الأحد 15 حزيران 2025

التضامن مع الشعب الإيراني

مادلينا شيلانو- روما


في مساء دافئ من مساءات روما، يوم السبت 14 يونيو/حزيران، ابتداءً من الساعة السابعة مساءً، تجمع بضع عشرات من النشطاء والمنظمين أمام سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شارع نومينتانا 361، تعبيرًا عن تضامنهم مع الشعب الإيراني.
وقد دعت إلى هذه المبادرة مجموعات من اليسار الإيطالي المناهض للإمبريالية، بهدف توجيه رسالة احتجاج ضد سياسات العدوان وزعزعة الاستقرار، التي تُنسب إلى الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه إيران ومنطقة الشرق الأوسط.

ورغم أن الحواجز الأمنية والتحويلات المرورية الناجمة عن مظاهرات أخرى أقيمت في العاصمة في نفس اليوم قد حدّت من المشاركة، إلا أن المنظمين دعوا الحضور إلى إحضار زهرة أو بطاقة تهنئة لوضعها أمام السفارة، تعبيرًا عن الاحترام والتقارب مع الشعب الإيراني.
وضع بعض المشاركين زهور قرنفل حمراء ورسائل تضامن، في حين قرأ آخرون نصوصًا سياسية تدافع عن السيادة الوطنية وتناهض الإمبريالية.

قال أحد المنظمين:
"نحن هنا ليس لدعم حكومة، بل لمعارضة العدوان الإمبريالي والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها."


السياق الجيوسياسي: إيران محاصَرة

تأتي هذه المبادرة في ظل توتر دولي متصاعد، إذ أعقب الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، الردَّ العسكري الإيراني على إسرائيل، ما أدخل المنطقة في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
وقد أثارت السياسات الإسرائيلية المشددة، إلى جانب العقوبات الأمريكية، موجات احتجاج حول العالم، كان من ضمنها تحركات شعبية وعفوية مثل تلك التي شهدتها العاصمة الإيطالية.

وفي هذا السياق، تتبنى الحكومة الإيطالية موقفًا دبلوماسيًا غامضًا؛ فهي تعلن دعمها للسلام من جهة، لكنها تتجنب في الوقت ذاته إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل صريح.

قناة أوتولينا: صوت بديل من خط المواجهة

غطّى الفعالية عدد من الصحفيين المستقلين، من بينهم أعضاء في قناة "أوتولينا" التلفزيونية، وهي وسيلة إعلامية بديلة تنشط في قضايا مناهضة للإمبريالية وتُعرف بتضامنها مع الشعوب المعتدى عليها.
وقد ساهم حضور القناة في توثيق الحدث من خلال الصور والمقابلات، التي نادرًا ما تجد مساحة في وسائل الإعلام التقليدية.

قال أحد مراسلي القناة:
"ننقل صوت الغائبين... على الإعلام المستقل أن يكشف ما يتجاهله الإعلام السائد."

تمثيل صحيفة "أساداكا نيوز"

كان ممثل صحيفة "أساداكا نيوز" – صديق ومساهم دائم في هيئة التحرير – قد تم تكليفه بتغطية المظاهرة نيابة عن المحرّرة مادالينا سيلانو، التي تعذّر عليها الحضور لأسباب طارئة.
ورغم قلة عدد الحاضرين، إلا أن المشاركين أظهروا تماسكًا عاليًا ووعيًا سياسيًا واضحًا، عبر الشعارات المرفوعة، والرموز المعروضة، والمداخلات العلنية التي أكدت ضرورة التعبئة الدولية ضد الحرب والتدخل الغربي في شؤون الشرق الأوسط.

مثّلت مظاهرة 14 يونيو، رغم حجمها المحدود، شهادة ملموسة على المقاومة المدنية ضد الحرب والنفاق الدبلوماسي، وساهم حضور الإعلام المستقل، مثل قناة "أوتولينا" وصحيفة "أساداكا نيوز"، في إبراز أهمية التضامن الشعبي، والسلام بين الشعوب، وحق تقرير المصير كمبدأ لا يقبل المساومة.