النهار الاخبارية - وكالات
شوهدت سحابة ذات شكل غريب صباح الخميس الماضي، 19 يناير/كانون الثاني 2023، في سماء مدينة بورصة شمال غربي تركيا، ما جذب انتباه المواطنين الذين انتهزوا الفرصة والتقطوا لها صوراً ساحرة بهواتفهم المحمولة.
بقيت السحابة التي شوهدت من مناطق كيستل وجورسو ويلديرم وعثمان غازي ونيلوفر محافظةً على شكلها لمدة ساعة تقريباً، قبل أن تبدأ بالتلاشي.
ما سرّ الشكل الغريب لهذه السحابة، هل هناك اسم يُطلق لها؟ وكيف تتشكل؟
سر السحابة الغريبة التي ظهرت في بورصة
وفقاً للمعلومات التي تمت مشاركتها على موقع المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية، فإنّ هذا النوع من السحب يطلق عليه اسم "السحابة العدسية"، وفقاً لما نقلته صحيفة Daily Sabah التركية.
من جهتها، بيّنت صحيفة Daily Mail البريطانية، أنّ هذا النوع من السحب العدسية يتشكل عندما يكون الهواء مستقراً، وتهب الرياح عبر التلال والجبال من نفس الاتجاه أو ما شابه، على ارتفاعات مختلفة عبر طبقة التروبوسفير.
واشتق اسم الغيوم العدسية من الكلمة اللاتينية "Altocumulus lenticularis"، والتي تُترجم إلى "مثل العدسة".
وهي معروفة بمظهرها المنحني الذي يشبه الصحن الطائر، وعادة ما توجد على ارتفاعات تتراوح بين 6400 و16500 قدم (1950 – 5000 متر).
والغيوم العدسية هي علامة مرئية على وجود موجات جبلية في الهواء، وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية الأمريكية، فعندما يهب الهواء عبر سلسلة جبال، في ظروف معينة، يمكن أن ينشأ قطار من الموجات الكبيرة الدائمة في الهواء في اتجاه مجرى النهر، مثل التموجات المتكونة في نهر عندما يتدفق الماء فوق عائق.
إذا كانت هناك رطوبة كافية في الهواء فإن الحركة الصاعدة للموجة ستؤدي إلى تكثف بخار الماء، مشكلاً المظهر الفريد للسحب العدسية.
وأضافت الصحيفة أن السحابة تشبه إلى حد كبير الشكل التقليدي للأطباق الطائرة في الخيال العلمي، ويُعتقد أن السحب العدسية الحقيقية هي أحد التفسيرات الأكثر شيوعاً لمشاهدة الأجسام الغريبة في جميع أنحاء العالم.
في حين توقعت شبكة Fox Weather الأمريكية، أن يكون هذا النوع من السحب هو إشارة إلى هطول الأمطار في اليوم أو الأيام التالية، مع إشارة إلى ازدياد الرطوبة قبل العاصفة القادمة.
أنواع السحب الغريبة الأخرى
يمكن أن تكون السحب الرقيقة أو السحب الركامية الرقيقة الكرتونية باردة بدرجة كافية من تلقاء نفسها، لكن في بعض الأحيان تشهد تشكيلاً يبدو بشكل مخيف مثل جسم غامض، أو موجة المحيط المتكسرة، هذه السحب وغيرها من الغيوم غير العادية لها أسماء أيضاً، وفقاً لمجلة Mental Floss الأمريكية.
1- سحابة الثقب
سحابة الثقب، أو كما يطلق عليها Fallstreak Hole، هي فجوة كبيرة بين السحب، عادة ما تكون دائرية أو بيضاوية الشكل، يمكن أن تظهر في السحب الركامية، وتحدث بسبب الماء فائق البرودة في السحب الذي يتبخر أو يتجمد فجأة، ويمكن أن تنجم عن مرور الطائرات أيضاً.
سحابة الثقب
2- غيوم كيلفن هيلمهولتز
تشبه غيوم Kelvin–Helmholtz موجات المحيط، وتحدث عندما تتحرك الطبقة العليا من الغيوم بمعدل أسرع من الطبقة السفلى.
عندما تكون الطبقة السحابية العليا أكثر دفئاً من الطبقة السفلية، فإنها أيضاً أقل كثافة، ويمكن أن تتحرك على طول أسرع من السحابة الأكثر برودة والأكثر كثافة بالأسفل. يؤدي عدم الاستقرار الناتج عند الحدود إلى ارتفاع الحافة العلوية للطبقة السفلية أثناء تحركها للأمام حتى تتجعد، تماماً مثل انكسار الموجة.
غيوم كيلفن هيلمهولتز
3- السحابة الملفوفة
السحب الملفوفة Roll Cloud هي غيوم قوسية طويلة ومنخفضة وأنبوبية، يمكن أن تمتد لمئات الأميال.
مثل غيوم Kelvin-Helmholtz، تحدث عندما يكون هناك هواء دافئ فوق هواء بارد- يُعرف بالانعكاس- وتشير إلى عدم الاستقرار، وهذه الحالة غالباً ما تكون بسبب عاصفة رعدية.
السحب الملفوفة نادرة للغاية، والمكان الوحيد الذي يمكنك أن تشاهدها فيه هو في Cape York في أستراليا.
بالنسبة لسبب تناسقهما هناك لا يزال هناك بعض الغموض، لكن يعتقد العلماء أن الأمر يتعلق بالاصطدام الروتيني لنسيم البحر، الذي يتحرك شرقاً عبر الرأس من خليج كاربنتاريا، ونسيم البحر القادم غرباً من بحر المرجان.
السحابة الملفوفة
4- سحابة أندولادوس أسبيراتوس
سحابة أندولادوس أسبيراتوس Asperitas هي غيوم شبيهة بالموجات واضحة المعالم في الجانب السفلي من السحابة، أكثر فوضوية وبتنظيم أفقي.
تتميز Asperitas بموجات موضعية في قاعدة السحابة، إما ناعمة أو مرقطة، وتنزل أحياناً إلى نقاط حادة، كما لو كنت تشاهد سطحاً خشناً من الأسفل.
يمكن أن تؤدي المستويات المتنوعة من الإضاءة، وسماكة السحابة، إلى تأثيرات بصرية مثيرة، وفقاً لما ذكرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية Cloud Atlas.
سحابة أندولادوس أسبيراتوس
5- السحب القزحية
السحب القزحية Cloud iridescence التي تعرف أيضاً باسم غيوم اللؤلؤ، هي نوع من سحابة الستراتوسفير القطبية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تتشكل في طبقة الستراتوسفير عندما تكون درجات الحرارة أقل من درجة التجمد، لذا فهي محصورة في الغالب في مناطق القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
تحيد بلورات الجليد في السحب الصدفية موجات الضوء، ما يخلق عرضاً رائعاً للألوان عبر السماء.
صحيح أن هذه السحب جميلة المظهر، لكن الخبر السيئ للبيئة هو أن الأبحاث أظهرت أن سحب الستراتوسفير القطبية تنشط الكلور، في مركبات مثل الكربون الكلوروفلوروكربوني، وهو غاز دفيء من صنع الإنسان، تم استخدامه في المبردات ومحاليل التنظيف، وهذا الكلور يدمر طبقة الأوزون، التي هي جزء من الستراتوسفير.