الأربعاء 25 أيلول 2024

تقارير ترجح تورط الصين بتطوير أسلحة “لتشويش المخ” بعد تعرض دبلوماسيين أمريكيين لأعراض غامضة

النهار الاخبارية - وكالات 

أُثيرَت مخاوف من أن الصين تطوِّر أسلحةً "لتشويش المخ"، رغم رفض الادعاءات بأن متلازمةً غامضة تصيب الدبلوماسيين الأمريكيين في أكثر من مكان، قد نتجت عن هجومٍ متعمد. 

بحسب ما نقلت صحيفة New York Post الأمريكية الأحد 16 يوليو/تموز 2023، عن تقرير صادر من ثلاثة محللين يطلقون على أنفسهم اسم مبادرة "مواجهة التهديد البيولوجي من الحزب الشيوعي الصيني"، فإن "من غير المعروف للكثيرين، أن الحزب الشيوعي الصيني وجيش التحرير الشعبي التابع له قد أثبتا أنهما يتصدران العالم في تطوير أسلحة الضربات العصبية". 

وتزعم وثيقة بعنوان "تعداد واستهداف وانهيار الضربات العصبية للحزب الشيوعي الصيني" أن بكين تطوِّر أساليب لإضعاف تفكير الأفراد العسكريين والمسؤولين الحكوميين. 

يزعم الزميل في معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية وعالم الميكروبيولوجي السابق بالجيش الأمريكي وضابط الاستخبارات السابق في القوات الجوية الأمريكية أن أسلحة الموجات الدقيقة والطاقة الموجهة المماثلة يمكنها "مهاجمة أو حتى السيطرة على أدمغة الثدييات (بما في ذلك البشر)". 

بحسب التقرير، فإنه "مع ذلك، يمتد استخدام علم الأعصاب في تطوير الأسلحة إلى ما هو أبعد من نطاق وفهم أسلحة الموجات الدقيقة الكلاسيكية". 

ويؤكد الثلاثة أصحاب المبادرة أن مثل هذه التكنولوجيا، إلى جانب الحرب النفسية، هي "عنصر أساسي في استراتيجية الحرب غير المتكافئة (التي تتبعها بكين) ضد الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". 

ولكن في حين أن التقرير، المكون من 12 صفحة، يتكهن بإسهابٍ حول القوة الاستراتيجية والتكتيكية لمثل هذا الهجوم، فإنه لا يحتوي على أي تفاصيل حول هذه الأسلحة، أو كيفية عملها بالفعل.  

متلازمة هافانا 
وهذا هو نفس السبب وراء رفض تحقيق استمر لمدة عامين في حوالي 1500 "حادث صحي غير طبيعي"، أبلغ عنه دبلوماسيون أمريكيون منذ العام 2016، فكرة أنهم كانوا ضحايا هجوم من نوعٍ ما. 

كانت مجموعة من الأعراض غير المبررة، بما في ذلك فقدان السمع والدوار والغثيان و"ضباب الدماغ"، قد أُطلِقَ عليها اسم "متلازمة هافانا"، حيث كان مركزها هو البعثة الدبلوماسية الأمريكية في كوبا.

وأصدرت سبع وكالات استخبارات أمريكية تقييماً مشتركاً للمتلازمة في مارس/آذار 2023. 

ورأت خمس وكالات أن "المعلومات الاستخباراتية المتاحة تشير باستمرار ضد تورط أعداء الولايات المتحدة في التسبب في الحوادث المبلغ عنها". وأعلنت الوكالة السادسة أن الهجوم "غير مرجح"، فيما امتنعت الوكالة السابعة عن إصدار استنتاج.

ووجد التقييم أنه لا يوجد "خصم أجنبي" لديه سلاح قادر على إحداث الآثار الصحية الموصوفة. 

من جانبه، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، في ذلك الوقت: "إن تقييم مجتمع الاستخبارات يعكس أكثر من عامين من الجمع الدقيق والمضني، والعمل الاستقصائي، والتحليل من قبل وكالات مجتمع الاستخبارات، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية". 

وأضاف: "لقد طبقنا أفضل التقنيات التشغيلية والتحليلية والتقنية للوكالة على ما يعد واحداً من أكبر التحقيقات وأكثرها كثافة في تاريخ الوكالة". 

ووجد تقرير مبكر في التفشي الأولي للشكاوى في السفارة الأمريكية في كوبا أن ظهور الأعراض جاء بعد "سماع شيء ما" من اتجاه معين. وسرعان ما انتشرت تقارير عن الأعراض في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السفارات في الصين وروسيا وألمانيا وحتى مكاتب واشنطن. 

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في البداية أن الأعراض نتجت عن "جهاز صوتي". وتراجعت في وقتٍ لاحق عن هذا الادعاء. لكن قيل إن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للضحايا لم تجد أي شيء غريب. وفشل تحليل أعراض وظروف المتلازمة في العثور على أي أنماطٍ متسقة.