الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

اليونان تُقر ببيع برنامج تجسس “المفترس” للسودان..

النهار الاخبارية - وكالات 

أقر نائب وزير الخارجية اليوناني، ميلتيديس فارفيتشيوتيس، الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2023، ببيع بلاده برنامج التجسس "بريداتور" إلى السودان الذي يشهد مواجهات منذ أيام بين الجيش، وقوات "الدعم السريع"، نافياً أن يكون لاستحواذ السودان على البرنامج دور في الاقتتال. 

جاءت تصريحات فارفيتشيوتيس في برنامج إذاعي، وقال فيها: "يبدو أنه قد تم تصديره (برنامج التجسس بريداتور) إلى السودان، إلا أنه لم تنشأ الحرب الأهلية جراء هذا، ويحاول ائتلاف اليسار الراديكالي (سيريزا، الحزب المعارض اليوناني الأساسي) افتعال مشاكل لا وجود لها".

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السابق، النائب عن "سيريزا" جورجيوس كاتروغالوس، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقاً على تصريح فارفيتشيوتيس: "هذه التصريحات تؤكد إرسال برنامج بريداتور، ومشاركة اليونان بشكل غير مباشر في الصراع (بالسودان)".

كان "سيريزا" قد أصدر بياناً في وقت سابق تساءل فيه: "هل أشركت حكومة (كيرياكوس) ميتسوتاكيس بلادنا بشكل غير مباشر في الحرب الأهلية وسفكت الدماء (بالسودان)؟".

يأتي هذا فيما يدور جدل في اليونان حول ما إذا كانت أثينا صدرت برنامج التجسس "بريداتور" إلى السودان من عدمه.

ولليوم الخامس على التوالي، يشهد السودان اشتباكات بين قوات "الدعم السريع" والجيش في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، إضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد سلطت في سبتمبر/أيلول 2022، الضوء على برنامج التجسس "بريداتور" (المفترس)، بعد أن قالت صحف يونانية إن هاتف وزير يوناني سابق قد اختُرق باستخدامه. 

يعمل "بريداتور" من خلال إرسال رسالة نصية تحتوي على رابط حقيقي لأي موقع إلكتروني كان، ولكن عندما يضغط الضحية على الرابط، وقبل أن يصل للموقع وخلال أجزاء من الثانية، يعيد البرنامج توجيه هاتف الضحية إلى "خادم-Server" مملوك للمهاجمين، قبل إعادة توجيه المتصفح إلى الموقع الحقيقي، وكل هذا يجري بشكل صامت دون أن يظهر على الشاشة.

يتم تثبيت برنامج التجسس "بريداتور" على الجهاز، وهذا البرنامج قادر على تسجيل الصوت ونقل البيانات والصور وجهات الاتصال، وسجلّ المكالمات، وغيرها.

الشركة التي تقف وراء برنامج التجسس شركة ناشئة في "شمال مقدونيا"، لكن الوثائق التي راجعها مختبر Citizen Lab الكندي المختص بمراقبة أمن الإنترنت، تشير إلى وجودها في إسرائيل والمجر. وحسب وصف الشركة لنفسها فهي توفّر "حلاً إلكترونياً تشغيلياً للحكومات"، وهو تعريف شبه غامض وواسع.