الخميس 28 تشرين الثاني 2024

بوتين ينفي أي علاقة لموسكو بأزمة اللاجئين بين بيلاروس وبولندا

النهار الاخباريه وكالات 

ما زالت تتفاعل قضية المهاجرين العالقين في مساحة غير تابعة لأي بلد رسمياً عند الحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا العضوين في الاتحاد الأوروبي، واللتين ترفضان دخول المهاجرين إلى أراضيهما. ويرتفع منسوب التوتر إذ تم نشر آلاف الجنود على الجانبين.

ففي وقت يتهم القادة الأوروبيون رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو باستدراج المهاجرين وإرسالهم للعبور إلى بولندا رداً على عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك على خلفية قمعها للمعارضة، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي علاقة لموسكو بالأزمة.

وألقى بوتين، خلال مقابلة مع قناة "فيستي" الرسمية بثت، السبت 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، باللوم في الأزمة على السياسات الغربية في الشرق الأوسط، مندداً باتهامات بولندا وغيرها بأن روسيا تعمل مع بيلاروس لإرسال المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي.

وقال "أريد أن يعرف الجميع أنه لا علاقة لنا بها".

وأشار إلى أن على القادة الأوروبيين عقد محادثات مع رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو لحل الأزمة، مؤكداً "كما فهمت" أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على استعداد للقيام بذلك.

وأضاف "علينا ألا ننسى مصدر هذه الأزمات المرتبطة بالمهاجرين.. (من) الدول الغربية بما فيها تلك الأوروبية".

ولم يخف بوتين أن لوكاشنكو كان يتصرف وحده عندما هدد الأسبوع الحالي بمنع الغاز الروسي من عبور بيلاروس إلى أراضي أوروبا.

وقال "صدقاً، كانت تلك المرة الأولى التي أسمع فيها ذلك. لم يبلغني قط ولم يلمح إلي حتى بذلك. بإمكانه على الأرجح القيام بذلك، لكنه لن يكون أمراً جيداً".

وأكدت بيلاروس، الجمعة، أنها "سترد بقسوة على أي هجمات" وأجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا لقوات مظلية قرب الحدود.

جثة شاب سوري

في الأثناء، ذكرت الشرطة البولندية، السبت، أنها عثرت على جثة شاب سوري قرب الحدود مع بيلاروس، وأن مجموعة تضم حوالى مئة مهاجر حاولت عبور الحدود في المنطقة، خلال الليل. وقالت الشرطة إنه لم يحدد بعد سبب الوفاة.

وترفع الوفاة الأخيرة إلى 11 شخصاً الحصيلة الإجمالية للمهاجرين الذين عثر على جثثهم على الجانبين منذ بدأت الأزمة خلال الصيف، وفق منظمات إغاثية.



12 دولة أوروبية تسعى لتمويل حواجز أمام المهاجرين

وأعلن حرس الحدود البولندي، السبت، أن جنوداً من بيلاروس قاموا خلال الليل بقطع جزء من السياج الحدودي المؤقت الذي أقامته بولندا لردع المهاجرين.

وتتحدث بيلاروس عن وجود نحو 2000 شخص في المخيم، بينهم امرأة حامل وأطفال. أما بولندا، فتشير إلى أن هناك ما بين 3000 و4000 مهاجر عند الحدود، فيما يصل المزيد يومياً.

ويزداد القلق حيال معاناتهم في وقت تواصل درجات الحرارة انخفاضها، فيما ترفض بولندا السماح لهم بالعبور وتتهم بيلاروس بمنعهم من مغادرة المنطقة.

وأفادت سلطات بيلاروس، السبت، بأنها تقوم بإيصال المساعدات بما في ذلك الخيام ومعدات التدفئة إلى مخيم المهاجرين، في خطوة من شأنها أن تحوله إلى موقع دائم تقريباً عند حدود الاتحاد الأوروبي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "بلتا" أن الأجهزة الحكومية تقيم خياماً في المكان فيما تم إيصال مولد.

وقال نائب رئيس لجنة الحدود التابعة للدولة إيغور بوتكيفتش إن "الجانب البيلاروسي يقوم بكل ما يمكن لتوفير ما يحتاجون إليه. تم إيصال المياه والحطب والمساعدات الإنسانية".

ويحاول المهاجرون عبور الحدود منذ أشهر، لكن الأزمة تفاقمت عندما قام المئات بمحاولة منسقة، الإثنين، قبل أن يصدهم حرس الحدود البولنديون.

عقوبات أوروبية

ويتوقع بأن يوسع الاتحاد الأوروبي عقوباته، الأسبوع المقبل، على بيلاروس لتشمل تدابير جديدة رداً على تهمة "تهريب البشر".

وفي مقابلة لنائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس سكيناس مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشرت، السبت، قال إنه سيتم "إقرار وتطبيق" العقوبات.

وأوضح أنها ستطبق على الخطوط الجوية البيلاروسية "بيلافيا"، التي اتهمت بنقل المهاجرين من تركيا وغيرها إلى مينسك.

وأفاد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بأنه حقق بعض النجاحات في جهوده الرامية إلى منع تدفق المهاجرين إلى بيلاروس، بعدما حظرت أنقرة على العراقيين والسوريين واليمنيين السفر إلى البلد السوفياتي سابقاً من تركيا.

وقال مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم كالين لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت، إنه "لا علاقة لتركيا" بالأزمة.

وأضاف، "يتوجه المسافرون من بيلاروس ومنها إلى ليتوانيا وبولندا وغيرهما من دول الاتحاد الأوروبي. الإلقاء باللوم على تركيا أو الخطوط الجوية التركية في هذا الصدد، هو بكل بساطة من باب التضليل وفي غير محله".

وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، عن "قلقه البالغ" حول أزمة المهاجرين. وقال لصحافيين قبل مغادرته لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المقر الرئاسي في كامب ديفيد "عبرنا عن قلقنا لروسيا (...) وبيلاروس".

وأعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، أنه يحقق تقدماً في التعامل مع أزمة الهجرة عند الحدود، بعدما حظرت تركيا على مواطني ثلاث دول في الشرق الأوسط التوجه إلى بيلاروس.