النهار الاخبارية - وكالات
أعلن وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، أن اليابان تجري محادثات لفتح مكتب اتصالات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على أراضيها، وهو الأول من نوعه في آسيا، قائلاً إن غزو روسيا لأوكرانيا جعل العالم أقل استقراراً.
وقال هاياشي لشبكة CNN الأمريكية في "مقابلة حصرية"، الأربعاء 10 مايو/أيار 2023: "نخوض مناقشات بالفعل لكننا لم ننته من التفاصيل بعد"، مشدداً على أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ العام الماضي تتجاوز حدود أوروبا، وتضطر اليابان إلى إعادة التفكير في أمنها الإقليمي.
"العالم ازداد اضطراباً"
أضاف: "السبب في أننا نناقش هذا الأمر هو أن العالم ازداد اضطراباً منذ العدوان الروسي على أوكرانيا. شيء يحدث في أوروبا الشرقية لا يقتصر فقط على أوروبا الشرقية، لكنه يؤثر بشكل مباشر على الوضع هنا في المحيط الهادئ. لهذا السبب أصبح التعاون بيننا في شرق آسيا وحلف الناتو… ذا أهمية كبرى".
وأشار إلى أن اليابان ليست عضواً في معاهدة حلف الناتو، لكن هذه الخطوة ترسل رسالة بأن شركاء الحلف في آسيا والمحيط الهادئ "يتعاونون بقوة" مع الناتو.
سيكون فتح مكتب اتصالات لحلف الناتو في اليابان "تطوراً مهماً" للحلف الغربي في خضم تعمُّق الخلافات الجيوسياسية، ومن المرجح أن تتسبب هذه الخطوة في انتقادات من الحكومة الصينية، التي سبق أن حذرت منها، وفق "سي إن إن".
يشار إلى أن لدى الناتو مكاتب اتصالات مماثلة في أماكن أخرى مثل أوكرانيا وفيينا.
تحديات جيوسياسية
في السياق، أفادت صحيفة Nikkei Asia اليابانية، الأسبوع الماضي، بأنَّ فتح مكتب اتصالات في اليابان سيتيح فرصة إجراء مناقشات مع شركاء أمن الناتو، مثل كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، حول التحديات الجيوسياسية، والتقنيات الناشئة والمدمرة، والتهديدات الإلكترونية.
وفي تصريح لشبكة "سي إن إن" الأسبوع الماضي، قالت متحدثة باسم الناتو: "فيما يتعلق بخطط فتح مكتب اتصالات في اليابان، لن ندخل في تفاصيل المداولات الجارية بين حلفاء الناتو". وأضافت أن الناتو واليابان بينهما "تعاون طويل الأمد".
وفي حديثه للشبكة ذاتها، سلط هاياشي الضوء على ما وصفه بالبيئة الأمنية "الصعبة والمعقدة" المحيطة باليابان، مشيراً إلى أنه فضلاً عن العدوان الروسي المتزايد، تواجه طوكيو أيضاً تهديدات من كوريا الشمالية المسلحة نووياً والصين.
إذ تعمل الصين على تكثيف حضور قواتها البحرية والجوية في مناطق بالقرب من اليابان، بينما تزعم أن جزر سينكاكو غير المأهولة والخاضعة لسيطرة اليابان في بحر الصين الشرقي، أراضٍ صينية. وفي مواجهة هذه التحديات المتنامية، أعلنت اليابان مؤخراً عن اعتزامها بناء أكبر تعزيزات عسكرية لها منذ الحرب العالمية الثانية.
تصاعد التوتر بين اليابان وروسيا
على صعيد آخر، تصاعدت التوترات بين اليابان وروسيا في الأشهر الأخيرة أيضاً، بسبب التدريبات العسكرية الروسية في المياه بين البلدين، والدوريات البحرية الصينية الروسية المشتركة في غرب المحيط الهادئ بالقرب من اليابان.
ورغم هذه الاضطرابات الإقليمية المتنامية، قال هاياشي إنَّ فتح مكتب الاتصالات لا يستهدف دولاً بعينها، مضيفاً: "هذا ليس الهدف منه إيصال رسالة معينة".
وشدد على أنه من الضروري أن تتعاون اليابان والدول الأخرى مع الصين في قضايا أكبر مثل تغير المناخ وجائحة كوفيد-19، وأن طوكيو تريد "علاقة بناءة ومستقرة" مع بكين.
وسبق أن حذَّرت الصين من توسيع الناتو نفوذه في آسيا، وكان ردها غاضباً على التقارير السابقة عن مكتب اليابان المحتمل.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة الأسبوع الماضي: "آسيا أرضٌ واعدة للتعاون والتنمية السلمية. وينبغي ألا تكون منبراً لمن يسعون إلى معارك جيوسياسية. واندفاع الناتو نحو الشرق وتدخُّله في شؤون آسيا والمحيط الهادئ سيقوضان بالتأكيد السلام والاستقرار في المنطقة".