النهار الاخباريه وكالات
في مواجهة المتحوّرة أوميكرون الآخذة بالتفشّي في الولايات المتحدة وأوروبا، قرّرت واشنطن التحرّك الثلاثاء، وهي تُعوّل على زيادة الفحوص وتسريع وتيرة التلقيح. وفيما أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن لمواطنيه جهوزيّة بلاده للتصدّي للمتحوّرة الجديدة، قرّرت أوروبا تشديد القيود.
وقال بايدن إنّ الأوضاع تثير القلق بسبب انتشار أوميكرون، لكنّه شدّد على ضرورة "عدم الهلع”، مؤكّدا أنّ الأوضاع حاليا مغايرة لما كانت عليه في آذار/مارس 2020.
وأضاف "هناك 200 مليون شخص تلقّوا كامل الجرعات اللقاحيّة. نحن جاهزون، وأكثر إلماما. علينا فقط أن نُبقي على تركيزنا”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى وجود "ثلاثة اختلافات رئيسة” حاليّة مقارنةً بمرحلة بداية الجائحة، أوّلها توافر اللقاحات، ولكن أيضًا وفرة معدّات الحماية الشخصيّة لمقدّمي الرعاية الذين يتعيّن عليهم التعامل مع تدفّق الأشخاص غير الملقّحين إلى المستشفيات، فضلاً عن وجود المعرفة المتراكمة حول هذا الفيروس.
ورغم ذلك، حرص بايدن على تحذير مَن لم يتلقّوا تطعيمهم بالكامل، قائلاً إنّ لديهم "سببًا وجيهًا للقلق”، مشددا على أنّ التطعيم يشكّل "واجبهم الوطني”.
وكان البيت الأبيض أوضح في وقت سابق استراتيجيّة الرئيس الأمريكي بشأن الفيورس والتي تتمثّل في إجراء فحوص، وتعزيز قدرات التطعيم وتوفير وسائل إضافيّة للمستشفيات، من دون فرض قيود جديدة قبل عيد الميلاد.
وامتدّت طوابير الانتظار الطويلة في بداية الأسبوع أمام مراكز الفحوص في كلّ أنحاء الولايات المتحدة. وأكّد مسؤول كبير في البيت الأبيض أنّه "ليس ضروريًا إغلاق مدارسنا واقتصادنا”.
وستوفّر السلطات الأمريكية 500 مليون فحص بالمجّان وستحشد ألف طبيب وممرّض فضلاً عن أعضاء من الهيئة الطبّية في الجيش.
كما ستُقدّم الولايات المتحدة أكثر من نصف مليار دولار على شكل مساعدات إضافيّة للمنظّمات الدوليّة لمواجهة تفشّي أوميكرون.
وقال بايدن لمواطنيه من البيت الأبيض "أعلم أنّكم متعبون (…) نريد جميعًا أن ينتهي هذا (الوضع)، لكنّنا ما زلنا في منتصفه. ونحن في لحظة حرجة”.
– قيود في ألمانيا –
في أوروبا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أنّه في مواجهة أوميكرون، ستحدّ ألمانيا من الاتّصال حتّى بين الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم، عبر حصر عدد الضيوف في احتفالات العام الجديد بعشرة.
وقال بعد اجتماع مع قادة المقاطعات الـ16 "لم يَعد الوقت للاحتفالات وقضاء أمسيات مع ضيوف كثيرين”، مؤكدا أنّ "الموجة الخامسة باتت على الأبواب”.
كما ستُغلق النوادي والمراقص أبوابها في كلّ أنحاء البلاد.
واعتبارًا من 28 كانون الأوّل/ديسمبر، باستثناء الأطفال دون سنّ 14 عامًا، لن يُسمح للأشخاص الملقّحين أو الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه استقبال أكثر من 10 ضيوف في منازلهم وشرط أن يكونوا جميعهم ملقّحين. أمّا غير الملقّحين فيمكنهم استضافة شخصين فقط من أسرة واحدة حدًا أقصى.
