نقلت صحيفة "لو موند" عن المستشار السياسي الإيراني، أمير محبيان، قوله إنّ "التسريب الأخير لتصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، طوى نهائياً إمكانية تقديم ترشحه لرئاسة الجمهورية الإسلامية في 18 من يونيو(حزيران) المقبل".
وبحثت العديد من الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الخميس، في أسباب وغايات وتداعيات تسريب انتقادات وزير الخارجية الإيراني قبل أيّام لقاسم سليماني و"حراس الثورة الإسلامية".
ورأت أنّ الصراع الداخلي بين الفصائل السياسية في إيران وصل إلى مستوى جديد غير مسبوق، حيث أظهرت التسريبات جرأة رئيس الدبلوماسية الإيرانية على كسر الخطوط الحمراء، مُهاجماً بشكل خاص أحد أهم حلفاء طهران، موسكو، فضلاً عن توجيه انتقاد شديد اللهجة للحرس الثوري، والأيديولوجية التي يتبنّاها جيش البلاد.
وقالت "لو موند" إنّه، وقبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وفي وقت حرج حيث استأنف دبلوماسيّوها محادثاتهم في فيينا مع واشنطن بهدف الامتثال للاتفاق النووي، تبرز بشكل خاص انتقادات ظريف لفيلق القدس، فرع الحرس المسؤول عن شنّ عمليات عسكرية إيرانية خارج الحدود الإقليمية، مُتهماً قائده السابق قاسم سليماني بالإضرار بالجهود السياسية لوزارته، وهو ما أثار ضجة في المعسكر المحافظ الذي دعا إلى رحيل جواد ظريف عن الحكومة، وحتى اعتقاله.
ورأت أنّه من خلال إدلائه بهذه التصريحات، يؤكد ظريف ما سبق وأن شكك الكثيرون به لفترة طويلة، وهو أن دوره كممثل للجمهورية الإسلامية على الساحة الدولية مُقيّد بشدة، ويوضح أن القرارات السياسية لا تُمليها فقط إرادة المرشد الأعلى علي خامنئي، ولكن أيضاً الفيلق المكوّن مما يُسمّى "حراس الثورة".
كذلك، وتحت عنوان "تصفية حسابات بين محمد جواد ظريف وحراس الثورة"، اعتبرت يومية "لو فيغارو" الفرنسية أنّ أعداء وزير الخارجية من المحافظين لن يستفيدوا بالضرورة من تسريب تسجيله الصوتي الذي ينتقد فيه بشدة دور الحرس الثوري وقائده السابق قاسم سليماني، ولكن على الأقل فقد تمّ إحراجه وتقييد طموحاته السياسية.
كما خصصت "لو فيغارو" مقالاً حول موضوع البرنامج الباليستي لإيران، والذي بات حجر الأساس في سياسة طهران الإقليمية، وأشارت إلى أنّ إيران منذ توقيعها الاتفاق حول برنامجها النووي، عام 2015، قامت بتجربة 30 صاروخاً قادراً على تحميل رؤوس نووية، خارقة بذلك قرارات مجلس الأمن.
وحذّرت الصحيفة من أنّ إيران تمكنت منذ ذلك الوقت من تطوير دقة صواريخها وسرعتها ومداها، عدا عن مشروع تصنيع صاروخ يصل مداه إلى 10 آلاف كيلومتر، ورأت أنّ الصواريخ الإيرانية تشكل منذ الآن خطراً وجودياً بالنسبة لإسرائيل ودول الخليج العربي، لكنّ الأخطر هو انتقال هذه التكنولوجيا العسكرية المتطورة إلى الميليشيات الموالية لإيران من حزب الله في لبنان إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
وخلصت "لو فيغارو" إلى أنّ كيفية تعامل الولايات المتحدة مع اتفاق البرنامج النووي الإيراني والتعديلات التي قد تفرضها عليه، ربما تُسهم باستقرار الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة أو بالعكس قد تُفاقم من حالة الفوضى السائدة فيه.