الأحد 10 تشرين الثاني 2024

بعد وفاة راكب بريطاني على الخطوط السنغافوريه ماهي المطبات الهوائيه التى تتعرض لها الطائرات وهل هناك خطورة على حياة الركاب ؟؟؟


النهار الاخباريه وكالات
تعرضت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، في 26 مايو/أيار 2024، لاضطرابات جوية فوق تركيا بسبب المطبات الهوائية؛ مما أدى إلى إصابة 12 راكبا وطاقم الطائرة. وهبطت الرحلة المتجهة من الدوحة إلى دبلن بسلام، بعد الحادث الذي تسبب في اصطدام الأشخاص بسقف الطائرة.
تأتي هذه الأخبار بعد خمسة أيام فقط من وفاة راكب بريطاني وإصابة 104 آخرين بعد تعرض طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية لاضطرابات جوية مفاجئة فوق ميانمار بسبب المطبات الهوائية؛ مما أدى إلى فقدانها الارتفاع بشكل كبير. فيما هبطت هذا الأسبوع طائرتان في إيران والسويد بشكل اضطراري بسبب المطبات الهوائية.
ورغم أن المطبات الهوائية هي جزء شائع في الرحلات الجوية، لكن كيف تحدث وما درجة خطورتها، وما المسارات الأكثر عرضة للخطر؟
ما هي المطبات الهوائية؟
تحدث المطبات الهوائية عندما تحلق الطائرة عبر هواء مضطرب نسبياً، وتختلف فيه حركة تيارات الرياح حول أجنحة الطائرة، حيث يحدث هذا الاضطراب هزات جانبية ورأسية مفاجئة، لتسبب بذلك إصابات للطاقم والركاب أثناء الرحلة الجوية.
وهناك ثمانية أنواع من الاضطرابات الجوية التي تسببها المطبات الهوائية، بما في ذلك العواصف الرعدية والحرارية والأمامية و"الموجات الجبلية"، والتي تندرج ضمن ست فئات من الشدة.
أين تكون المطبات الهوائية أكثر شيوعاً؟
بشكل عام، من المتوقع حدوث اضطرابات فوق الجبال العالية والمحيطات وخط الاستواء وعند دخول التيارات النفاثة، حيث من الضروري تشغيل علامة حزام الأمان عند الاقتراب من جبال الأنديز، وفقاً لجويدو كاريم، الأستاذ بجامعة جريفيث في أستراليا. ولكن الاضطرابات الجوية الواضحة- التي تنتج عادة عن تغير مفاجئ للغاية في اتجاه الرياح- يمكن أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت. 
يقول كاريم وهو طيّار سابق: "تتفاعل العوامل المختلفة لتخلق اضطراباً جوياً، فمثلاً يمكن للتغير المناخي أو حرائق الغابات أن تسبب اضطرابات جوية للطائرات في السماء". 
ويضيف كاريم أن معظم الاضطرابات الجوية لا يمكن رؤيتها أو توقعها، لكن تكنولوجيا الرادار للكشف عن الاضطرابات الجوية آخذة في التحسن، ولكن على الرغم من جميع التقنيات الموجودة على الطائرات، لا يمكننا التنبؤ بدقة بمكان وزمان حدوث هذه الاضطرابات.
وقال كاريم إن خليج البنغال خلال فترة الرياح الموسمية يكون أن يكون مضطرباً بشكل خطير، كما هو الحال مع الطيران فوق جبال الألب في بعض الأحيان.
ويقول الطيار السابق إن الرطوبة العالية ودرجات الحرارة تميلان إلى جعل الاضطراب الجوي أقوى؛ لذا فإن السفر من لندن إلى مدينة نيويورك في أشهر الصيف من المرجح أن يكون أكثر وعورة من الطيران على نفس المسار في شهر ديسمبر.
ما هي مسارات الطيران الأكثر اضطراباً في العالم؟
يستخدم موقع Turbli السويدي للتنبؤ بالاضطرابات الجوية بيانات من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة.
وكان أكثر المسارات الجوية اضطراباً في عام 2023 هو: 
سانتياغو في تشيلي، إلى سانتا كروز في بوليفيا. 
ألماتي في كازاخستان إلى بيشكيك في قيرغيزستان.
لانتشو إلى تشنغدو في الصين.
سنتراير إلى سينداي في اليابان
ميلانو في إيطاليا إلى جنيف في سويسرا. 
وأيضاً من ميلانو إلى زيورخ بسويسرا.
وكانت الدول الأكثر اضطراباً التي حلّقت فوقها الطائرات في شهر أبريل/نيسان 2024، بحسب الموقع هي: بولينيزيا الفرنسية وفيغي وباكستان وناميبيا وأوروغواي. وتم تصنيف جنوب المحيط الهادئ على أنه أكثر المحيطات اضطراباً التي يمكن الطيران فوقها.
لم يتم تسجيل أي منها فوق معدل (تبديد دوامة الاضطراب الخفيف) التي تعرف اختصاراً (edr) البالغ 20 درجة، ويحدث الاضطراب الشديد فوق 80 درجة.
ما علاقة التغير المناخي بالمطبات الهوائية؟
وتظهر أرقام مكتب سلامة النقل الأسترالي أنه في عام 2023، كان هناك 3047 حادثاً للطائرات التجارية على مستوى العالم، ومن بين هذه الحالات، كان سبب 236 حالة الطقس. وحتى الآن في 2024 وقع 790 حادثاً للطائرات التجارية، منها 52 حادثاً بسبب الطقس. 
في النهاية، يحذر الخبراء من أن حوادث الاضطرابات الشديدة آخذة في الارتفاع؛ حيث زادت بنسبة 55% بين عامي 1979 و2020، ويعتقد أن أزمة تغير المناخ هي العامل الرئيسي المسؤول.
وتغير المناخ يمكن أن يجعل الاضطرابات الشديدة مشكلة أكبر لقطاع الطيران في المستقبل. وفي العام الماضي، وجدت دراسة نشرت في مجلة Geophysical Research Letters أن حجم الاضطرابات الجوية في بعض أجزاء العالم ربما يكون في ارتفاع بالفعل، بسبب تغير المناخ.
كما وجدت دراسة منفصلة أجريت عام 2019، نشرتها مجلة Nature أن تغير المناخ يزيد بالفعل من الاضطرابات الجوية، من خلال زيادة ما يعرف بالقص العمودي في التيار الهوائي.