النهار الاخبارية - وكالات
سعى زعيما فرنسا وألمانيا في قمة بباريس، الأحد 22 يناير/كانون الثاني 2023، إلى تجنب التطرق لخلافات تشوب أوثق علاقة ثنائية في أوروبا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ليركزا بدلاً من ذلك على ما يوحد البلدين.
ففي مظهر من مظاهر الوحدة، احتفل البلدان بمرور الذكرى الستين لمعاهدة الصداقة التي وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديغول والمستشار الألماني كونراد أديناور بإلقاء خطابين في جامعة السوربون بباريس وبعقد اجتماع حكومي مشترك في قصر الإليزيه.
خلافات بسبب سياسة الطاقة
كان من المقرر عقد القمة بين الدولتين، اللتين تمثلان القوة الدافعة لسياسة الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقاً، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، لكنها تأجلت وسط خلافات بشأن مشكلات تتنوع من سياسة الطاقة إلى مشتريات الدفاع.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز في خطاب في السوربون: "المحرك الفرنسي الألماني هو آلة تسوية ويعمل في هدوء، لكنه أحياناً ما يكون صاخباً ويحتاج إلى العمل الجاد".
في سياق متصل، أصدرت الحكومتان بياناً مشتركاً مؤكدتين على خطط لمواصلة المبادرات المشتركة فيما يتعلق بدبابة قتال رئيسية وبرامج الفضاء وتطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين والبطاريات. لكنهما غضتا الطرف عن الاختلافات العميقة بينهما.
تدبير نفقات للاستثمار في القطاع الصناعي
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البلدين اتفقا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تدبير نفقات لضخ استثمارات خضراء في القطاع الصناعي، رداً على الإعانات الأمريكية في مجال الطاقة الخضراء بموجب قانون خفض التضخم الذي سنته واشنطن وتبلغ قيمته 369 مليار دولار.
في سياق متصل، يقول مسؤولون ألمان إن برلين لا ترى حاجة تذكر إلى إنشاء صندوق سيادي جديد بالاتحاد الأوروبي تعده فرنسا ضرورياً لمساعدة الصناعة الأوروبية في ضخ استثمارات لتبقى في حالة تنافس مع الشركات الأمريكية المستفيدة من إعفاءات ضريبية سخية.
من جهتها، تعهدت الحكومتان أيضاً بالعمل على تعديل سوق الكهرباء بالاتحاد الأوروبي، وهو أمر تريد فيه فرنسا إحراز تقدم عاجل في ظل استعدادها لقفزة شاسعة في الطاقة النووية بينما تساور برلين الشكوك ولا تريد التسرع في الأمر.
فيما يتعلق بالدفاع، ترك ماكرون الباب مفتوحاً أمام المشاركة الفرنسية في خطط بين ألمانيا وأكثر من 12 دولة أوروبية أخرى لحشد قدرات الدفاع الجوي، قائلاً إن باريس ستوازن بين المخاطر والاستثمارات المحتملة في "الأسابيع والأشهر المقبلة".