النهار الاخباريه وكالات
هاجم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب تصريحاته الأخيرة بشأن الجزائر، معتبراً أنه قام بذلك من أجل "التهرب من مواجهة إرث بلاده الاستعماري"، وذلك في مؤتمر صحفي في مقر الحزب بأنقرة.
المتحدث نفسه، لفت إلى أن الجزائر تطالب فرنسا بمواجهة ماضيها الاستعماري، إلا أن ماكرون عوضاً عن ذلك يقوم بتوجيه الاتهامات لتركيا من خلال الإشارة للإمبراطورية العثمانية.
قلة احترام
إذ أكد جليك أن تصريحات ماكرون لا يمكن أخذها على محمل الجد وينبغي ألا تصدر عن رئيس دولة.
وأردف: "إذا كنتم ستدلون بتصريح بشأن دولة معينة، لماذا تزجون باسم تركيا وفخامة رئيسنا والدولة العثمانية بهذا الأمر".
كما أكد أن تصريح ماكرون بأن الشعب الجزائري والدولة الجزائرية يستخدمان "ذاكرة مستأجرة" ينم عن قلة احترام.
المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي لفت إلى أن الشعب الجزائري ذو كرامة ودولته كذلك، وقيام ماكرون بربط مسيرة تحول الجزائر إلى دولة وأمة بالاستعمار الفرنسي "تصريح خاطئ ومسيء للغاية".
مشيراً إلى أن ماكرون يستهدف تركيا وتاريخها ورئيسها (رجب طيب أردوغان) والدولة العثمانية للتهرب من مواجهة الإرث الاستعماري لفرنسا.
كذلك شدد جليك على أن تصريحات ماكرون خاطئة للغاية، داعياً إياه لتوخي الحذر أكثر عند الإدلاء بتصريحات، وإلا "فإننا سنواصل الرد عليها".
إعادة ماكرون
فقد اتهم ماكرون في تصريحات نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، الخميس، النخبة الحاكمة في الجزائر بـ"تغذية الضغينة تجاه فرنسا".
كما طعن في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستنكراً: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
ماكرون زعم أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة الحكم العثماني بين عامي 1514 و1830.
وقال مواصلاً مزاعمه: "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون".
في السياق نفسه، فإنه إضافة للرفض الرسمي الكبير، أثارت تصريحات ماكرون حالة من الغضب الشعبي في الجزائر، ووصفتها أحزاب بأنها "مسيئة ومستنكرة"، واعتبرتها أخرى أنها "تنم عن حقد دفين تجاه الجزائر وجهل مريب بتاريخها"، فيما قال آخرون إنها "عدائية".