الثلاثاء 24 أيلول 2024

المجلس العسكري بالنيجر يتراجع ويؤجل زيارة “إيكواس” ويكشف أسبابه

النهار الاخبارية - وكالات 

طلب قادة انقلاب النيجر، الثلاثاء، 8 أغسطس/آب 2023، تأجيل زيارة كان من المقرر أن يجريها وفد إفريقي أممي مشترك إلى العاصمة نيامي، وذلك "لأسباب أمنية". الوفد كان من المقرر أن يضم ممثلين عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وفق وسائل إعلام محلية.

قال الإعلام إن المجلس العسكري بالنيجر وجّه رسالةً رسمية، الثلاثاء، إلى "إيكواس" أبلغه فيها بأنه "لا يستطيع استقبال الوفد التفاوضي بالوقت الراهن لأسباب أمنية". وبحسب المصدر نفسه، فإن قادة الانقلاب "طلبوا من وفد إيكواس والاتحاد الإفريقي تأجيل الزيارة" للسبب نفسه.

توجه وفد "إيكواس" إلى النيجر للتفاوض
سبق أن توجّه وفد تفاوضي إلى نيامي، الخميس، لكنه عاد بعد ساعات قليلة عقب فشله في لقاء قادة المجلس العسكري ومساء الإثنين، كشف رئيس وزراء النيجر المعزول حمودو محمدو، في لقاء متلفز، أن المجلس طلب عودة الوفد التفاوضي إلى نيامي، وأنه سيكون فيها الإثنين أو الثلاثاء.

في الوقت نفسه، قررت "إيكواس" عقد اجتماع آخر لقادتها، الخميس، لبحث سيناريوهات التعامل مع الانقلاب في النيجر، بما في ذلك التدخل العسكري.

لكن التوجه العام الإفريقي والدولي يذهب إلى ترجيح كفة الدبلوماسية لحل الأزمة، ويسعى إلى استبعاد التدخل العسكري، وخاصة الغربي لإعادة النظام الدستوري.

غضب من عقوبات "إيكواس" على النيجر
جاء في رسالة وزارة الخارجية في النيجر الموجهة إلى ممثلية "إيكواس" في نيامي "السياق الحالي من غضب السكان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها إيكواس لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة".

وأضافت هذه الرسالة المؤرخة الإثنين "تبيّن أن إرجاء زيارة البعثة المقررة" ليوم الثلاثاء "إلى نيامي ضروري، وأيضاً إعادة النظر في بعض جوانب البرنامج، بما في ذلك الاجتماع مع بعض الشخصيات التي لا يمكن أن تتم لأسباب أمنية واضحة في هذا الجو من التهديد بالعدوان على النيجر"، وذلك وفق ما نشرت وكالة فرانس برس الثلاثاء، 8 أغسطس/آب 2023.

وهددت "إيكواس" بالتدخل عسكرياً في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، بعدما أطاح به انقلاب في 26 يوليو/تموز. وينقسم شركاء النيجر، الغربيون منهم والأفارقة، حيال مسألة تنفيذ تدخل عسكري لإعادة السلطة إلى المدنيين.

مفاوضات أمريكية مع المجلس العسكري
في الأثناء، كشفت الولايات المتحدة في بيانات متلاحقة الإثنين والثلاثاء، أنها تعمل على التفاوض المباشر مع المجلس العسكري للإفراج عن الرئيس المعزول محمد بازوم وإعادته إلى السلطة، تحت طائلة قطع المساعدات الأمريكية لنيامي.


في الوقت نفسه أجرت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، الثلاثاء، مباحثات اتسمت "بالصعوبة" مع عدد من قادة المجلس العسكري بالنيجر، الذي نفذ انقلاباً أواخر الشهر الماضي.

وقالت نولاند، في مؤتمر صحفي عقدته عبر الفيديو كونفرانس: "أردنا التحدث بصراحة مع المسؤولين عن هذا التحدي للنظام الديمقراطي، لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا محاولة حل هذه القضايا دبلوماسياً، وبدء بعض المفاوضات، وأيضاً لتوضيح ما هو على المحك في علاقتنا بشكل واضح".

وأشارت إلى أنها التقت الجنرال موسى سلاو بارمو، الذي عيّنته إدارة المجلس العسكري "رئيساً للأركان العامة"، و3 مسؤولين عسكريين آخرين، لكنها لم تقابل تشياني أو بازوم، وفق ما أفادت. 

محادثات صعبة للغاية
وصفت المسؤولة الأمريكية المحادثات بأنها "كانت صادقة للغاية، وفي بعض الأحيان كانت صعبة للغاية". وقالت إن "الولايات المتحدة تركت الباب مفتوحاً لمواصلة المحادثات"، وحثّت العسكريين الذين التقتهم على "الاستماع إلى العرض الأمريكي لحل الأزمة دبلوماسياً والعودة إلى النظام الدستوري".

وعبّرت عن أمل واشنطن في أن يبقي قادة الانقلاب "الباب مفتوحاً للدبلوماسية"، وقالت إن "أفكارهم لا تتوافق مع الدستور، وهذا يصعّب علاقاتنا معهم، لكننا قدمنا لهم عدة خيارات للتفاوض".

وأشارت نولاند إلى أنها كانت صريحة، وأبلغت الانقلابيين "بوضوح شديد" التزامات الولايات المتحدة القانونية إذا أعلن نهائياً عن الاستيلاء على السلطة بموجب الانقلاب.

وفي هذا المجال، أوضحت أن "الولايات المتحدة مطالبة بموجب القانون بقطع المساعدة الأجنبية والعسكرية عن حكومة النيجر إذا تم تحديد انقلاب رسمي". وحول الأخبار عن طلب المجلس العسكري دعم مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة، قالت نولاند إن الانقلابيين "يفهمون جيداً مخاطر ذلك".

كانت تقارير صحفية تحدثت عن طلب قادة الانقلاب دعم "فاغنر" لمواجهة تدخل عسكري محتمل، إثر تلويح مجموعة "إيكواس" الإفريقية في 30 يوليو باستخدام القوة لمواجهة الانقلاب.

قلق من الأوضاع في النيجر
في بيان الإثنين، قالت الخارجية الأمريكية إن نولاند "سافرت إلى النيجر للتعبير عن قلقنا البالغ من التطورات ودعمنا المتواصل للديمقراطية والنظام الدستوري"، وجددت دعوتها للإفراج الفوري عن بازوم وعائلته وجميع المحتجزين.

وذكرت الخارجية أن نولاند التقت بشكل منفصل أعضاء في المجلس العسكري، وأوضحت لهم محاذير عدم احترام السلطة الدستورية، بما في ذلك خسارة مئات ملايين الدولارات من الدعم الأمريكي المقدم للنيجر.

الإثنين أيضاً، أكد بلينكن في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية أن إنهاء الأزمة ما زال ممكناً من خلال الدبلوماسية، مع تجديد دعم بلاده لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في هذا المجال.

يُذكر أنه وفي 26 يوليو/تموز 2023 قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلاباً عسكرياً في النيجر أطاح بحكم الرئيس محمد بازوم، وفي 30 من ذات الشهر منحت المجموعة الاقتصادية بغرب إفريقيا "إيكواس" المجلس مهلة لمدة أسبوع للعدول عن انقلابه.