الثلاثاء 24 أيلول 2024

رئيس وزراء النيجر المعزول: الانقلابيون طلبوا من “إيكواس” العودة لنيامي للتفاوض..

النهار الاخبارية - وكالات 

أعلن حمودو محمدو، رئيس وزراء النيجر المعزول، الإثنين 7 أغسطس/آب 2023، أن الانقلابيين العسكريين طلبوا من وفد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) "العودة" إلى نيامي، من أجل التفاوض مرة أخرى، في حين أقدم المجلس العسكري بالنيجر على إجراء مضاد، بتعيين لمين زيني رئيساً للوزراء، بجانب إجراء تغييرات في قيادات الجيش.

في مقابلة أجرتها معه شبكة "تي في 5 موند"، قال رئيس محمدو إن هدفهم هو عودة السلطة عبر الدبلوماسية لا الحرب، كاشفاً أن قادة الانقلاب طلبوا من وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" العودة إلى نيامي للتفاوض.

وكان وفد دول غرب إفريقيا وصل إلى نيامي الخميس؛ سعياً لإيجاد مخرج للأزمة، غير أنه غادر بعد بضع ساعات بدون أن يلتقي أياً من قائد المجموعة العسكرية التي نفذت الانقلاب عبد الرحمن تياني، أو الرئيس المخلوع محمد بازوم.

وبعد يوم على انتهاء المهلة التي حددتها "إيكواس" للعسكريين حتى الأحد الساعة الـ23.00 بتوقيت غرينيتش لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة، أعلنت المنظمة في بيان، أنها ستعقد "قمة استثنائية جديدة" في أبوجا، الخميس. 

والأسبوع الماضي، وضع قادة جيوش دول "إيكواس"  إطار "تدخّل عسكري محتمل"، حسبما أفاد مسؤول في الجماعة، غير أن المهلة انتهت بدون حصول أي تحرك.

وقال محمدو: "المفاوضات لا تجري مباشرة بيننا وبين الانقلابيين، بل بين الانقلابيين ومجموعة إيكواس"، مشيراً إلى أن مجموعة إيكواس "أرسلت وفداً إلى النيجر، ووافق الانقلابيون على استقبال هذا الوفد، وبالتالي نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للحوار، وأنه من خلال هذا الحوار يمكن أن نجد حلاً للأزمة في النيجر حالياً".

"هدفنا ترميم الديمقراطية"
وواصل محمدو حديثه وقال: "لم يخب أملنا، لأن هدفنا ليس التدخل العسكري، هدفنا ترميم الديمقراطية وخروج الرئيس بازوم من الحجز"، مشيراً إلى اشتداد شروط احتجاز الرئيس المعتقل منذ الانقلاب في 26 يوليو/تموز، مع ابنه وزوجته.

وتابع: "قطعوا عنهم الكهرباء والماء"، مضيفاً: "لا يزال التفاوض ممكناً".

محمدو أوضح أن التظاهرات المؤيدة للعسكريين "لا تفاجئني"، مؤكداً أنه "من أجل ملء الملعب الرياضي مثلما حصل، يكفي رصد الوسائل من أجل ذلك، ووعد المشاركين بالحصول على بدل مالي"، في إشارة إلى تجمع 30 ألفاً من أنصار الانقلاب، الأحد، بملعب سيني كونتشي في نيامي.

كما اعتبر محمدو أن "المشاعر المعادية لفرنسا" التي ظهرت من خلال أعلام وشعارات معارضة للقوة الاستعمارية السابقة خلال التظاهرات المؤيدة للانقلابيين في نيامي، هي نتيجة "تلاعب مجموعة صغيرة من الأطراف التي تدعي أنها من المجتمع المدني". وختم: "ما ننتظره من فرنسا هو أن تواصل دعم النيجر". 

احتمالية التدخل العسكري
وحول احتمالية التدخل، قال رئيس الوزراء: "في ما يتعلق بالتدخل (العسكري) فالمسألة تعتمد على قرار مجموعة إيكواس التي ستقرر ما إذا كانت ستتدخل أم لا".

كما استدرك: "لكن كما قلت، الهدف ليس التدخل، فمجموعة الإيكواس لا تريد أن تشن حرباً على النيجر، بل الهدف هو إبعاد الانقلابيين عن السلطة، واستعادة الرئيس بازوم لرئاسة للجمهورية لكي يستكمل ولايته المكلف بها من الشعب، وأن يتم وضع حد لاحتجازه".

وزاد: "لكن حتى قبل وقوع الانقلاب كانت مجموعة إيكواس قد اجتمعت وقررت أنها لن تقبل أي انقلابات في هذه المنطقة، لأنه كما تعرفون هناك 3 دول أعضاء في الإيكواس (مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا) في حالة ابتعاد عن الديمقراطية حالياً، وهناك خطر بأن ينتشر ذلك إلى دول أخرى وبعد ذلك إلى المنطقة برمتها، وهذا يتنافى مع الهدف من البروتوكول الموقع بشأن الحوكمة والديمقراطية".

من جهة ثانية، نفى "صمت واشنطن" عن الوضع في النيجر، وأكد أن "الولايات المتحدة تتابع الوضع عن قرب، والقيادة الأمريكية تتواصل مع الرئيس بازوم يومياً، ويؤكدون دعمهم له، ويطالبون بإطلاق سراحه في أسرع وقت واستعادة منصبه الذي وصل إليه من خلال الانتخابات".

ووفقاً لوكالة الأناضول، فإن مسؤولة أمريكية كبيرة تسافر إلى النيجر وتجري محادثات "صعبة" مع المجلس العسكري.

تعيين رئيس جديد للوزراء
في غضون ذلك، أعلن المجلس العسكري بالنيجر، في وقت متأخر من مساء الإثنين، تعيين لمين زيني رئيساً للوزراء، خلفاً للمعزول حمودو محمدو الموجود في فرنسا.

ونقلت وسائل إعلام محلية، أن المجلس الذي تسلم حكم البلاد منذ تنفيذ الانقلاب في 26 يوليو الماضي، "عيّن لمين زيني رئيساً للوزراء".

كما أعلن المجلس وفق المصادر نفسها تعيين قائد جديد للحرس الرئاسي، دون مزيد من التفاصيل.

مجال الوساطة
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين، إنه لا يزال يعتقد أن هناك مجالاً للوساطة في النيجر حتى يوم الخميس 10 أغسطس/آب، عندما تعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قمة استثنائية أخرى حول الوضع في النيجر. 

والإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، إن برامج المساعدات الأمريكية لحكومة النيجر توقفت مؤقتاً بسبب الانقلاب العسكري.

وقدّر ميلر قيمة المساعدات بأكثر من 100 مليون دولار، وقال إنها تشمل مساعدات إنمائية وأمنية وفيما يتعلق بإنفاذ القانون.

واعتبر في مؤتمر صحفي، أن المساعدات الأمريكية التي تقدر قيمتها الإجمالية بـ"مئات الملايين من الدولارات"، معرضة للخطر إذا لم يُعد المجلس العسكري الحكومة المنتخبة إلى السلطة.