رئيس الوزراء يتصدر انتخابات بلغاريا لكن أحزاب المحتجين تحقق مفاجأة
النهار الاخبارية- وكالات
تصدر حزب رئيس الوزراء المحافظ بويكو بوريسوف الانتخابات التشريعية التي شهدتها بلغاريا امس إلا أن المحتجين حصدوا أصواتا أكثر من المتوقع بعد أشهر قليلة على تظاهرات ضخمة احتجاجا على الفساد.
وأظهرت استطلاعات رأي جزئية أجريت عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع ونشرت بعد إغلاقها أن حزب "شعار النبالة" (غيرب) حصل على حوالى 25 % من الأصوات.
ومع أنه أتى في المركز الأول، تراجع هذا الحزب تسع نقاط مئوية مقارنة بانتخابات العام 2017 بعدما اضعفته فضائح الفساد واستياء متعاظم في صفوف السكان. فقد حقق الحزب الشعبوي الجديد بقيادة مقدم البرامج التلفزيونية سلافي تريفونوف المعروف بانتقاداته اللاذعة للحكومة نتائج متقاربة جدا مع الاشتراكيين (15 في مقابل 17 %).
وبين المشاركين في التظاهرات حقق حزب "بلغاريا الديموقراطية" (يمين) الذي يدعمه الناخبون المغتربون نتيجة جيدة مع 9 % في حين يتوقع أن يدخل حزب "انهض! لترحل المافيا" (يسار) القريب من الرئيس رومان راديف البرلمان بحصوله على 5 % من الأصوات.
تعبئة في صفوف سكان المدن والشباب
وكان يخشى أن تؤدي أجواء القلق الناجمة عن موجة كوفيد-19 الثالثة مع مستشفيات مكتظة بالمصابين ووضع أعداد كبير من الناس في الحجر، إلى نسبة امتناع عالية.
لكن نسبة المشاركة بلغت عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (الساعة 14,00 ت غ) بلغت نسبة المشاركة 39,99 % مقارنة بـ42,74 % في الوقت نفسه خلال انتخابات 2017، بحسب لجنة الانتخابات.
وقالت بوريانا ديميتروفا مديرة معهد ألفا ريسيرتش "تميز الاقتراع بنسبة عالية من الناخبين الشباب ومن سكان المدن".
وقد فتحت مراكز اقتراع في المستشفيات المكتظة، وسيتم إحضار صناديق الاقتراع المتنقلة إلى عائلات تخضع للحجر الصحي. وقالت ستيلا غورغييفا (78 عاما) المحجورة وقد أدلت بصوتها في منزلها في ضاحية صوفيا "أتمنى أن يدخل شباب إلى الحكومة ليحدثوا تغييرا".
ودعا الرئيس رومن راديف الذي دعم المحتجين على أداء الحكومة في الصيف الأحد إلى ان يرص الناخبون الصفوف. وصرح للصحافيين "صوتت ضد القضاء على دولة القانون وضد التعسف والفساد (..) تشكل هذه الانتخابات خطوة نحو العودة إلى أجواء طبيعية".
مفاوضات صعبة مرتقبة
قال خريستو إيفانون زعيم "بلغاريا ديمقراطية" الذي كان في مقدم المحتجين "أتوقع برلمانا يتمتع بشرعية أكبر لاطلاق نقاش حول التغيير".
ويكون رئيس الوزراء الذي رفض قبل أشهر إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، نجح في انتزاع المرتبة الأولى لكن المفاوضات لتشكيل ائتلاف تبدو صعبة. ورفض بوريسوف (61 عاما) إجراء أي اتصال مع وسائل الإعلام منذ التظاهرات وقاد حملته على شبكة فيسبوك حيث كان يبث يوميا زياراته المفاجئة وهو يقود سيارته الرباعية الدفع لجميع أنحاء البلاد من أجل لقاء العمال وأصحاب العمل.
وقد رفع شعار "عمل عمل عمل". قال بوريسوف البالغ 61 عاما بعدما أدلى بصوته في غياب الصحافيين "لطالما اخذت في الاعتبار ما يقرره الشعب (...) أن تكون الانتخابات نزيهة".
وكانت سلسلة من الفضائح الصيف الماضي دفعت آلاف البلغار من الطبقة الوسطى والكثير من الشباب إلى الشارع للمطالبة باستقالة الحكومة التي اتهموها بروابط مع النخبة المحظية.
ويتوقع أن يحصل حزب الأقلية التركية "حركة الحقوق والحريات" الذي يعد عادة صانع الملوك على 10 % من الأصوات في حين تراجع القوميون في حزب الحركة القومية البلغارية التي تشارك في الحكومة المنتهية ولايتها (4,6 %). ولن تصدر النتائج الرسمية قبل الخميس.