الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

بايدن يستخدم مدير “سي آي إيه” في مهمات دبلوماسية وسط تغير في مهمة الوكالة للتركيز على الصين


النهار الاخبا ريه. وكالات 

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز” تقريرا أعدته كاترينا مانسون في واشنطن قالت فيه إن الرئيس جوي بايدن كلف مدير مخابراته بمهمة دبلوماسية صعبة. وجاءت المهمة في وقت يحاول فيه مدير الوكالة ويليام بيرنز إعادة هندسة وترتيب وكالة الاستخبارات (سي آي إيه) والتعامل في الوقت نفسه مع التحديات التي تمثلها الصين وروسيا.

 وقالت إن بيرنز الذي يعد أول دبلوماسي يتولى وكالة الاستخبارات يذكر نفسه أكثر من مرة بأن عليه الالتزام بدوره كمسؤول لسي آي إيه. وقال مازحا في كلمة أمام طلاب جامعة ستانفورد، تحدث إليهم في تشرين الأول/أكتوبر: "كان علي أن أخبر زملائي في غرفة الأزمة بالبيت الأبيض أن يركلوني تحت الطاولة إن بدأت أنحرف في اتجاه آخر”. وبعد تسعة أشهر من توليه الرئاسة يقوم بايدن باستخدام بيرنز في مهام تتماهى فيها الخطوط بين الدبلوماسية والاستخبارات، ويقوم بدور المبعوث العام بطريقة غير مسبوقة لمسؤول سي آي إيه. فقد اعتمد بايدن مرتين على مدير مخابراته في مهام دولية، في المرة الأولى لمقابلة قادة طالبان بعد سيطرتهم على كابول وتسهيل الخروج الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في آب/أغسطس. أما المرة الثانية، ففي الشهر الثاني لإيصال مظاهر قلق بايدن إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وهي أكبر المهام تحديا لبيرنز وسط التقارير عن غزو روسي قريب لأوكرانيا.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن روسيا تحضر لشن هجوم على جارتها في بداية 2022 حيث تقوم بحشد أكثر من 175.000 جندي على الحدود. وقال مارك وورنر، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس "من المعروف تقليديا إرسال مدير المخابرات لإيصال رسائل وخارج القنوات الدبلوماسية، ولكن المدير بيرنز يرفع هذا إلى مستوى لم يتمكن أحد قبله ولا بعده من عمله”. وقال وورنر إن بيرنز، 65 عاما وعمل سفيرا في الأردن وروسيا وطور علاقات شخصية مع الرئيس بوتين وبقية المسؤولين الروس، هو "رصيد استثنائي” للإدارة. فهو يستطيع إضافة "جاذبية للرسائل لا تحصل عليها من مجرد سفير”، وعمل بيرنز نائبا لوزير الخارجية في الفترة ما بين 2011- 2014. وهناك من يرى مخاطر في الاعتماد على مدير مخابرات. ويقول المسؤولون السابقون إن مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن عدد من وزراء الخارجية الآخرين. فوزير الخارجية السابق جون كيري هو مبعوث بايدن للمناخ.

ومنحت سوزان رايس وسامنثا باور اللتان كانتا مرشحتان لمنصب أعلى دبلوماسي أمريكي مناصب أخرى في الإدارة. وأخبر بايدن معهد بحث في عام 2017 "تعرفون، وأعرف أنه السفير بيرنز ولكنني أرى فيه الوزير بيرنز” ووصفه "بالدبلوماسي العملي والحقيقي”. ويقول مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق لروسيا إن بيرنز ربما كان "أفضل دبلوماسي في عصرنا” و "لاعبك المفضل، ولا شك في هذا، مع أن وظيفته الرسمية هي مدير سي آي إيه”.

وأضاف أن هذا يطرح "سؤالا حساسا” إن لم يكن وزير خارجيتك "الدبلوماسي المفضل” في السياسة المعينة. وأضاف "الأخبار الجيدة هي أن بيل بيرنز والوزير بلينكن عملا معا بشكل دائم، وليس هناك تنافس لكن من الناحية الشكلية غير منسجم، فلا تريد أن يكون مدير سي آي إيه هو الدبلوماسي الرئيسي في الموضوع الروسي. وأعتقد أن (إرسال بيرنز إلى موسكو) كان خطوة جيدة ولكن مع مرور الوقت فلن يكون جيدا لوزارة الخارجية كمؤسسة أو مجلس الأمن القومي” في البيت الأبيض.