وخلافًا لهولندا المجاورة، لا تُخطّط ألمانيا لإغلاق المتاجر أو دور السينما أو المطاعم، إذ إنّها تعتبر أنّ السماح للأشخاص الملقّحين أو المصابين السابقين فقط بدخولها هو أمر كافٍ.
ولا تدابير مرتقبة من هذا النوع في فرنسا، حيث يبدو أنّ ثلث الإصابات بكوفيد-19 المسجّلة في باريس هي بالمتحوّرة أوميكرون، وفق ما أعلن الثلاثاء المتحدّث باسم الحكومة غابريال أتال.
وأوضح أتال أنّ معدّل الإصابات بكوفيد-19 في فرنسا بلغ "مستوى قياسيًا جديدًا” عند 537 حالة لكلّ مئة ألف نسمة.
تزامنًا، سجّلت إسبانيا الثلاثاء عدد إصابات قياسيًا بكوفيد-19 على الصعيد الوطنيّ، بلغ 49823 خلال 24 ساعة، في وقتٍ تُمثّل المتحوّرة أوميكرون ما يقرب من نصف حالات الإصابة الجديدة، وفقا لوزارة الصحة.
وكان الرقم القياسي السابق يبلغ نحو 40 ألف إصابة خلال 24 ساعة، وسُجّل في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي في إسبانيا التي تُعتبر واحدة من أكثر البلدان تضرّرًا من جرّاء الموجة الأولى من جائحة كورونا.
– 2022 عام القضاء على الجائحة؟ –
في لندن، أعلن رئيس بلدية العاصمة البريطانية
صادق خان مساء الإثنين إلغاء الاحتفالات التي كانت مقرّرة في العاصمة لمناسبة رأس السنة.
وأعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون الثلاثاء إلغاء الاحتفالات التقليديّة بالعام الجديد التي عادة ما تستمرّ ثلاثة أيّام، وذلك بسبب تفشّي أوميكرون.
وفرض المغرب أيضًا حظر تجوّل ليلة رأس السنة، بين منتصف الليل والسادسة صباحا.
وسط هذه التطوّرات، قال المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "إذا أردنا إنهاء الجائحة في العام المقبل، يجب أن نُنهي انعدام المساواة (في اللقاحات)، عبر ضمان تطعيم 70 في المئة من السكّان في كلّ بلد بحلول منتصف العام المقبل”.
وأضاف "العام المقبل، تلتزم منظّمة الصحّة العالميّة بذل كلّ ما في وسعها للقضاء على الجائحة”.
إلى جانبه، قالت الرئيسة العلميّة في منظّمة الصحّة، الدكتورة سميّة سواميناثان، إنّ البيانات الأولية من جنوب إفريقيا أظهرت أنّ حالات الاستشفاء المرتبطة بالمتحوّرة أوميكرون كانت أقل ممّا كانت عليه خلال موجات دلتا السابقة.
والثلاثاء، أعطت منظّمة الصحّة العالميّة موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح جديد مضادّ لكوفيد-19 من تطوير شركة الأدوية الأميركيّة نوفافاكس، بعد ضوء أخضر حصل اللقاح من هيئة الأدوية في الاتحاد الأوروبي، ليصبح بذلك عاشر لقاح ينال هذه الموافقة.
كما أعلنت المنظّمة أنّها استأنفت تقييم لقاح سبوتنيك-في الروسي بعد أشهر من انتظار الحصول على بيانات إضافيّة. وقال روجيريو غاسبار، رئيس قسم التنظيم والتأهيل المسبق إنّ المنظمة ستبدأ في تقييم جودة البيانات الواردة الشهر المقبل وتهدف إلى إجراء عمليات تفتيش ميدانية في شباط/فبراير.
إزاء التفشّي المتسارع لأوميكرون، أدرجت إسرائيل الولايات المتحدة ودولاً أخرى في لائحتها للبلدان التي يُحظّر السفر إليها. من جهتها أعادت تايلاند فرض الحجر الصحّي على جميع المسافرين.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقلّ عن 5,35 ملايين شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى مصادر رسميّة الثلاثاء الساعة 11,00 ت غ.