غادرت شركة لوكهيد مارتن الأميركية الاثنين قاعدة بلد الجوية التي تضم طائرات "إف-16" التابعة لسلاح الجو العراقي، على ما أفاد مسؤولون عسكريون وكالة فرانس برس، بعد عدة هجمات صاروخية يبدو أن السلطات غير قادرة على وقفها.
كانت السلطات العراقية قد أرسلت مستشارها للأمن القومي قاسم الأعرجي الأسبوع الماضي إلى القاعدة لطمأنة الطواقم المتواجدة فيها، بعد أيام قليلة من إصابة متعاقد أجنبي بهجوم صاروخي استهدف القاعدة.
لكن مسؤولا عسكرياً عراقياً رفيع المستوى قال لفرانس برس إن "طواقم الشركة غادرت بالفعل صباح الاثنين، ويضم الفريق 72 فنياً متخصصاً من شركة لوكهيد مارتن"، فيما أكّد مصدر عسكري آخر أيضاً مغادرة الفريق للقاعدة.
وأوضح المسؤول الأول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أن "الفريق الفني المسؤول عن صيانة طائرات إف-16 غادر قاعدة بلد إلى أربيل" عاصمة إقليم كردستان التي كانت تعدّ أكثر أمناً من بقية المناطق العراقية.
إلا أن أربيل شهدت مؤخراً توترات أمنية دفعت واشنطن إلى نشر بطاريات دفاع جوي من نوع "سي-رام" وصواريخ باتريوت، على غرار ما فعلت في بغداد لحماية قواتها ودبلوماسييها.
وفي منتصف نيسان/أبريل، شنت مجموعات موالية لإيران هجوما بطائرة مسيرة على مطار أربيل الدولي حيث تتمركز مجموعة كبيرة من الجنود الأميركيين.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي لوكالة فرانس برس إن "لوكهيد مارتن ستستمر في تقديم المشورة للقوات الجوية العراقية، حتى من مسافة بعيدة، لأننا ملزمون بعقد لا يمكن مخالفته".
ومنذ بداية العام، استهدفت خمس هجمات صاروخية على الأقل قاعدة بلد حيث تتمركز شركات أميركية أخرى بما في ذلك ساليبورت، أصيب إثرها ما لا يقل عن ثلاثة متعاقدين أجانب وعراقي واحد يعمل في بلد.
ونادراً ما تتحمل أي جهة المسؤولية عن تلك الهجمات، لكن تتبناها أحياناً مجموعات غير معروفة تعتبر واجهة في الواقع للفصائل المسلحة الموالية لإيران، كما يرى خبراء.
ومطلع أيار/مايو، ندد مكتب المفتش العام في البنتاغون بـ"زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الموالية لإيران" في الربع الأول من عام 2021.
وقد سبق أن أشار في تقريره إلى أن هذه الزيادة "تسببت في مغادرة مؤقتة للمتعاقدين الثانويين الأميركيين المنتشرين لدعم برنامج صيانة طائرات إف -16 في العراق".
وجهزت الولايات المتحدة الأميركية العراق بـ 34 طائرة "إف-16"، وجميعها متمركزة في قاعدة بلد، وقامت بتدريب طيارين، فيما تؤمن العديد من الشركات الأميركية صيانتها.