وتتعامل إدارة بايدن مع زيارتي بيرنز بأنهما لأغراض خاصة وعلى مستوى دبلوماسي متدن. وقال مسؤول بارز "كان في الزيارتين (كابول وموسكو) عنصر دبلوماسي واستخباراتي”، مضيفا أن الإدارة توقعت أن يكشف عن زيارة موسكو ولكنها لا تتوقع أن يقوم بيرنز بدور مبعوث شخصي للرئيس. وقال "أرسل بيل لأن إرساله كان فعلا حكيما في ظل الظروف ولكونه الشخص المؤهل لعمل هذا وتم استشارة الجميع”. وقال مسؤول سابق في المخابرات إن مدراء سي آي إيه ومسؤولي المحطات. يلتقون وبشكل منتظم مع الرئيس وبشكل خاص. وفي عام 2001 تفاوض جورج تينت على هدنة إسرائيلية- فلسطينية.

وقال شخص على معرفة بالوضع إن لقاء بلينكن مع قادة طالبان لم يكن مناسبا لأنه كان سيضفي شرعية على النظام الجديد. وكان وضعا غير طبيعي وقصد من مهمة بيرنز هو إرسال رسالة لا التفاوض. وأعلنت وزارة الخارجية عن زيارة بيرنز بعد تغريدة فيها صورة بيرنز نشرتها موسكو، لم تعلق سي آي إيه على الزيارة. ولا يزال بيرنز الذي تحسر في مذكراته عام 2019 "قناة سرية” من استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية المفرطة على حساب الدبلوماسية من أتباع الخارجية. ولا يوجد توتر بين بلينكن وبيرنز ويتحدثان بشكل منتظم "وهما محبان لبعضهما البعض” وأن بيرنز زار وزارة الخارجية قبل فترة للتشاور، وهي خطوة

غير اعتيادية من سي آي إيه. ويقوم بيرنز بعملية "تحول” في وكالة التجسس وبعد عقدين من برامجها في إدارة شبكة سجون سرية بعد هجمات 9/11.

وقال ماكفول إن "سي آي إيه بحاجة للعودة إلى مهمتها الأصلية وليس خوض حروب سرية” مضيفا أن بيرنز هو "شخصية انتقالية مناسبة” لتشكيل مهمة سي آي إيه في عصر التنافس مع قوة مثل الصين. ويعطي بيرنز أهمية لعمل الوكالة عن الصين وأقام فريقا من وكالات الأمن ويقود حملة تجنيد للمتحدثين بالمندرين والخبراء في الدول التي تتمتع فيها الصين بتأثير وكذا خبراء في الحرب الإلكترونية. ويواصل بيرنز حضوره لاجتماعات مكافحة الإرهاب الأسبوعية ويرغب بأن يستفيد منها في مهمة الصين، وبخاصة في المناطق التي يحضر فيها الموضوعان، كما في أفريقيا.

وقال مسؤول في سي آي إيه "سنواصل ونحن نركز على الصين والتحديات الأخرى لمعالجة الخطر الإرهابي الحقيقي”، مضيفا "قمنا ببناء قدرات قوية في السنوات العشرين الماضية ولا تزال مهمة ونحن نتطلع للأمام وستعلم العلاقات التي تم تشكيلها كجزء من مهمة مكافحة الإرهاب عملنا مع شركائنا في التحديات الأمنية الأخرى”.

وقبل بيرنز النقد حول الانهيار السريع لأفغانستان معترفا بأنه حدث "أسرع من توقعاتنا”. وقال إن التقارير السرية الاستخباراتية توقعت "زيادة صدمة” الخروج الأمريكي الكامل على انهيار الإرادة السياسية وقدرة القيادة العسكرية الأفغانية على مقاومة طالبان. وفي تحرك لحماية أفراد الوكالة، أعطى أولوية للتحقيق في الحالات التي ظهرت أول مرة عام 2016 وصارت تعرض بأعراض هافانا الغامضة، حيث التقى مع الضحايا منذ أول يوم دخل فيه الوكالة، وعين ضابطا ساهم في عملية البحث والعثور على أسامة بن لادن كمسؤول فريق تحقيق. وقال مارك بوريموبولوس، الضابط الميداني السابق في سي آي إيه "هناك تغيرات كبيرة منذ تولي بيرنز”.