النهار الاخباريه. وكالات
تعهد المستشار أولاف شولتز بـ"بداية جديدة" لألمانيا، ويكون بذلك فتح الاشتراكي الديمقراطي حقبة جديدة في ألمانيا وأوروبا، وخلف، الأربعاء الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، المستشارة أنغيلا ميركل التي تنحيت بعد 16 عاماً في السلطة.
وسلمت الزعيمة المحافظة التي بقيت في السلطة للفترة الطويلة نفسها تقريباً التي تولى فيها هلموت كول زمام الحكم، السلطة لوزيرها السابق الذي أضحى الرجل القوي لأكبر قوة اقتصادية في أوروبا، وقبل مغادرة المستشارية وسط تصفيق الموظفين والمارة، دعت ميركل خلفها إلى "العمل من أجل خير" ألمانيا.
في المقابل أشاد شولتز بميركل على "كل ما فعلته لبلادنا" ووعد "ببداية جديدة".
المستشارة الأبدية"
وغادرت ميركل التي لقبت "المستشارة الأبدية" مقر المستشارية نهائياً، وستبدأ بعد 31 عاماً من الحياة السياسية، صفحة جديدة من حياتها لا يعرف الكثير عنها حتى الآن.
وأصبح شولتز المستشار التاسع لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما حصد أصوات 395 نائباً من أصل 736 في الـ"بوندستاغ" المنبثق عن انتخابات 26 سبتمبر (أيلول)، وتولى مهامه ومعها أولى الصعوبات من ولايته التي تستمر أربع سنوات.
وأدى رئيس بلدية هامبورغ السابق البالغ 63 عاماً اليمين الدستورية في الـ"بوندستاغ" حيث تلا المادة 56 من القانون الأساسي التي وعد بموجبها بـ"تكريس كل قواي لما هو لخير الشعب الألماني".
ثلاثة مكونات
وتعتبر الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات هي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب "الخضر"، والحزب الديمقراطي الحر
ويتسلم شولتز مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية، والاشتراكيتين الديمقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع، ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.
تهاني قادة العالم
وتلقى شولتز الذي عين وزيراً مرات عدة، التهاني من قادة في مختلف أنحاء العالم.
ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الجديدة بأننا "سنكمل الطريق معاً، من أجل الفرنسيين والألمان والأوروبيين"، وتعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالعمل معه "من أجل أوروبا قوية".
كما هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن المستشار الألماني الجديد مؤكداً أنه يأمل تطوير "العلاقات القوية" بين واشنطن وبرلين.
ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بانتخاب شولتز قائلاً، إنه "يتطلع" إلى العمل مع مستشار البلد "الحليف الوفي" للندن، وكتب على "تويتر" باللغتين الإنجليزية والألمانية، "تهانيّ لأولاف شولتز لتعيينكم مستشاراً، ألمانيا وبريطانيا صديقان مقربان وحليفان وفيان، وأتطلع للعمل بشكل وثيق معاً في السنوات المقبلة".
ودعا الكرملين إلى "علاقة بناءة" مع ألمانيا، في وقت يسود توتر بين الاتحاد الأوروبي وموسكو بسبب تسميم المعارض أليكسي نافالني وقضايا تجسس نسبت لروسيا.
كما أبدى الرئيس الصيني شي جينبينغ استعداد بلاده لنقل العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد".
"عواقب"
وهدد شولتز بـ"عواقب" محتملة على أنبوب غاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان مستعداً لاستخدام أنبوب الغاز كورقة ضغط على موسكو في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا، قال شولتز في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تسلمه مهامه، "موقفنا واضح جداً، نريد أن تكون حرمة الحدود محترمة من قبل الجميع، وأن يفهم كل طرف أنه في حال لم يحصل ذلك فستكون هناك عواقب".
مواجهة العقبات الأولى
لكن داخلياً، سيتعين على شولتز وفريقه مواجهة العقبات الأولى، لا سيما الوضع الصحي الحرج.
وأكد رئيس الجمهورية الفيدرالية فرانك فالتر شتاينماير الذي استقبل الفريق الحكومي الجديد، للمستشار "المسؤولية الكبيرة" الملقاة على عاتقه لمكافحة تفشي "كوفيد-19" في البلاد، وقال، "لا تدعوا الوباء يفرقنا على المدى الطويل" في إطار تعبئة، لا سيما لليمين المتطرف، ضد التلقيح الإلزامي المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في فبراير (شباط) أو مارس (آذار).
وسيتعين على المستشار الجديد التعامل مع وضع اقتصادي غير موات، مع نمو أضعف مما تم الإعلان عنه وعودة التضخم.