النهار الاخبارية - وكالات
قال موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 16 مارس/آذار 2023، إن الجيش المصري أطلع روسيا على تفاصيل محادثاته الخاصة مع الولايات المتحدة، حتى بعد تحذير واشنطن للقاهرة من التعامل مع الكرملين في ما يخص ليبيا، وذلك وفقاً لخطاب بعث به الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
تُمثل هذه البرقية واحدةً من عدة مراسلات بين حفتر ومبعوثيه والمسؤولين الروس، وحصل الموقع البريطاني على هذه البرقيات الدبلوماسية بشكلٍ حصري، من مصدر ليبي مُقرب إلى دائرة حفتر.
في الخطاب غير المؤرخ إلى وزير الدفاع الروسي، طلب حفتر أن ترسل روسيا مقاتلات نفاثة إلى المطارات المصرية "القريبة من الحدود الليبية في أقرب وقتٍ ممكن"، لكن حفتر اشتكى من أن واشنطن حذّرت القاهرة من استخدام أراضيها كمنصة انطلاق للمساعدة في الإطاحة بحكومة طرابلس، المعترف بها من الأمم المتحدة.
من المفهوم أن الخطاب قد أُرسِل عندما زار حفتر حاملة الطائرات الروسية بالبحر المتوسط في شهر يناير/كانون الثاني 2017، حين كان يسعى لتعميق التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو لدعم قواته.
يقول المحللون إن إطلاع مصر لموسكو على تفاصيل محادثاتها مع الولايات المتحدة مسألة تُبرز التحديات التي تواجهها واشنطن اليوم، بالتزامن مع محاولة واشنطن تجنيد القاهرة للمساعدة في الإطاحة بروسيا من ليبيا، وغيرها من النقاط الساخنة في إفريقيا.
السيسي يميل لروسيا
كان طرد مرتزقة مجموعة فاغنر من ليبيا والسودان موضوعاً أساسياً في المحادثات، التي جرت بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز والمسؤولين المصريين خلال زيارته لمصر في يناير/كانون الثاني 2023.
كما أثار وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الموضوع بشكلٍ مباشر، في أثناء حديثه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، خلال الشهر نفسه.
بينما قال الخبير الليبي في مركز أبحاث Royal United Services Institute for Defence and Security Studies، جلال حرشاوي، إنه يشك في تعاون القاهرة. حيث صرح للموقع البريطاني قائلاً: "ما يزال المصريون على علاقة وطيدة مع الروس، وينعمون بحميميةٍ سياسيةٍ شديدة معاً".
وتتجاوز العلاقات بين مصر وروسيا حدود ليبيا. إذ كانت القاهرة من العواصم العربية المتعددة التي رفضت دعم العقوبات الغربية ضد روسيا، التي تبني شركتها النووية الوطنية Rosatom محطةً للطاقة في مصر.
وارتفعت حصة القمح الروسي الذي يصل إلى مصر المعتمدة على الاستيراد، رغم الحرب المستعرة في أوكرانيا.
يقول حرشاوي: "إذا كنت في مكان الرئيس السيسي وطلبت منك واشنطن المساعدة في الإطاحة بالروس من ليبيا، فسوف تقدم بادرةً رمزية وتنسى الأمر".
بينما قال الدبلوماسيون والمحللون إن موسكو والقاهرة متوافقتان في رغبتهما في إبقاء سيطرة حفتر على شرق ليبيا.
كما طلبت القاهرة من روسيا أن تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لعرقلة المقترح الذي كان سيُطرح لإحياء العملية الانتخابية في ليبيا، وذلك بحسب تصريحات دبلوماسيين مطلعين على الأمر للموقع البريطاني.