النهار الاخباريه وكالات
ضمن الجهود الموسعة التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان عدم خرقه من قبل إسرائيل أو حماس، بدأ الجيش الأميركي منذ أيام في تشغيل طائرات استطلاع مسيّرة فوق القطاع، وفق ما كشف مسؤولون عسكريون إسرائيليون وأميركيون.
كما أوضح مسؤولان في الجيش الإسرائيلي ومسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن تلك الطائرات التي تراقب كافة الأنشطة على الأرض في غزة، استُخدمت بموافقة إسرائيل، حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"
إلى ذلك، أشاروا إلى أن مهمات الاستطلاع هذه تُنفذ لدعم مهام مركز التنسيق المدني-العسكري الجديد في جنوب تل أبيب، والذي أنشأه الجيش الأميركي الأسبوع الماضي، لمراقبة وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات
وعلى الرغم من أن الجيش الأميركي قد استخدم سابقًا الطائرات المسيّرة فوق غزة للمساعدة في تحديد مواقع تواجد الأسرى الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في السابع من أكتوبر 2023، إلا أن هذه الجهود الاستطلاعية الأخيرة تشير إلى أن المسؤولين الأميركيين يرغبون في الحصول على فهم مستقل لما يحدث داخل القطاع الفلسطيني، بعيدًا عن الرواية الإسرائيلية.
لاسيما أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانوا أشاروا إلى وجود قلق داخل واشنطن من احتمال أن يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الاتفاق.
وفي السياق، أعرب دبلوماسي أميركي سابق ومسؤول دفاعي، إلى جانب بعض المسؤولين الإسرائيليين، عن دهشتهم من مهمات الاستطلاع الأميركية هذه في غزة، بالنظر إلى العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين. وقال دانيال بي. شابيرو، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ومبعوث خاص لإسرائيل بشأن إيران في عهد الرئيس السابق جو بايدن: "هذا شكل متقدم جدًا من المراقبة الأميركية في جبهة تعتبرها إسرائيل تهديدًا نشطًا"، وفق نيويورك تايمز.
كما اعتبر أنه "لو كانت هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لما كانت هناك حاجة لهذا النوع من المراقبة. لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد القضاء على أي احتمال لسوء الفهم".
أتت تلك المعلومات، مع تأكيد عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين أن ترامب ضغط مؤخراً على نتنياهو من أجل الالتزام بخطة السلام في غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية منها، مع إيفاد عدد من دبلوماسييه إلى تل أبيب
يذكر أنه خلال المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة، استخدمت الولايات المتحدة طائرات MQ-9 Reaper المسيّرة للمساهمة في جمع معلومات عن أماكن تواجد الأسرى الإسرائيليين. كما شاركت المعلومات التي جمعتها تلك الطائرات مع إسرائيل.