النهار الاخبارية - وكالات
وضع الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، مساء الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، الجيش في حالة تأهّب قصوى، إثر التوتّرات في كوسوفو، الإقليم الصربي السابق، الذي ترفض بلغراد الاعتراف باستقلاله، في مؤشر جديد على تصاعُد التوترات بين أغلبيته الألبانية وأقليّته الصربية.
وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش، قال في بيان إنّ "رئيس صربيا (…) أمر الجيش الصربي بأن يكون على أعلى مستوى من التأهّب القتالي، أي على مستوى الجاهزية لاستخدام القوة المسلحة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، قد أعلن يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنّ الرئيس أمره بالتوجّه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو.
الجنرال مويسيلوفيتش أشار في تصريحات لقناة "بينك" التلفزيونية، مساء الأحد الماضي، إلى أن الوضع على المنطقة الحدودية "صعب ومعقد"، وأضاف أنّ "المهامّ التي أوكلت إلى الجيش الصربي… دقيقة وواضحة، وسيتمّ تنفيذها بالكامل".
مويسيلوفيتش شدد أيضاً على ضرورة أن يكون "الجيش الصربي موجوداً على طول الخط الإداري"، وهو المصطلح الذي تستخدمه السلطات الصربية للإشارة إلى خط الحدود مع كوسوفو.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الصربية مساء الإثنين، إنّ "كلّ الوحدات" التابعة لقوى الأمن الداخلي "ستوضع على الفور تحت إمرة رئيس الأركان العامة".
في حين أشارت وزارة الدفاع الصربية إلى أن رئيس الجمهورية أمر بزيادة عدد العسكريين الصرب، المنتشرين على طول الحدود، من 1500 عسكري حالياً إلى 5 آلاف.
ومنذ 10 ديسمبر/كانون الأول 2022، يغلق المئات من أبناء العرقية الصربية في كوسوفو طرقاً رئيسية في المناطق الشمالية، احتجاجاً على اعتقال شرطي صربي سابق، في تحرّك شلّ حركة المرور إلى معبرين حدوديين مع صربيا.
قبيل توجّه مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، بثّت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أمكن سماع إطلاق نار فيه، وأفادت وسائل الإعلام الصربية هذه أنّ "اشتباكاً" وقع مساء الأحد، عندما حاولت القوات الكوسوفية إزالة حاجز لفتح طريق.
لكنّ شرطة كوسوفو نفت في منشور على فيسبوك ضلوع قواتها في أيّ اشتباك مسلّح.
كان فتيل التوتر بين صربيا وكوسوفو قد اشتعل عندما حدّدت كوسوفو، يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، موعداً لإجراء انتخابات محلّية في بلديات ذات غالبية صربية، لكنّ أبرز حزب سياسي صربي أعلن مقاطعته لها.
ولاحقاً ألقت السلطات الكوسوفية القبض على شرطي سابق يشتبه بضلوعه في هجمات ضدّ ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا إلى قطع الطرق.
يُذكر أن الإقليم الصربي أعلن عن استقلاله عام 2008، لكنّ بلغراد التي ترفض الاعتراف بالدولة الفتيّة تحضّ 120 ألف صربي يعيشون في كوسوفو، ولا سيّما في مناطقه الشمالية، على تحدّي سلطات بريشتينا (عاصمة كوسوفو)، بالمقابل تسعى بريشتينا لفرض سيادتها على معظم أراضي البلاد.