الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

الصين “تخطط” لقمة خليجية إيرانية في بكين..

النهار الاخبارية - وكالات 

تخطط الصين لاستضافة قمة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع إيران خلال وقت لاحق من العام الحالي، وذلك على إثر العرض الذي قدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال التقائه بالقادة العرب في قمة الرياض ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب ما نقلته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية عن مصادر مطلعة.

الصحيفة الأمريكية، أوضحت أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست رحبوا بعرض شي لعقد اجتماع موسع وتخفيف التوتر مع إيران. وبعد أيام من اللقاء الصيني الإيراني، وافقت طهران أيضاً على العرض الذي تقدمت به القيادة الصينية.

وتأتي هذه الأنباء بعد أيام على وساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بعد 7 سنوات من انقطاعها.

عقد القمة بعد فتح السفارات
وذكرت الصحيفة أن القمة الخليجية الإيرانية في بكين ستعقد بعد إعادة فتح السفارات في الرياض وطهران، وهي خطوة يفترض أن تستغرق أقل من شهرين ويسبقها اجتماع لوزيري خارجية السعودية وإيران لإبرام الاتفاق.

المصادر المطلعة، أشارت إلى أن عرض الاجتماع الموسع بين إيران وزعماء مجلس التعاون الخليجي لم يُكشف عنه من قبل، ومن المقرر المضي قدماً في خطوات انعقاده خلال وقت لاحق من هذا العام.

دور بكين في منطقة الشرق الأوسط
وتظهر مبادرة شي الدبلوماسية أن بكين ترى مشاركة مركزية لنفسها في دور الوسيط المؤثر في صناعة القرار بمنطقة الشرق الأوسط، التي لطالما كانت منطقة استراتيجية تمثل فيها الولايات المتحدة أكثر الأطراف الخارجية نفوذاً منذ عقود. 

وتدل المبادرة كذلك على أن اهتمام الصين لم يعد منحصراً في استمرار تدفقات الطاقة والتجارة. ويُنبئ التوغل الصيني في سياسات المنطقة عن فصل جديد في المنافسة بين بكين وواشنطن، وفقاً للصحيفة.

نُوقشت الصفقة السعودية الإيرانية بعيداً عن العلن في بكين الأسبوع الماضي، وتناولت مجموعة من أكثر القضايا حساسية بين البلدين اللذين انهمكا في صراعات بالوكالة بجميع أنحاء الشرق الأوسط طيلة السنوات الماضية.

تخفيف حدة الانتقادات
إلى ذلك، قال مسؤولون من البلدين إن السعودية وافقت على تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للأوضاع في إيران عبر قناة "إيران إنترناشونال" الإخبارية الناطقة باللغة الفارسية، والتي يمولها رجال أعمال سعوديون. وكانت طهران اتهمت القناة بالتحريض على الاحتجاجات التي استمرت شهوراً بالبلاد، ووصفها رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني بأنها منظمة إرهابية.

في المقابل، يقول المسؤولون عن قناة "إيران إنترناشونال" إنها مستقلة. وقال متحدث باسم شركة Volant Media، مالكة القناة، إن "العلاقات الإيرانية السعودية لم تكن قط عاملاً مؤثراً في إعداد التقارير أو السياسة التحريرية للقناة، ولا يوجد تغيير في ذلك الأمر".

من جهة أخرى، قال مسؤولون سعوديون وإيرانيون وأمريكيون إن إيران وافقت على وقف تشجيع الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون المدعومون منها على السعودية عبر الحدود مع اليمن.

فيما قال جون ألترمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الاتفاق يُتيح للمسؤولين الصينيين "تقوية التصورات عن دورهم العالمي، وتقويض مزاعم الولايات المتحدة بأن (النظام الدولي القائم على القواعد) بقيادتها ليس الخيار الصالح الوحيد الذي يمكن للحكومات اتخاذه، ولا الطريقة الوحيدة لتعزيز الأمن".

الحد من التوترات
من المستبعد أن تؤدي إعادة فتح السفارات واستئناف العلاقات الدبلوماسية إلى الحدِّ فوراً من التوترات الأمنية طويلة الأمد التي بثَّت الخلافات بين الرياض وطهران طيلة عقود، وأذكت تنازعهما على الهيمنة في الإقليم.

إذ يقول بعض الخبراء الغربيين والإيرانيين إن الاتفاق لن يكون مستداماً دون مباركة الحرس الثوري الإيراني. ولم يعلن الحرس الثوري حتى الآن عن رأيه في الاتفاق.

ومع ذلك، يقول مسؤولون إيرانيون إنهم يتوقعون منافع اقتصادية لبلادهم من التقارب مع السعودية، لا سيما في وقت تعاني فيه إيران عزلة سياسية ومالية شديدة الوطأة.

في السياق، قال مصطفى باكزاد، المستشار الإيراني لبعض الشركات الأجنبية العاملة في بلاده، إن الاتفاق مع السعودية "خطوة تكتيكية من إيران لتفكيك ما تعانيه من عزلة دولية هائلة، وانهيار اقتصادي داخلي وشيك".

يذكر أن الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، ولديها نفوذ اقتصادي كبير هناك. وقد ذكرت وكالة مهر الإيرانية أن الصين سمحت لإيران باستخدام حصة من أموالها في البنوك الصينية -التي يبلغ مجموعها 20 مليار دولار وتجمَّدت عند انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018- قبل الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني يوم الجمعة 10 مارس/آذار.