الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

قادة أحزاب صهيونية يمينية: وقف إطلاق نار من دون شروط أمر شائن

أفيغدور ليبرمان يقول في معرض الانتقادات لنتائج العدوان الإسرائيلي الأخير:"نرى، للأسف، سيطرة حماس على جزءٍ من الشارع العربي داخل إسرائيل. ولأوّل مرةٍ تمكّنت حماس من تشكيل جبهة داخلية داخل دولتنا".
رصدت وسائل إعلام إسرائيلية ردود أفعال مجموعة من قادة الأحزاب الصهيونية اليمينية، بعد إعلان وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وكانت في مجملها منتقدة لهذا الاتفاق الذي وصفته بـ"المشين" و"الإذعان الخطير للإرهاب".
القناة "12" الإسرائيلية توجهت إلى كل الوزراء لسماع تعليقهم وموقفهم من وقف النار وكان جوابهم أنهم مُنعوا من إبداء أي موقف. وذكر الإعلام الإسرائيلي أنه "في الجولة المقبلة قد تكون حماس وحزب الله معاً وقد تدك حماس تل أبيب كما دكت عسقلان".
رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد لفت إلى أن "مواطني إسرائيل تلقوا نيراناً كثيفة ولم يحصلوا في المقابل على أي إنجاز واقعي".
فيما اعتبر رئيس حزب أمل جديد غدعون ساعر أنه "مع الاستخبارات وسلاح الجو الافضل في العالم نتنياهو نجح في النفاذ (الخلاص) من حماس. وقف إطلاق نار من دون شروط أمر شائن".
أما رئيس حزب " عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) وعضو الكنيست، إيتامار بن غافير، تطرق إلى وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية، وأقره المجلس الوزاري المصغر السياسي – الأمني، حيث قال: "وقف إطلاق النار المُشين هو إذعان خطير للإرهاب ولإملاءات حماس. إنها ليلة صعبة على دولة إسرائيل، وعلى الردع الإسرائيلي".

وتطرق رئيس حزب "هتسيونيت هدتيت" (الصهيونية الدينية) وعضو الكنيست، بتسلال سموتريتش، إلى "مزاعم حماس ومفادها أنها تلقّت ضمانات بأن ترفع إسرائيل يدها عن حي الشيخ جراح وعن جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وإلى نفي مصادر صهيونية لذلك، فإذا كان كذباً فإني أتوقّع صباح اليوم رؤية جبل الهيكل مفتوحاً أمام اليهود. أيُّ شيءٍ آخرَ سيُثبت لشديد الأسف أن حماس قالت الحقيقة، والمصادر في إسرائيل كذبت".  
وهاجم رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا) ، أفيغدور ليبرمان، بشدة وقف القتال في غزة في مقابلة في النشرة الرئيسية للقناة "12" العبرية، واتهم نتنياهو بأنه استغل هذه العملية في غزة لتحقيق أغراض سياسية. وقال ليبرمان إن "المستوى السياسي فشل"، موضحاً أن "الشيء الأكثر إثارة للقلق في هذه القصة هو رؤية استيلاء حماس على السلطة. من الشارع الفلسطيني في القدس الشرقية ويهودا والسامرة".
وأضاف ليبرمان "نرى، للأسف، سيطرة حماس على جزءٍ من الشارع العربي داخل إسرائيل. ولأوّل مرةٍ تمكّنت حماس من تشكيل جبهة داخلية داخل دولتنا، وتمكنت من إطلاق النار من لبنان وتحاول تسخين الجبهة داخل الأردن". وأوضح أنه لم يتم تعلم أيٍّ من الدروس من عملية الجرف الصلب بشكلٍ صحيحٍ.
وخلال المقابلة، حذّر ليبرمان من "تعاظم حماس"، الأمر الذي قال إنه انعكس في الجولة الأخيرة من القتال. وأوضح أنه "في هذه العملية رأينا لأول مرة استخدام طائرات بدون طيار، وغوّاصة، وصواريخ القسّام كانت في البداية مواسير متطايرة، وأصبحت صواريخ تصل إلى قلب إسرائيل. ما هو واضح للجميع أن العملية القادمة هي مسألة وقت فقط".
وتابع ليبرمان أنَّ "من رعى حماس ومكّن من تعاظمها هو نتنياهو". وأوضح ليبرمان أنه "قبل الدخول في العملية المقبلة، يجب اتخاذ قرار مستنير بخصوص ما نريده من قطاع غزة في النهاية. لا جدوى من القيام بعمليات أخرى من دون تحديد أهداف واضحة".
هذا وقال رئيس حزب "تكفا حداشا" (أمل جديد) وعضو الكنيست، جدعون ساعر، إن وقف القتال ضد حماس بشكل أحادي الجانب سيكون "ضربةً خطيرةً للردع الإسرائيلي ضد حماس، وللردع الإسرائيلي بشكل عامّ". 
وأضاف ساعر أن "وقف العمليات العسكرية لإسرائيل من دون فرض قيود ما على تعاظم وتسلح حماس، ومن دون إعادة الجنود والمواطنين المحتجزين في غزة، سيكون فشلاً سياسياً سندفع ثمنه في المستقبل".

رئيس حزب "نوعم" وعضو كتلة الصهيونية الدينية في الكنيست آفي ماعوز، دعا الكابنيت إلى عدم وقف عملية "حارس الأسوار"، وقال إن "وقف العملية الآن خطأ جسيم".
وأضاف ماعوز "أدعو الكابنيت ورئيس الحكومة ووزير الأمن أن لا تتوقفوا الآن. واصلوا العملية، وما يجري على سديروت وغلاف غزة يجري على القدس، وما يجري في أشكلون يجري على تل أبيب".
"يديعوت أحرونوت" ذكرت بدورها أنه "رغم أن قرار الموافقة على وقف إطلاق النار مع حماس اتُّخذ بالإجماع في جلسة المجلس الوزاري المصغّر، السياسي ـ الأمني، إلّا أنه سُجّلت خلال الجلسة مواجهةٌ بين الوزيرة ميري ريغف وبين رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي". 
حيث أعربت ريغف عن معارضتها لوقف إطلاق النار، وسألت رئيس الأركان لماذا لا يستمرون بعملية "حارس الأسوار". وزعمت ريغف أنَّ غالبية الجمهور تريد استمرارها. وقد أجابها كوخافي بأن يومين أو ثلاثة أيامٍ إضافيةٍ من الهجمات لن تغيّر شيئاً. وأضاف أنه لا يوصي بذلك، لكنه شدد على أن الجيش يقوم بما يقرره المستوى السياسي. 
ريغِف أفادت لاحقاً، بعد التقارير عن مهاجمتها رئيس الأركان، أنها "تسريبات محرّفة ولا تصيب الحقيقة"، وأضافت "أهنئ رئيس الأركان والجيش وقوات الأمن، على الإنجازات في معركة حارس الأسوار. وأُدين بشدّةٍ من اختار تسريب كلامٍ محرّفٍ من جلسة المجلس الوزاري المصغر. كلُّ تسريبٍ من جلسة المجلس تشكّل جريمة خطيرة تضرُّ بأمن الدولة".