النهارالاخباريه – وكالات
توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى اتفاق مع إيران الأحد لحل "القضية الأكثر إلحاحاً" بين الجانبين، والتي تتعلق بخدمة معدات المراقبة لاستمرار تشغيلها، مما يزيد الآمال في إجراء محادثات جديدة بشأن التوصل لاتفاق أوسع نطاقاً مع الغرب.
وتمكن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من التوصل إلى الاتفاق في زيارة اللحظات الأخيرة إلى طهران التي وصفها بأنها "بناءة"، قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 36 دولة هذا الأسبوع حيث تهدد دول غربية بالسعي لإصدار قرار ينتقد إيران لعرقلة عمل الوكالة.
ويجازف إصدار مثل هذا القرار بتصعيد الوضع مع طهران وهو الأمر الذي قد ينسف احتمال استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 والذي يستهدف تأخير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي إذا اختارت أن تفعل ذلك. ونفت طهران مراراً هذا الأمر.
وتوقفت هذه المحادثات في يونيو (حزيران)، وتولى الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس (آب). وحثت القوى الغربية إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات وقالت إن الوقت ينفد، مع ما يشهده برنامجها النووي من تطور يتخطى القيود الواردة في الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.
وقال غروسي للصحفيين في مطار فيينا بعد عودته من طهران "هذا ليس اتفاقاً دائماً، هذا اتفاق لا يمكن أن يكون دائماً. كان ينظر إليه على الدوام، بالنسبة لي على الأقل، أنه يسد فجوة، إجراء يتيح فرصة للدبلوماسية".
وأضاف "تمكنا من حل القضية الأكثر إلحاحاً: الفقدان الوشيك للمعلومات الذي واجهنا حتى الأمس. الآن لدينا حل".
وقال إنريك مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المفاوضات المتوقفة حالياً حول إحياء الاتفاق النووي، على تويتر إن الاتفاق "يتيح فرصة للدبلوماسية"، وأضاف أنه من المهم استئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن.
ولم يصل غروسي إلى حد القول أنه تم الحفاظ على ما يسمى باستمرار الحصول على المعلومات، لكنه قال إن الاتفاق يمنح الوكالة الوسائل التقنية التي تحتاج إليها.
وقال غروسي إن خدمة معدات المراقبة لضمان استمرار عملها ستبدأ "في غضون بضعة أيام". وأضاف أنه حتى الكاميرات التي أُتلفت وأُزيلت من ورشة لأجهزة الطرد المركزي والتي كانت ضحية ما يشتبه بأنه عمل تخريبي في يونيو سيتم استبدالها.
ولم يحل الاتفاق قضية أخرى بين الوكالة وإيران والتي تتعلق بتقاعس إيران المستمر في تفسير وجود جزيئات يورانيوم في ثلاثة مواقع سابقة غير معلنة. وقال غروسي إن إيران دعته للعودة قريباً وأضاف أنه يتوقع لقاء "أعلى السلطات" في البلاد.
وتابع غروسي، متحدثاً عن الجهود التي بذلت لحل هذه القضية "هذا الأمر يستغرق وقتاً. ليس عملاً بطولياً ولكنه أفضل كثيراً من أي بديل آخر".
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيسعون لاستصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يبدأ يوم الإثنين.
وقال دبلوماسي مقيم في فيينا "من الواضح أن صدور قرار أمر أقل ترجيحاً الآن".