الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقرير يتوقع تعرض قنبلة نووية أمريكية خارج البلاد لأضرار..

النهار الاخبارية 
أفاد تقرير لاتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، نُشر الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023، بأن إحدى القنابل النووية الأمريكية المُخزنة في قاعدة جوية هولندية، قد تكون تعرضت لضرر في حادث وقع مؤخراً، في وقتٍ يُنتظر فيه وصول جيل جديد من الأسلحة إلى القارة، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.

حيث اكتشف اتحاد العلماء الأمريكيين صورة للقنبلة النووية "بي 61" خضعت لتفتيشٍ لاكتشاف تضررها أجراه جنود أمريكيون، من بينهم اثنان من وحدة إبطال الذخائر المتفجرة، إضافة إلى شخص آخر مدني، ويبدو الجزء الخلفي من القنبلة ملتوياً بسبب صدمة، فيما كانت إحدى زعانف الذيل مفقودة، كما كان هناك شريط لاصق زهري اللون يغطي ثقباً على ما يبدو.

وقال التقرير إن الصورة أُدرجت ضمن عرض تقديمي للمتقدمين لوظيفة طلابية عن طريق مختبر لوس ألاموس الوطني في نيومكسيكو، الذي يعد إحدى منشآت الأسلحة النووية في البلاد، وحدد موقع الصورة في قاعدة فولكل الجوية بهولندا، التي تعد واحدة من ست قواعد في خمسة بلدان أوروبية تُخزَّنُ فيها 100 قنبلة نووية حرارية بي 61، في إطار اتفاقية مشاركة نووية مع الولايات المتحدة.

لا تأكيدات رسمية!
بدوره، ذكر هانز كريستنسن، كاتب التقرير ومدير مشروع المعلومات النووية لدى اتحاد العلماء الأمريكيين: "يجب التأكيد قبل كل شيء، أنه ليس هناك تأكيد رسمي يفيد بأن الصورة التُقطت في قاعدة فولكل، أو أن شكل القنبلة بي 61 الملتوية هو لسلاحٍ حقيقيٍّ (أم أنه سلاح تدريبي)، أو أن الضرر كان نتيجة حادث (أم أنه محاكاة تدريبية). إذا كان الضرر حقاً نتيجة واقعة سلاح نووي، فستجسد هذه أول حالة موثقة لحادث سلاح نووي حديث في قاعدة جوية بأوروبا".

بينما أوضحت صحيفة الغارديان أن أي ضرر يتعرض له سلاح نووي يُعرف بحادث "رمح مُنحنٍ"، ويبقى سرياً في العموم. 

ولم يدلِ متحدث باسم القوات الجوية الأمريكية في أوروبا بتعليقٍ مباشرٍ على الصورة، لكنه قال: "تحافظ الولايات المتحدة على أعلى مستويات المعايير بالنسبة للأفراد والمعدات التي تدعم الترسانة الاستراتيجية، والتي تضم التدريب الروتيني والصيانة والأنشطة الأمنية، من أجل حماية القدرات الحيوية لأمريكا".

وأوضح المتحدث: "بموجب ما تقتضيه السياسة الأمريكية، لا نستطيع أن نؤكد وجود أو عدم وجود أية أسلحة نووية في أي موقع محدد أو عام، ولا نستطيع أن ننكر ذلك. يتضمن ذلك التدريبات المحددة أو العمليات الميدانية الحقيقية".

في الوقت ذاته، قال  مختبر لوس ألاموس الوطني في تصريح عبر البريد الإلكتروني لصحيفة الغارديان: "ليست هناك معلومات إضافية متاحة بشأن الصورة".

الموافقة الأمريكية شرط
يشار إلى أن مثل هذه القنابل تبقى مملوكة للولايات المتحدة، لكن الطواقم الجوية في ست دول من حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مدربون على وضعها على متن الطائرات والطيران بها. 

وفي حالة وقوع أعمال عدائية، يتطلب نقل الأسلحة إلى طائرات الحلفاء، الحصول على موافقة الولايات المتحدة، ومجموعة التخطيط النووي بالناتو، وأيضاً رئيس الوزراء البريطاني. 

ويشار إلى أن ممارسة عمليات المشاركة النووية هذه تجري سنوياً في إطار تدريبات "الظهيرة الصامدة" الخاصة بالناتو، والتي أجريت أحدث نسخها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وقد طلبت بولندا أن تكون ضمن هذه الترتيبات منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.

طالما جادل أنصار الحد من التسلح بأن قنبلة بي 61 عفى عليها الزمن عسكرياً، ويجب سحبها من أوروبا، لأنها خطوة يسيرة نحو نزع الأسلحة، وفكرت إدارة أوباما في سحبها، لكنها قوبلت بمعارضة من بعض الحلفاء الأوروبيين الذين ارتأوا أنها ترمز إلى المظلة النووية الأمريكية التي تحميهم، فيما أُهملت الفكرة كلياً في أعقاب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014.

وبدلاً من ذلك، خضع السلاح لعملية تحديث، ويُنتظر أن تُسلم النسخة الجديدة، بي 61-12، إلى أوروبا. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مُنحت طائرات النقل "سي-17 إيه" موافقة السلامة التي تسمح لها بحمل قنابل بي 61-12 النووية. وذكر كريستنسن، كاتب تقرير اتحاد العلماء الأمريكيين، أن طائرةً من هذا الطراز سافرت من مدينة ألباكركي بولاية نيومكسيكو إلى قاعدة فولكل قبل أسبوع، لكنه حذّر من أن ذلك لا يثبت أنها كانت تحمل قنابل بي 61-12.