النهار الاخبارية - وكالات
تعهّد مؤتمر المانحين في بروكسل لدعم متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، الإثنين 20 مارس/آذار 2023، بتقديم نحو 7 مليارات يورو لصالح المتضررين، وذلك بحسب ما أعلنه أولف كريسترسون، رئيس الوزراء السويدي، في ختام المؤتمر الذي تنظمه المفوضية الأوروبية والسويد التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.
وأكد كريسترسون أن منكوبي الزلزال ليسوا وحيدين أمام هذه الكارثة التي حلت بهم، مشدداً على أهمية المساعدات المقدمة لهم.
بدورها، أعربت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، عن سعادتها بتضامن المجتمع الدولي مع منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا، مشيرة إلى أن مؤتمر المانحين، "بداية في طريق تضميد جراح المنكوبين".
وفي 6 فبراير/شباط 2023، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان متتاليان بقوة 7.7 و7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
تضامن كبير مع تركيا
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أنقرة لن تنسى مساعدات المجتمع الدولي للمتضررين من الزلزال، وذلك في تصريحات ألقاها خلال مشاركته، الإثنين، في المؤتمر نفسه.
وأوضح تشاووش أوغلو أن حجم الدمار الذي خلَّفه الزلزال يقدّر بـ103.5 مليار دولار، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي أبدى تضامناً كبيراً مع تركيا من خلال إرسال المساعدات الإنسانية وفرق البحث والإنقاذ اعتباراً من الساعات الأولى للزلزال.
وأشار الوزير التركي إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا لم يؤثر سلباً على المواطنين الأتراك فحسب، بل طالت تأثيراته السلبية نحو 1.7 مليون سوري يعيشون في تلك المناطق.
كما لفت إلى أن إعادة إعمار المدن والمناطق المنكوبة بدأت فعلياً، وأن المدن التي سيتم إنشاؤها ستكون مقاومة للزلازل والكوارث الطبيعية، وتابع قائلاً: "سننشئ مدناً ذكية تضمن عودة السكان إلى مناطقهم، وستتم إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة من الزلزال".
أردوغان يشكر التضامن الدولي
وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر المانحين، بكلمة ألقاها عبر الفيديو، وقال إن الدمار الذي خلَّفه الزلزال يقدر بـ104 مليارات دولار، مبيناً أنه لا يمكن لدولة أن تكافح بمفردها كارثة بهذا الحجم.
وأوضح أردوغان أن عدد الأبنية غير الصالحة للسكن في 11 ولاية بمنطقة الزلزال يبلغ 298 ألفاً، مضيفاً: "سنقوم بإعادة بناء وإحياء جميع مدننا التي دمرها الزلزال ببنيتها التحتية والفوقية وأماكنها التاريخية والثقافية".
وأكد أن بلاده ستواصل توفير التسهيلات اللازمة من أجل نقل مواد المساعدات الإنسانية القادمة من دول أخرى إلى المتضررين من الزلزال في سوريا.
كما أثنى أردوغان على التضامن الدولي قائلاً: "لن ننسى إطلاقاً التضامن الذي أبداه جميع أصدقائنا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية في هذه الأيام الصعبة".
السوريون تضرروا من الزلزال
في سياق متصل، وصف المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات جانيز لينارتشيتش، الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بأنه "واسع ومدمر"، وذلك في كلمة ألقاها ببروكسل على هامش مؤتمر المانحين.
وقال لينارتشيتش: "كانت كارثة كبيرة جداً، ذهبت إلى غازي عنتاب بعد أيام من الزلزال، الدمار الكبير كان محزناً جداً، ويستوجب مساعدات طارئة، ولم يتضرر منه الأتراك فحسب، بل أيضاً السوريون الذين يعيشون في المنطقة، رأيت ذلك بأم عيني".
ومشيراً إلى أنّ سوريا شهدت حرباً على مدار الأعوام الـ12 الماضية، جعلت أكثر من 15 مليوناً فيها بحاجة للمساعدة، وأضاف أن الزلزال الذي أعقب كل هذا "ترك تأثيراً لا يمكن وصفه".
من جانب آخر، أشار مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر، إلى أنّ الشعبين التركي والسوري "عاشا أحلك اللحظات بعد الزلزال"، وقال: "الزلزال دمر في ثوانٍ معدودة كل شيء، كثير من المنازل في تركيا دمرت، وفي سوريا 500 ألف شخص أصبحوا بدون مأوى".