الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تواصل الإضرابات في مصافي النفط وقطاع النظافة بفرنسا..

النهار الاخبارية - وكالات 

شهدت المدن الفرنسية، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس السبت 18  مارس/آذار 2023 مظاهرات جديدة، احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد، وسط تواصل الإضرابات في قطاعات عدة، أبرزها مصافي النفط وعمال النظافة في باريس، وذلك بعد أن لجأت السلطات إلى تمرير القانون المثير للجدل بدون تصويت البرلمان؛ ما زاد من غضب المعارضة والنقابات العمالية. وتقدمت أحزاب معارضة في البرلمان بمذكرتين لحجب الثقة عن الحكومة.

فوسط غضب إزاء قيام الحكومة الفرنسية برفع سن التقاعد دون تصويت برلماني، استمرت الإضرابات في مصافي النفط السبت، وخرجت المزيد من الاحتجاجات في عموم البلاد، ومع تزايد الاضطرابات جنباً إلى جنب مع تراكم القمامة في شوارع باريس، بعد أن انضم عمال النظافة إلى الإضرابات، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون التحدي الأخطر لسلطته منذ ما يسمى باحتجاجات السترات الصفراء في ديسمبر/كانون الأول 2018.

إضراب موظفين في فرنسا بسبب قانون التقاعد 
قال متحدث باسم شركة توتال إنرجيز إن نحو 37% من الموظفين التشغيليين في مصافي ومستودعات للشركة في فرنسا أضربوا عن العمل السبت. وفي الوقت نفسه استمرت الإضرابات بالتناوب في قطاع السكك الحديدية.

من جهة أخرى، اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية مع متظاهرين مساء الجمعة في باريس، حيث خرجت مظاهرة في ساحة الكونكورد بالقرب من مبنى البرلمان، مما أدى إلى القبض على 61 شخصاً. وتريد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون رفع سن التقاعد عامين إلى 64 عاماً، وتقول الحكومة إن هذا ضروري لضمان عدم إفلاس المنظومة.

مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة 
في سياق متصل، تقدم نواب معارضون باقتراحين لحجب الثقة عن الحكومة. وأتى الاقتراحان الجمعة بمثابة رد على قرار ماكرون الخميس، الاستناد إلى المادة 49.3 من الدستور التي تسمح بتبني نص من دون التصويت عليه في الجمعية الوطنية، ما لم يؤدِّ اقتراحٌ بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة.

يبرز شبه إجماع على اعتبار اللجوء إلى المادة 49.3 من الدستور نكسة بالنسبة إلى ماكرون الذي رَهَن رصيده السياسي في سبيل هذا الإصلاح جاعلاً منه أبرز مشاريع ولايته الرئاسية الثانية.

على الرغم من الخشية من حدوث أعمال عنف، تجمّع آلاف المتظاهرين مساء الجمعة في ساحة الكونكورد في باريس، للاحتجاج أمام الجمعية الوطنية وقصر الإليزيه الرئاسي. وأشعل متظاهرون النار وشهدت الأجواء توتراً حين تدخلت الشرطة مع حلول الليل. ورمى مئات المتظاهرين زجاجات ومفرقعات على عناصر الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع، محاولين إخلاء المكان، مع هطول المطر.

في حين أعلنت الشرطة اعتقال 61 شخصاً. وقال جان للحشود وسط التصفيق، وهو طالب لم يكشف عن اسمه الكامل: "نفذنا أياماً من الإضرابات الجيدة، لكننا حاليا نحتاج إلى تحرك هجومي". وأضاف: "بالنسبة لنا، التكتل النقابي مات! إنها بداية أمور أخرى!"

إضرام النار في بلدية ليون 
في ليون في شرق وسط البلاد، اقتحم متظاهرون مقر بلدية و"حاولوا إضرام النار"، لكن تمكنت الشرطة من إخماد الحريق على الفور، وأوقفت 36 شخصاً، بحسب ما ذكرت.

في حين نُظمت تجمعات في مدن عديدة، من ليل في الشمال، إلى بوردو في الغرب، مروراً بستراسبورغ في الشرق، حيث "تدهور" الوضع، بحسب ما أكدت الشرطة.

قال فيليب ميلان لوكالة الأنباء الفرنسية، وهو أستاذ في مدرسة ثانوية في رين (غرب) حيث تظاهر أكثر من ألفي شخص، إن استخدام المادة 49.3 "بمثابة إهانة. لم يستمعوا إلينا منذ أسابيع، ما أثار غضباً كبيراً".

إلى ذلك سوف تنظر الجمعية الوطنية الفرنسية، الإثنين، ابتداءً من الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينتش) باقتراحي حجب الثقة عن الحكومة، بحسب ما قالت مصادر برلمانية.

كما قدّم أحد الاقتراحين الجمعة نواب مجموعة "ليوت" المستقلة و"تشارك فيه أحزاب عدة". وشارك نواب من ائتلاف "نوبس" اليساري في التوقيع على هذا الاقتراح الذي يندد بـ"ذروة النفي غير المقبول للديمقراطية".

كذلك قدّم نواب من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، بدورهم اقتراحاً آخر لحجب الثقة، مؤكدين أنهم سيصوتون "لصالح كل اقتراحات حجب الثقة المقدمة". وكرر الأمين العام لنقابة (سي إف دي تي) لوران بيرجيه الجمعة، تحذيره من تفاقم الغضب في البلاد، ودعا الرئيس الفرنسي إلى "سحب الإصلاح".

تصويت الأكثرية المطلقة 
لإسقاط الحكومة يجب أن تصوت الأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية على اقتراح لحجب الثقة، أي 287 صوتاً. ويتطلب ذلك أن يصوت نحو ثلاثين نائباً يمينياً من حزب الجمهوريين (من أصل 61) على الاقتراح. ويتوقع أن يجمع اقتراح "ليوت" أصوات أطراف مختلفة بخلاف اقتراح "التجمع الوطني".

في حين اختارت الحكومة الفرنسية رفع سن التقاعد القانوني، استجابة للتدهور المالي الذي تشهده صناديق التقاعد، ولشيخوخة السكان.

كذلك فإن فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سن للتقاعد، مع العلم أن أنظمة التقاعد في مختلف الدول غير قابلة للمقارنة بشكل كامل.

في المقابل تُظهر مختلف استطلاعات الرأي أن غالبية الفرنسيين تعارض هذا الإصلاح، على الرغم من أن عدد المتظاهرين في الشوارع والمضربين عن العمل انخفض مع مرور الوقت.

إلى ذلك فقد أعلنت الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) إغلاق مصفاة "توتال إنرجي" في نورماندي (شمال غرب) ابتداء من نهاية هذا الأسبوع.

يبرز الغضب في باريس أيضاً عبر تراكُم النفايات، إذ تسبب إضراب عمال جمع القمامة ببلوغ كمية النفايات في شوارع العاصمة نحو 10 آلاف طن الجمعة، بحسب البلدية.

إلى ذلك، طلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران أن تلغي الإثنين 30% من رحلاتها في باريس-أورلي و20% في مرسيليا-بروفانس في جنوب شرق البلاد، بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية احتجاجاً على رفع سن التقاعد.