النهار الاخباريه- وكالات
أفادت أجهزة الشرطة بأن ثلاثة أرباع عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم للاشتباه في ارتكابهم جرائم إرهابية في بريطانيا، هم متطرفون من أقصى اليمين، داعيةً الأهالي إلى توخي الحذر من موجة تشجيع على التطرف تحدث عبر الإنترنت.
وتظهر أرقامٌ صدرت أخيراً في المملكة المتحدة، أن من بين 21 شخصاً ما دون سن الثامنة عشرة، جرى اعتقالهم في العام المنتهي في أبريل (نيسان) الفائت، كان 15 منهم على صلة بإرهابيي اليمين المتطرف في البلاد.
وتشير الإحصاءات إلى أن 13 في المئة من مجمل المشتبه بارتكابهم جرائم إرهاب من المحتجزين، هم الآن من فئة الأطفال، ما يشكل ارتفاعاً عن معدل 5 في المئة، في غضون عام واحد.
أما في ما يتعلق بالمراهقين الستة الباقين، فيُعتقد أنه يوجد من بينهم "جهاديون"، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى في هذا الصدد. وسبق أن أخضع عددٌ من الأطفال للمحاكمة بعد الكشف عن مؤامراتٍ بتنفيذهم هجمات، منهم فتى يبلغ من العمر 17 سنة، سُجن بتهمة التحضير لأعمال إرهابية أعد لها "نازيون جدد" في نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان بول دانليفي (لاعب ركبي مراهق دين بجرائم إرهابية) قد أجرى أبحاثاً عن طريقة تحويل مسدسٍ صوتي إلى سلاح حقيقي، وقدم "النصح والتشجيع" لزملائه المتطرفين عبر الإنترنت.
وفي يناير (كانون الثاني) عام 2020، سُجن المراهق جاك ريد، الذي كان آنذاك في السابعة عشرة من العمر، بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية، بعدما شرح تفاصيل مخططاته الهادفة إلى تفجير معابد يهودية ومبانٍ أخرى في منطقة دورام، كجزءٍ مما كان يعتقد بأنها "حربٌ عرقية" آتية.
وكان قد صدر حكمٌ على أصغر مجرمٍ إرهابي معروف في المملكة المتحدة في فبراير (شباط)، بعد تجنيد أعضاء لمجموعة من النازيين الجدد. الفتى الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسبابٍ قانونية، كان يبلغ من العمر 13 سنة عندما ارتكب أول جريمة له، وأصبح جزءاً من شبكةٍ دولية على الإنترنت تضم متطرفين من أقصى اليمين.
وأوضحت الشرطة أن عدد الأطفال الذين يتم القبض عليهم لارتكابهم جرائم إرهابية هو في تزايدٍ مستمر "بمعدل غير مسبوق"، ودعت الأهالي إلى التنبه لما يجري من تطرف عبر الإنترنت. وحذرت من أن تنامي التطرف ينجم عن استهداف الأطفال من جانب المتطرفين الأكبر سناً، وذلك من خلال وسائل عدة بما في ذلك الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين، ومنصة "يوتيوب"، ومنتديات الدردشة.
وفي هذا السياق، رأى نيك آدامز كبير مفتشي الشرطة البريطانية، وهو المنسق الوطني لبرنامج مكافحة التطرف "بريفنت"Prevent (يُعد جزءاً من استراتيجية مكافحة التطرف في المملكة المتحدة)، أن الاتجاهات الراهنة في البلاد تبدو "مثيرةً للقلق على نحوٍ لا يُصدق".
وأضاف: "يتعين علينا كمجتمع أن نبذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال من هذا التهديد. إن شرطة مكافحة الإرهاب تسعى إلى المساعدة في زيادة الوعي لدى الأهالي والأصدقاء والعائلات، بغية التعرف إلى المؤشرات التي يمكن من خلالها أن يقع الأطفال ضحايا التطرف".