الأحد 6 تشرين الأول 2024

الجانب الآخر من حياة ملك بريطانيا الجديد


النهارالاخباريه وكالات
بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث، الخميس 8 سبتمبر/أيلول 2022، أصبح  الامير شالز   أخيراً ملكاً لبريطانيا و14 بلداً آخر، لينتهي انتظاره لأكثر من 70 عاماً لاعتلاء العرش، وهو الأطول لولي عهد في التاريخ البريطاني.
ويواجه تشارلز مهمة شاقة، فوالدته الراحلة كانت تحظى بشعبية جارفة واحترام كبير، لكنها تركت عائلة ملكية تمزقها الفضائح والخلافات الأسرية، بجانب المزاعم المتكررة عن عنصرية مسؤولي قصر باكنغهام.
انقسام حول الملك تشارلز
يواجه تشارلز تلك التحديات وهو في سن الثالثة والسبعين، حيث إنه أكبر ملك يتولى العرش في عائلة ملكية يعود حكمها إلى ألف عام، وبجانبه زوجته الثانية كاميلا، التي لا يزال الرأي العام منقسماً بشأنها.
بالنسبة للمعارضين، فإن الملك الجديد ضعيف ويحب التدخل في السياسة وغير مؤهل لهذا المنصب وسبق أن تعرض تشارلز للسخرية بسبب حديثه إلى النباتات وهوسه بالهندسة المعمارية والبيئة، وستظل سيرته مقترنة دائماً بزواجه الأول والفاشل من الأميرة الراحلة ديانا.
غير أن مؤيديه يقولون إن ذلك تشويه للعمل الجيد الذي يقوم به، وإنه يُساء فهمه دائماً، كما أنه كان سابقاً لعصره في مجالات مثل تغير المناخ.
كما يدافع عنه البعض بالقول إنه شخص رصين ودائماً ما يهتم برفاه البريطانيين من جميع الطبقات والمجتمعات. كما ساعدت مؤسسته الخيرية أكثر من مليون شاب فقير وعاطل عن العمل منذ إطلاقها قبل ما يقرب من 50 عاماً.
قال تشارلز ذات مرة في فيلم وثائقي تلفزيوني: "المشكلة هي أنك محصور دائماً في موقف الخاسر. حتى لو لم تفعل شيئاً على الإطلاق.. فسوف يشتكون من ذلك. إذا حاولت وتعثرت خلال محاولتك فعل شيء للمساعدة، فسوف يشتكون أيضا".
عاش حياته يحاول التكييف في مجتمع متغير
وطوال حياته، كان تشارلز محاصرا في نظام ملكي يسعى لتحديث نفسه ويحاول التكيف في مجتمع سريع التغير وقائم على المساواة مع الحفاظ على التقاليد التي تمنح المؤسسة الهالة المحيطة بها.
يمكن بسهولة رؤية هذا التوتر من خلال حياة ابنيه.
فالأكبر وليام (40 عاما)، والذي أصبح الآن ولي العهد، يعيش حياة مقيدة بالواجبات التقليدية ويخصص كثيرا من وقته للأعمال الخيرية والظهور بالمراسم العسكرية.
أما الابن الأصغر هاري (37 عاما) فيقيم خارج لوس أنجليس مع زوجته الممثلة الأمريكية السابقة ميجان وطفليه، مُتخذا نمطا جديدا لحياته يتناسب مع هوليوود أكثر من قصر بكنجهام.
كان الأخوان مقربين جدا من بعضهما البعض، لكنهما نادرا ما يتحدثان الآن.
نشأة الملك تشارلز بطريقة مختلفة 
وُلد تشارلز فيليب آرثر جورج في قصر بكنجهام في 14 نوفمبر تشرين الثاني عام 1948، في العام الثاني عشر من حكم جده الملك جورج السادس، ومنذ ذلك اليوم، يجري إعداده ليصبح ملكا في يوم من الأيام.
وكان في الثالثة من العمر فقط عندما أصبح وليا للعهد بعد أن تولت والدته العرش عام 1952، لكن تنشئة تشارلز كانت مختلفة عن تلك التي خضع لها في الماضي ملوك بريطانيا.
على عكس أسلافه الذين تلقوا تعليمهم على أيدي مدرسين خاصين، ذهب تشارلز إلى مدرسة هيل هاوس في غرب لندن قبل أن يصبح طالبا في مدرسة تشيم في بيركشاير والتي درس فيها والده الأمير فيليب.
ثم أُرسل إلى جوردونستون وهي مدرسة داخلية صارمة في اسكتلندا حيث درس فيليب أيضا. ووصف تشارلز فترته هناك بأنها كانت كالجحيم، كان عانى من الوحدة والتنمر. ونُقل عنه قوله عن هذه الفترة إنها كانت "حكما بالسجن".
خالف تشارلز التقاليد مرة أخرى عندما ذهب إلى كلية ترينيتي في كمبردج لدراسة علم الآثار والأنثروبولوجيا لكنه تحول لاحقا إلى التاريخ.