النهار الاخباريه وكالات
يخطط الملياردير الأمريكي تيموثي ميلون لإسقاط الرئيس الأمريكي جو بايدن بأي ثمن، ولتحقيق هذا الهدف وضع خطة غريبة لدعم الرئيس الأسبق دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري وفي الوقت ذاته دعم الديمقراطي المنشق روبرت كينيدي جونيور، الذي يترشح للرئاسة مستقلاً في سباق 2024.
تقرير لصحيفة The Times البريطانية عرض التاريخ المثير للجدل للملياردير الأمريكي تيموثي ميلون الذي يعد وريث واحدة من أكبر الثروات المصرفية في تاريخ الولايات المتحدة، وكيف يخطط لتغيير المشهد السياسي الأمريكي والدوافع التي تقف وراء هذه الخطة الغريبة.
تيموثي ميلون تحول من الهوس بالطيران إلى أكبر متبرع لترامب وللمرشح الديمقراطي المنشق
قبل أن يتصدر قائمة المتبرعين للرئاسة الأمريكية، استخدم تيموثي ميلون ثروته لإشباع هوسه بالطيران.
فقد استخدم تيموثي ميلون أمواله للاستحواذ على شركة طيران Pan American لإنقاذها من الإفلاس، وتسجيل 11500 ساعة في قمرة القيادة ومطاردة الحطام المفقود لطائرة أميليا إيرهارت -الرائدة الأمريكية في الطيران.
ومن ثروته المُقدَّرة بمليار دولار، سلَّم ميلون (81 عاماً) 20 مليون دولار للجنة الرئيسية لجمع التبرعات التي تدعم كينيدي و16.5 مليون دولار لشركة Maga التي تدعم ترامب.
وبذلك صار مليون، وهو حفيد رجل الصناعة الشهير أندرو ميلون الذي كان وزيراً للخزانة لثلاثة رؤساء، أحد أكبر المانحين السياسيين للبلاد.
موَّل مؤسسات مناهضة للهجرة والآن يريد منع انتخاب بايدن
وموّل ميلون قضايا مناهضة للهجرة، ولا سيما منح 53 مليون دولار لصندوق أنشأه جريج أبوت، حاكم ولاية تكساس، لبناء جزء من الجدار الحدودي لمنع المهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة من المكسيك.
وتكشف تبرعات ميلون لسباق 2024 عن محاولة حثيثة منه لوقف إعادة انتخاب الرئيس بايدن وسط مخاوف بين الديمقراطيين من أنَّ كينيدي سوف يستنزف دعماً أكبر من بايدن مقارنةً بترامب.
ويرسم كبار الديمقراطيين خطاً مباشراً من مناصرة جده المبكرة للاقتصاد المُتدرِج والحرب على الضرائب العقارية إلى سخاء ميلون الآن في محاربة خطط بايدن لزيادة الضرائب على الثروات والشركات وخفض عجز الموازنة وتخفيف العبء على الطبقة العاملة والمتوسطة.
كتب روبرت رايش، الذي شغل منصب وزير العمل في عهد بيل كلينتون، على موقع Substack: "تيموثي ميلون – وعشرات الملايين التي يدفعها لترامب، وآر إف كيه جونيور والمُرشَّحين الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب – هو نتاج نظام ضريبي ابتكره جده، الذي يسمح بإدامة ثروات الأسر والحفاظ على سلطتها السياسية".
إضافة إلى ذلك، تبرع ميلون بمبلغ 50 مليون دولار منذ عام 2018 إلى Congressional Leadership Fund، وهي لجنة مخصصة لانتخاب الجمهوريين في مجلس النواب. وأضاف رايش: "مثل أسلافه (ومثل دونالد ترامب)، فإنَّ تيموثي ميلون لا يغضب إلا للأموال التي تذهب إلى أولئك الذين وُلِدوا بدون ملاعق ذهب بأفواههم".
روبرت كينيدي جونيور يريد بناء جدار حدودي مثل ترامب
وأكدت "القيم الأمريكية 2024″، وهي لجنة العمل السياسي التي تدعم كينيدي، أنَّ ميلون كان أكبر متبرع لها وأصدرت بياناً نيابةً عنه تقول فيه: "حقيقة أنَّ كينيدي يحصل على الكثير من الدعم من الحزبين تخبرنا بأمرين: أنه المرشح الوحيد الذي يمكنه توحيد البلاد واستئصال الفساد، وأنه
الديمقراطي الوحيد الذي يمكنه الفوز في الانتخابات العامة".
ومثل ترامب، تعهد كينيدي ببناء المزيد من الجدار الحدودي، بما يتماشى مع آراء ميلون الخاصة، واصفاً تعامل إدارة بايدن مع الهجرة بأنه "جنوني" بعد الوصول لرقم قياسي من طالبي اللجوء والداخلين غير الشرعيين العام الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني، قال كينيدي لشبكة Fox News: "سأوقف ذلك بين عشية وضحاها.. ما يتعين علينا فعله هو استكمال الفجوات الـ27 في الجدار الحدودي. أنت بحاجة إلى الحاجز المادي في تلك المناطق المكتظة بالسكان، حيث يمكن أن يختفي المهاجرون بينهم بسرعة كبيرة".
كلاهما يشكك في اللقاحات
ومن النقاط الأخرى التي يتفق فيها ميلون وكينيدي هي الشكوك حول اللقاحات، إذ تبرَّع ميلون بمبلغ 6 ملايين دولار من ثروته إلى المجموعة المناهضة للإغلاق المرتبط بفيروس كورونا المستجد America's Frontline Doctors، التي أنشأها الطبيب سيمون جولد، الذي يعارض التطعيم ضد "كوفيد-19".
وحُكِم على غولد بالسجن 60 يوماً لمشاركته في اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي مع حشد من أنصار ترامب في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أنَّ كينيدي سيضر بفرص بايدن في الانتخابات.
وجدت جامعة كوينيبياك الشهر الماضي أنَّ بايدن يتفوق على ترامب بفارق نقطة واحدة إذا كان كينيدي، والمرشح المستقل كورنيل ويست ومرشحة حزب الخضر جيل شتاين على ورقة الاقتراع. وبدون كينيدي والآخرين، تقدم بايدن على ترامب بأربع نقاط.
وفي ديسمبر/كانون الأول، وجد استطلاع أجرته Reuters/Ipsos أن تقدم ترامب على بايدن سينمو من نقطتين إلى خمس نقاط إذا كان كينيدي بين المرشحين، في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة Harris في يناير/كانون الثاني أنَّ ترامب يتقدم على بايدن بثماني نقاط، إذ كان كينيدي في ورقة الاقتراع وست نقاط بدونه.