهمت الولايات المتحدة ميليشيات شيعية بتنفيذ مئات الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيَّرة على القواعد العسكرية الأمريكية التي تستضيف قوات التحالف.
ووصف بايدن المؤتمر الذي عُقد في بغداد يوم السبت بأنه مؤتمر رائد، وقال إن "هذا النوع من الدبلوماسية أهم الآن أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع السعي لتخفيف التوترات… في مختلف مناطق الشرق الأوسط".
وشملت الموضوعات الأخرى التي نُوقشت في مؤتمر بغداد: "التعاون والشراكة" بين البلدان المشاركة، والجفاف في الإقليم، والحرب في اليمن، والأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في لبنان.
قمة بغداد
واستضاف العراق، السبت، مؤتمراً لـ"التعاون والشراكة" أبرز المشاركين فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وضمّ عدداً من الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية، كما طغت عليه التطورات في أفغانستان.
من جانبها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "مصادر من محيط رئيس الوزراء" تأكيدهم أن القمة تهدف إلى منح العراق "دوراً بناءً وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة". لكن العراق هو ذاته يعاني من أزمات مرتبطة بسياسات تلك الدول في العراق.
ويأمل العراق في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي