الأربعاء 2 تشرين الأول 2024

اليابان أصبح متاحاً لها إعدام جنود بريطانيين على أراضيها!

النهار الاخبارية - وكالات 
يوقِّع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والياباني فوميو كيشيدا، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، اتفاقاً دفاعياً يتضمن السماح بمعاقبة الجنود البريطانيين في اليابان بالإعدام شنقاً إذا أدينوا بارتكاب جرائم عقوبتها الإعدام هناك، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.

 يأتي ذلك بعد أن عجز المفاوضون البريطانيون عن إقناع اليابانيين بمنح القوات البريطانية المرسلة إلى هناك حصانةً من عقوبة الإعدام ضمن شروط "اتفاقية الوصول المتبادل" (RAA)، التي من المقرر أن يوقعها الزعيمان في لندن. 

تُوصف اتفاقية الوصول المتبادل بأنها ركن مهم في العلاقة العسكرية التي يزداد التقارب فيها بين البلدين، فضلاً عن كونها ضلعاً في "نزوع" بريطانيا الاستراتيجي لتعزيز دورها في قارة آسيا، والذي يرمي إلى مواجهة النفوذ العسكري الصيني في المنطقة. 

تتضمن الاتفاقية قواعد مفصلة بشأن مسائل مختلفة في العلاقة بين البلدين، مثل إجراءات الهجرة وقضية نقل الأسلحة. وتتناول بنودها الحقوق القانونية للأفراد العسكريين والمتعاقدين عند زيارتهم لليابان من أجل التدريب والمناورات المشتركة. 

يُذكر أن أستراليا هي الدولة الوحيدة التي لديها اتفاقية وصول متبادل مع اليابان، وقد استغرق التفاوض عليها 7 سنوات، وكان السبب الأبرز في ذلك هو رفض الحكومة الأسترالية لعقوبة الإعدام.

لكن أستراليا استقرت في النهاية على الحل الوسط نفسه الذي قبلته بريطانيا، وهو التعامل مع الجنود الزائرين الذين يرتكبون جرائم أثناء الخدمة وفقاً للنظام القانوني لبلدهم، أمَّا من هم خارج الخدمة، فيخضعون للنظام القضائي الياباني؛ ما يعني أن الجندي البريطاني الذي يرتكب جريمة قتل مُعرَّض للمعاقبة بالإعدام. 

وعلى الرغم من ميل الكثير من الدول الديمقراطية إلى إلغاء عقوبة الإعدام، فإن اليابان والولايات المتحدة من بين الدول التي تقر عقوبة الإعدام للمُدانين بارتكاب "جرائم القتل العمد". 

من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة على المفاوضات بين الجانبين البريطاني والياباني، إن وزارة الدفاع البريطانية ترى أن فوائد الاتفاقية مع اليابان تفوق العوارض الثانوية المتعلقة باحتمال أن يواجه أفرادها عقوبة الإعدام. ويعمل العسكريون البريطانيون بالفعل في بلدان ما زالت تقر عقوبة الإعدام، وإن كانت الأنظمة القانونية فيها أقل صرامة من اليابان، مثل دول الشرق الأوسط.

وترى وزارة الدفاع البريطانية أنه إن حدث وارتكب فرد من أفراد الخدمة البريطانية جريمةً عقوبتها الإعدام، فإن بريطانيا يمكنها ممارسة الضغط الدبلوماسي اللازم لضمان عدم معاقبته بالإعدام في النهاية. وتتضمن اتفاقية الوصول المتبادل بنداً يسمح للضباط البريطانيين الزائرين برفض التعاون مع السلطات اليابانية إذا واجه أحد أفراد الخدمة خطر الإعدام. 

من المقرر أن يستقبل سوناك نظيره الياباني كيشيدا في برج لندن لتوقيع الاتفاقية. وفي معرض الإعداد لاستضافة الاجتماع المقبل لقادة مجموعة السبع بمدينة هيروشيما في مايو/أيار، فإن كيشيدا يزور أيضاً فرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة. 

يُتوقع أن تزيد الاتفاقية من التقارب المتزايد في العلاقات الدفاعية بين البلدين، والتي شهدت إجراء القوات البريطانية واليابانية تدريبات مشتركة على استعادة جزيرة محتلة في نوفمبر/تشرين الثاني، وزيارة حاملة الطائرات البريطانية "إتش إم إس كوين إليزابيث" إلى اليابان.