الإثنين 30 أيلول 2024

ترحيب إقليمي ودولي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية..

النهار الاخبارية - وكالات 

اعتبر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، الجمعة 10 مارس/آذار 2023، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران "نصر" للحوار والسلام، بينما رحب كل من البيت الأبيض ومجلس التعاون الخليجي والإمارات وتركيا ولبنان وحزب الله باستئناف العلاقات التي تعزز تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين السعودية وإيران، إن استئناف العلاقات "أنباء طيبة وعظيمة" في العالم المضطرب حالياً، مشيراً إلى أن السعودية وإيران والصين أبدت الاستعداد لبذل كل ما يمكن من أجل تعزيز السلام الدولي والإقليمي

وأعلنت إيران والمملكة العربية السعودية في بيان مشترك، الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

جاء الإعلان عن الاتفاق بعد محادثات كانت غير معلنة مسبقاً واستمرت أربعة أيام في بكين، بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن البيان، أن الدول الثلاث "تعلن توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدةٍ أقصاها شهران".

البيان أضاف: "ويتضمن (الاتفاق) تأكيدهما (البلدين) احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

فيما أشارت الوكالة إلى أن ذلك يأتي استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، من أجل تطوير "علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وأن بكين تقدّمت بطلب رعاية المباحثات بين الرياض وطهران.

كبير الدبلوماسيين الصينيين أضاف أن بكين ستواصل لعب دور بنّاء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم، وستُظهر تحلّيها بـ"المسؤولية" بصفتها دولة كبرى.

في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مستشار الأمن الوطني بالمملكة، أن "الرياض تثمن ما توصلت إليه وتأمل مواصلة الحوار البناء".

وقّع الاتفاق كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي.

ترحيب إقليمي ودولي
من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن الاتفاق وترحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط.

فيما أعلن مجلس التعاون الخليجي في بيان بترحيبه باتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية.

كما رحبت أبوظبي بالخطوة، وقال مسؤول إماراتي رفيع على "تويتر": "نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية".

بينما علق زعيم حزب الله حسن نصر الله، بالقول إن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية "تطور جيد"، كما رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بالبيان الثلاثي الصيني السعودي الإيراني بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران.

كما رحبت وزارة الخارجية التركية باتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد 7 سنوات، وتبادل فتح السفارتين.

إذ قالت الخارجية التركية في بيان، الجمعة: "نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران، الذي تم التوصل إليه في بكين في 10 مارس، والذي ينص على استئناف العلاقات الدبلوماسية".

 "تحرك في الاتجاه الصحيح"
كان البلدان قد ظلا على خلاف على مدى سنوات، ودعما أطرافاً متصارعة في حروب بالوكالة في اليمن وسوريا وغيرهما. وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعياً.

في حين قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن تطبيع العلاقات يوفر آفاقاً كبيرة لكلا البلدين وللشرق الأوسط، مشيراً إلى إمكانية اتخاذ خطوات أخرى.

وكتب أمير عبد اللهيان على تويتر: "السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي".

فيما قال مسؤول أمني إيراني كبير إن اتفاق الجمعة صادق عليه الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

وصرح المسؤول لـ"رويترز": "لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل الزعيم الأعلى. أرادت المؤسسة أن تظهر أن السلطات العليا في إيران تدعم هذا القرار".

تعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وحملت السعودية إيران المسؤولية عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.

واتفق البلدان أيضاً، الجمعة، على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في 2001، إضافة إلى اتفاقية أخرى سابقة للتجارة والاقتصاد والاستثمار.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.