الخميس 3 تشرين الأول 2024

الصين “قادرة على شلّ التجارة العالمية”! لديها أكبر أسطول شحن بالعالم، وتسيطر على موانئ أوروبية


النهار الاخبارية - وكالات 
حذرت ورقة بحثية للاتحاد الأوروبي من أن هيمنة الصين على الشحن الدولي، والسيطرة على الموانئ الأوروبية الرئيسة، ستمكّنان بكين من خنق التجارة العالمية، في حالة نشوب صراع مع الغرب على تايوان، التي تهددها الصين باللجوء للقوة وتعتبرها جزءاً من أراضيها.

صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الورقة البحثية التي تعتمد على وثائق الحكومة الصينية، وجدت أن "هناك تسييساً متزايداً وعسكرة للقطاع البحري المدني في الصين" في زمن تصاعد التوترات الجيوسياسية.

مؤلف الورقة هو البروفيسور جوناثان هولسلاغ، من الجامعة الحرة في بروكسل VUB والمعهد الملكي العالي للدفاع البلجيكي، وقال إنه "نظراً لتأثير الحرب الحالية في أوكرانيا، من الضروري لأمن أوروبا وازدهارها إجراء تقييم نقدي لهذه الثغرة الأمنية".

تمثل الصين أكبر صانع سفن في العالم؛ حيث تشيد شركة بناء السفن الحكومية الصينية (CSSC) حوالي 41% من جميع السفن، ووفقاً لعقيدة الحكومة الصينية، يجب الآن بناء السفن التي ترفع العلم الصيني طبقاً لمواصفات عسكرية قادرة على حمل القوات والدبابات.

هولسلاغ أعرب عن خوفه من أنَّ العولمة والتجارة الدولية المفتوحة تمثلان للصين وسيلة لتوسيع قوتها السياسية والعسكرية، بينما يعتبرهما الاتحاد الأوروبي غاية في حد ذاتهما، وقال إن "طموحات بكين الاقتصادية والسياسية والعسكرية لا تنفصم".

كذلك سلّط البحث الضوء على أن قوة الصين البحرية تنمو، في الوقت الذي تتراجع فيه قوة أوروبا، وقال إن ما يقرب من ثلث التجارة البحرية تخضع لسيطرة الصين، التي تمتلك أكبر أسطول شحن يرفع علم الدولة في العالم.

كذلك تسيطر الصين على 18% من جميع شحنات الحاويات، و12% من ناقلات النفط الخام، و13% من عمليات نقل الغاز الطبيعي المسال.

يقول هولسلاغ إن "الصين تعتبر القوة البحرية لَبِنَة مهمة لبناء قوتها الوطنية وحيوية لأمنها الاقتصادي الوطني. وتتمتع الصين بقوة بحرية هائلة، وعلى عكس الدول الأخرى، فإن معظم أصولها البحرية تخضع لسيطرة الدولة".


يجادل هولسلاغ أنَّ أوروبا تعتمد في اقتصادها على الصين -أكثر حتى مما تعتمد على روسيا في تزويدها بالطاقة- في وقت يتزايد فيه التوتر بين بكين وواشنطن، بسبب التهديدات الصينية المكثفة بشأن تايوان. 

يرى هولسلاغ أنه من المهم الحد من هذا الاعتماد على الصين، وقال إن "أوروبا تجازف بأنها معرضة للخطر، خاصةً في حالة نشوب حرب مع تايوان".

كان الحزب الشيوعي الصيني قد عزز قبضته السياسية على جميع الشركات البحرية الكبيرة المملوكة للدولة؛ مثل CSSC وChina Ocean Shipping Company، وChina Merchants Group.

إضافة إلى ذلك، تطالب الحكومة الصينية بأن تكون جميع سفن الشحن التجارية مزدوجة الاستخدام العسكري والمدني، وتصميم عبّارات الدحرجة (المخصصة لنقل البضائع ذات العجلات) بحيث يمكن استخدامها في التدريبات العسكرية بما في ذلك عمليات الإنزال.

في هذا الصدد علّق هولسلاغ: "كل سفينة صينية هي سفينة حرب، وتتكون الطواقم في أغلبها من أفراد عسكريين".

من جانبه، أعلن تشو ليرونغ، سكرتير الحزب الحاكم في شركة Cosco، مؤخراً أنَّ المهمة هي "سيطرة الصين على سلسلة التوريد بأكملها"، وأنَّ دور شركته هو المساعدة في "السيطرة على محاور وقنوات النقل الرئيسية".

من الناحية التاريخية، يقارن هولسلاغ الاعتماد الغربي على السلع الاستهلاكية المصنوعة في الصين باستخدام بريطانيا لتجارة الأفيون لتعزيز قوتها الإمبريالية على الصينيين.

أضاف هولسلاغ: "يبدو الوضع اليوم معاكساً لحروب الأفيون في القرن التاسع عشر؛ إذ صرنا نحن التابعين ونعاني من الإدمان على السلع الاستهلاكية الصينية. على المدى الطويل، يتعين علينا، مجتمعات وحكومات، تقليل اعتمادنا على السلع الاستهلاكية الصينية. يمكنك تسميته بالتخلص من السموم الاقتصادية"، بحسب تعبيره.