النهار الاخبارية - وكالات
نشرت الشرطة الأمريكية، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، مقطع فيديو يُظهر تعرض شاب أمريكي من أصول إفريقية للاعتداء عليه، من جانب 5 شرطيين، قبل الإعلان عن وفاته مطلع شهر يناير/كانون الثاني الجاري، في واقعة أثارت دعوات احتجاج ومخاوف من حصول اضطرابات.
ونقلت شبكة "سي إن إن" أن المقطع الذي صُور من كاميرا الشرطة في مدينة ممفيس الأمريكية، يوثّق للمواجهة العنيفة التي أدت إلى مقتل تايلر نيكولز، 29 عاماً.
إذ قال مسؤولو المدينة إن مقاطع فيديو أخرى ستُنشر، تتضمّن مقاطع من ثلاث كاميرات للشرطة، ومقطعاً من زاوية علوية من كاميرا شرطة على عمود.
واتُّهِم خمسة من عناصر شرطة ممفيس، جميعهم من السود، بجريمة قتل من الدرجة الثانية، في قضية إقدامهم على ضرب تاير نيكولز، الذي توفي في المستشفى، في 10 يناير/كانون الثاني، بعد ثلاثة أيام على عملية اعتقاله، التي وصفتها السلطات بأنها كانت "مروعة".
وتم فصل خمسة من ضباط ممفيس هذا الشهر، اتُّهموا بمقتل نيكولز،
كما تم إعفاء اثنين من موظفي إدارة الإطفاء في ممفيس، الذين كانوا جزءاً من فريق الرعاية الأولية لنيكولز، في انتظار نتيجة تحقيق داخلي.
ومن المقرر مثول الضباط الخمسة أمام المحكمة، 17 فبراير/شباط، وأعلن النائب العام، ستيف مولروي، في مؤتمر صحفي أن العناصر الخمسة وهم من شرطة ممفيس، كبرى مدن ولاية تينيسي، وجميعهم أمريكيون من أصل إفريقي، اتهموا بالقتل والاعتداء بالضرب وحتى الخطف.
"اعتداء يتحدى الإنسانية"
وفي وقت سابق، الجمعة، قال قائد شرطة ممفيس، إن الفيديو يُظهر "أعمالاً تتحدى الإنسانية".
قائد الشرطة، سيريلين، أوضح للشبكة الأمريكية حول الفيديو، أنه "يُظهر تجاهلاً للحياة، ومستوى من التفاعل الجسدي يتجاوز ما هو مطلوب في إنفاذ القانون".
من جانبها، قالت والدة نيكولز، روفون ويلز، لشبكة "سي إن إن"، الجمعة، إن "الأمر أشبه بكابوس في الوقت الحالي".
وبدأ الحادث بعد إيقاف الشرطة لنيكولز، للاشتباه في قيادته المتهورة، ووقعت مشادة أولية بين نيكولز والعديد من الضباط، الذين استخدموا رذاذ الفلفل، حسبما قال المدعي العام لمقاطعة شيلبي ستيف مولروي، الخميس.
وبحسب الشبكة، فر نيكولز سيراً على الأقدام، وحدثت مشاجرة ثانية، وعندما عانى نيكولز من إصابات خطيرة احتاج إلى نقله إلى المستشفى بعد اعتقاله، وتوفي في 10 يناير/كانون الثاني.
وقالت الشرطة إنها لم تتمكن من العثور على أي شيء يُثبت السبب المحتمل للقيادة المتهورة من قبل نيكولز، قبل مواجهته القاتلة مع الشرطة.
وأعلنت الشرطة أنها ستُصدر فيديو الحادث في أربعة أجزاء على موقع يوتيوب.
تم فصل خمسة من ضباط ممفيس بسبب الاعتداء
احتجاجات
إلى ذلك، قال مسؤولو الشرطة في عدد من المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد، إنهم يتأهبون لأي احتجاج عام محتمل في نهاية هذا الأسبوع، بشأن ما سيتم الكشف عنه في لقطات الفيديو.
وطلبت والدة نيكولز من المحتجين أن يكونوا سلميين خلال المظاهرات، قائلة في وقفة احتجاجية في ممفيس، الخميس، إنها تريد "أن يحتج كل واحد بسلام".
وقالت ويلز: "لا أريد أن نحرق مدننا ونمزق الشوارع، لأن هذا ليس ما يمثله ابني".
وكشفت والدته أن الأطباء اتصلوا بها أثناء رعاية ابنها، وأخبرها طبيب بأن ابنها أصيب بسكتة قلبية، وأن كُليتيه تعانيان من فشل، مشيرة إلى أن ذلك "لا يبدو متسقاً" مع ما وصفته الشرطة بأن نيكولز تم صعقه ورش الفلفل عليه.
بايدن يدين العنف
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن إحساسه بالغضب والألم الشديد بعد مشاهدة مقطع الفيديو "المروع" للحادث، ووصفه الجمعة في بيان، بأنه "تذكير مؤلم آخر بالخوف والصدمة والألم والإرهاق، الذي يعاني منه الأمريكيون السود كل يوم".
بايدن دعا الغاضبين من الحادث، والذين يسعون إلى العدالة لـ"عدم اللجوء إلى العنف أو التدمير"، مشيراً إلى أنه يضم صوته إلى صوت عائلة نيكولز "في الدعوة إلى الاحتجاج السلمي".
وكشف بايدن أنه تحدث مع والدة نيكولز وزوجها، مشيراً إلى أن عائلته بأكملها تستحق تحقيقاً سريعاً وكاملاً وشفافاً.
وأكد بايدن أنه "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن نظام العدالة الجنائية لدينا يفي بوعد العدالة العادلة والنزيهة، والمعاملة المتساوية والكرامة للجميع".
وأحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثراً بمقتل جورج فلويد، في مايو/أيار 2020، وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم) ضد العنصرية وعنف الشرطة.
وأحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثراً بمقتل جورج فلويد، في مايو/أيار 2020، وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمة)، ضد العنصرية وعنف الشرطة.
وأعادت قضية نيكولز إطلاق الجدل حول عنف الشرطة في البلاد.