السبت 28 أيلول 2024

روسيا تستعد لحرب عالمية

النهار الاخبارية - وكالات 
تفحص السلطات الروسية في الأيام الأخيرة الآلاف من المخابئ التي تعود إلى العهد السوفييتي، وذلك بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين ببدء الاستعدادات للدفاع المدني في جميع أنحاء البلاد، وسط مخاوف من ضربات صاروخية على قلب روسيا، رغم أنها خطوة "غير مُرجحة"، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة، 21 أبريل/نيسان 2023. 

وقبل أقل من عامين، كان مسؤولو السياحة الروس يعتبرون Object No 2، وهو مخبأ عملاق من القنابل، بُنِيَ تحت ساحة كابشيف الشاسعة في سامارا، موقعاً متحفياً.

كان التصميم والديكور الأصليان للمخبأ، اللذان يعودان إلى الأربعينيات واللذان أُقيمَا بناءً على أمر من جوزيف ستالين، بامتداد 40 متراً تحت الأرض، مع أثاث مكتبي وتفاصيل أخرى من عصر ما قبل الطاقة النووية، إضافة كبيرة إلى مناطق الجذب تحت الأرض في المدينة، باعتبارها العاصمة الاحتياطية للاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية. 

 تقع المدينة على قمة مجمع ضخم من المخابئ تحت الأرض، والتي يُعتقد أن Object No 2 هو أحد أكبرها. 

يقول إيغور ماختيف، وهو مؤرخ محلي في سامارا: "ما يسمى بمخبأ ستالين، والذي ربما أصبح بالفعل عامل الجذب الرئيسي في سامارا، هو قبو مثير للشفقة" مقارنةً بمخبأ Object No 2، الذي زاره لأول مرة عام 2002. 

تُظهر صور أحد الأقسام ممراً خافت الإضاءة يبدو بلا نهاية، وبه مقاعد تتسع لمئات من المسؤولين السوفييت، في ظل قصف محتمل أو هجوم كيميائي. حوفِظَ على العناصر الأصلية، مثل الواقي الكهربائي المصنوع من الرخام. 

ولَّدت مخابئ سامارا، والتي هي بحسب بعض التقديرات ثالث أكثر المناطق تطوراً في روسيا بعد موسكو وسان بطرسبرغ، عبادة أتباع بين المؤرخين، علاوة على الأساطير العديدة حول الحفارين الذين حفروا هذه المخابئ. 

كانت إحدى هذه الأساطير أن ستالين تمكن من بناء المخبأ Object No 1 تحت الأرض، دون أن يلاحظ ذلك أحد في الشقق أعلى المخبأ. وتقول أسطورة أخرى إن نيكيتا خروتشوف، الزعيم السوفييتي السابق، أُجبر على الفرار من الحشود الغاضبة التي أطلقت صيحات الاستهجان ورموا عليه الطماطم، ولجأ إلى المخبأ Object No 2. وأسطورة أخرى تقول إن بعض المخابئ الرئيسية، التي سُمِّيَت على اسم شخصيات بارزة مثل ستالين، وميخائيل كالينين، ولافرينيتي بيريا، رُبِطوا جميعاً عن طريق ممر سري تحت الأرض لم يُعثَر عليه مطلقاً. 

ورغم أن الحدود تبعد أكثر من 500 ميل عن سامارا، أعادت الحرب في أوكرانيا أعادت تنشيط الاهتمام بالمخابئ. 

تحت الأرض، يبدو الأمر وكأنك محاصَر داخل مبنى بدون نوافذ، مع طلاء باهت وغرف اجتماعات ومكاتب مغطاة بألواح خشبية. 

قال مسؤول سابق في المدينة ومؤرخ إقليمي في سامارا، العاصمة الإقليمية، لصحيفة The Guardian البريطانية، إنه من شبه المؤكد أنه سيتم النظر في "مخبأ كالينين" الأكبر بكثير بموجب أمر صدر مؤخراً من بوتين للتحضير للدفاع المدني. 

وصف ماختيف، المؤرخ المحلي، النزول إلى المخبأ ودهشته من "حجم الهيكل". وقال إن هناك "مدخلاً غير واضح في الفناء، والعديد من التحويلات في السلالم الخرسانية المعتادة، وأكثر من 30 متراً بالمصعد تحت الأرض". 

وقال إن الكثير من التكنولوجيا هناك كانت لا تزال تعمل في ذلك الوقت، وقد جُهِّزَت لموظفي الجيش الأحمر.  


الاستعداد لحرب واسعة 
يعتبر موقع المخابئ الروسية، وخطط روسيا لحماية السكان في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، مسألة تتعلق بالأمن القومي، لذلك كان المسؤولون المحليون حذرين في الإجابة عن أسئلة الصحفيين حول الاستعدادات. 

في أواخر العام الماضي، ذكرت صحيفة Moscow Times الروسية، أن 4 مسؤولين روس حاليين وسابقين أكدوا أن عمليات التجديد تجري بناءً على أوامر من الحكومة في موسكو. 

والأكثر إثارة للدهشة، أنه تم بالفعل استثمار الأموال في التجديدات. وقال التقرير إنه في منطقة سامارا، أُدرِجَت مناقصة بقيمة 3.8 مليون روبل (45,600 دولار) لأعمال العزل المائي في مخبأ من القنابل بمنطقة سامارا في نوفمبر/تشرين الثاني. 

المخابئ المحلية في جميع أنحاء روسيا، والتي يوجد الآلاف منها، بُنِيَ العديد منها خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وعادة ما تؤجَّر لأغراض تجارية، وغالباً كمستودعات. 

ومع ذلك، فإن التاريخ الطويل للنخبة التي وقفت وراء مخابئ سامارا، والتي كانت تهدف في السابق إلى السماح لموظفي الكرملين والجيش الأحمر بمواصلة العمل حتى تحت القصف أثناء إجلاء الناس العاديين إلى الريف، يجذب انتباهاً خاصاً.